الأموال
الجمعة 24 أكتوبر 2025 04:54 مـ 2 جمادى أول 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي
استعدادات لنقل مراسم «الجراند بول» الملكي من موناكو الى قصر عابدين للمرة الأولى محمد حافظ رئيسًا لقطاع التسويق بشركة «Arabian Mark Developments» «الإسكان» تختار طارق الجمال لعضوية المجلس المصري للبناء الأخضر والمدن المستدامة آلاف المواطنين في مسيرة حاشدة لدعم أشرف رشاد عثمان بالإسكندرية شركة Marquee للتطوير العقاري تحصل على القرار الوزاري لمشروع شبابيك سعيد درويش يهنئ المهندس أحمد ناصر عيد لاختياره ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر بالإسكندرية د.محمد فراج يكتب: لماذا ألغى ترامب قمة بودابست مع بوتين (1 – 2) أسامة ايوب يكتب: الذين هاجموا مولد السيد البدوى وأساءوا إلى الصوفية الري : لا صحة لادعاءات ارتفاع المياه على مجرى النيل النائب أشرف عبد الغني: إنقاذ المصانع المتعثرة أولوية لحماية الأمن الاقتصادي والاجتماعي “مصر العربي الاشتراكي” يعلن تمسكه بمسيرة الوطن رغم استبعاد قائمة “صوتك لمصر” من انتخابات البرلمان 2025 أحمد زكي: إعفاء الصادرات المصرية من الجمارك خطوة تاريخية تؤكد عمق الشراكة مع الصين

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب: لماذا ألغى ترامب قمة بودابست مع بوتين (1 – 2)

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور

د. محمد فراج أبوالنور

تطورات متلاحقة سياسية وعسكرية وميدانية واقتصادية تحيط بالأزمة الأوكرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية بصورة تتحدى توقعات أكثر المراقبين اطلاعا.. ومفاجآت وتقلبات فى مواقف الأطراف بين ساعة وأخرى وخاصة مواقف وتصريحات الرئيس الأمريكى ترامب.. وهى تطورات متلاحقة وبعضها مفاجئ أو حتى معاكس لاتجاه الأحداث بصورة تجبرنا على القول بأننا نكتب هذا المقال فجر الخميس 23 أكتوبر 2025 لضرورات الإعداد للنشر يوم الأحد 26 أكتوبر، ولسنا مسئولين عن أى مفاجآت تحدث بين وقت كتابة المقال وتاريخ نشره!

وعلى سبيل المثال فقد كانت تصريحات ترامب حتى صباح الخميس 16 أكتوبر تشير إلى أنه قد اقترب بشكل حاسم من اتخاذ قرار بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك المجنحة ذات القدرات التدميرية الكبيرة وطويلة المدى 2500 كم والقادرة على حمل رؤوس نووية، وكان مقررا أن يلتقى ترامب بالرئيس الأوكرانى زيلينسكى يوم الجمعة 17 أكتوبر وأن يتم الإعلان عن صفقة التوماهوك عقب اللقاء، تعبيرًا عن غضب ترامب مما اعتبره تراجعًا من الجانب الروسى عن التزاماته خلال قمة "آلاسكا" قبل شهرين بينه وبين بوتين، بينما كان الجانب الروسى يصدر تصريحات نارية تشير إلى أن إمداد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بالذات هو تطور بالغ الخطورة لأن هذه الصواريخ قادرة على ضرب العمق الروسى ولأن استخدامها يستلزم وجود خبراء أمريكيين الأمر الذى يعنى تورطًا مباشرًا من جانب واشنطن فى الصراع المسلح وتفويضًا لادعاءات ترامب أنه يقوم بجهود سلمية لحل الأزمة المحتدمة ووقف الحرب التى استمرت أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، وكان كبار المسئولين الروس – وعلى رأسهم بوتين – يؤكدون أن موسكو ستتخذ أشد الإجراءات قوة لمواجهة هذا التطور الخطير.

مفاجأة ترامب

لكن العالم فوجئ بعد ظهر الخميس بأن بوتين أجرى محادثة هاتفية مطولة مع ترامب استمرت ساعتين ونصف خرج بعدها الرئيس الأمريكى ليعلن أن المحادثة كانت مثمرة، وأنه سيتم عقد قمة قريبا بينه وبين بوتين فى العاصمة المجرية "بودابست" يسبقها اجتماعات بين وزيرى خارجية البلدين للإعداد للقمة التى لن تتناول الحرب فى أوكرانيا فحسب، بل مختلف جوانب العلاقات بين البلدين، كما أعلن ترامب أن أمريكا لن تمد أوكرانيا بصواريخ "توما هوك" لأن ما لديها من هذه الصواريخ قليل، وهى تحتاجه للدفاع عن نفسها، وهو ما أعاد ترامب التأكيد عليه فى اليوم التالى بعد اجتماعه مع زيلينسكى فى اليوم التالى.. كما تبخرت الأحاديث عن إمدادات واشنطن لـ"كييف" بخمس وعشرين بطارية من صواريخ الدفاع الجوى "باتريوت" تدفع أوروبا ثمنها.

الأكثر من ذلك أن التسريبات الإعلامية عن اجتماع ترامب وزيلينسكى أشارت إلى أنه كان اجتماعا عاصفا، وجه خلاله الرئيس الأمريكى كلمات قاسية إلى زيلينسكى تعيد إلى الذاكرة ما سبق أن تعرض له الأخير فى اجتماع علنى بالمكتب البيضاوى، كما أشارت التسريبات إلى أن ترامب أبلغ زيلينسكى أن عليه أن يقبل بوقف إطلاق النار عند خطوط القتال الحالية، حتى لا تخسر أكثر، الأمر الذى يعنى أن على أوكرانيا أن تقبل بالتخلى عن 78% "ثمانية وسبعين بالمائة من منطقة الدونباس المجاورة للحدود الروسية، فضلا عن شبه جزيرة القرم بالطبع، وهو ما عاد ترامب فأعلنه بعد نهاية الاجتماع بينه وبين زيلينسكى.

ترامب غاضب مرة أخرى!

روسيا من جانبها رحبت بوقف صفقة "التوماهوك" وبقمة بودابست والاتصالات التمهيدية لها سواء على مستوى وزيرى الخارجية أو الخبراء وأكدت استعدادها لتطويرعلاقاتها بالولايات المتحدة فى مختلف المجالات.

إلا أنها أعادت التأكيد على مواقفها المعروفة من ضرور استعادة منطقة "الدونباس" بأكملها "وليس 78% فقط منها)، كما أكدت أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون فى سياق إجراءات أوسع فى مقدمتها وقف إمداد أوكرانيا بالسلاح والمعلومات المخابراتية، حتى لا يتم استخدام وقف إطلاق النار من أجل إعادة تسليح الجيش الأوكرانى وتعويض خسائره الضخمة فى الأفراد والمعدات، وتعزيز تحصيناته، كما حدث من قبل فى عامى 2014 و2015، كما طالبت بضرورة البدء فى إجراءات لنزع سلاح أوكرانيا وإعلان حيادها وعدم انضمامها لحلف الناتو والتزام كييف ودول الحلف رسميا بذلك، باعتبار أن محاولات ضم أوكرانيا إلى الناتو كانت السبب الجذرى لبدء الحرب الجارية، وأنه لا يمكن التقدم نحو سلام حقيقى بدون معالجة الأسباب الجذرية للحرب، من بينها أيضًا وجود أحزاب فاشية فى السلطة الأوكرانية تؤجج العداء لكل ما هو روسى، ولذلك تطالب روسيا بحل هذه الأحزاب، ومنعها من المشاركة فى الحياة السياسية وتنقية الدستور الأوكرانى من المواد المعادية لروسيا وشعبها.

أما بالنسبة للضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب، فقد أعلنت روسيا إصرارها على عدم وجود قوات من أى دولة عضو فى الناتو على الأراضى الأوكرانية، وهو ما تطالب به الأخيرة والدول الأطلسية والأوروبية وخاصة الكبرى منها، وفى مقدمتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهم أهم داعمى أوكرانيا كما تطالب به دول شرق أوروبية متشددة فى عدائها لروسيا مثل بولندا وجمهوريات البلطيق.

إصرار موسكو على تأكيد مواقفها والسياق الذى يجب أن يتم ضمنه وقف إطلاق النار انعكس على المحادثات الهاتفية بين وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى ماركو وبيو بهدف الإعداد لقمة بودابست بين بوتين وترامب، وهو الأمر الذى يعنى طول فترة الإعداد للقمة ودخول هذا الإعداد فى معالجة قضايا شائكة للغاية بالنسبة للغرب، بما فى ذلك للولايات المتحدة بالرغم من تقاربها مع الموقف الروسى وخاصة إذا ما قورنت مواقف واشنطن بالمواقف الأوروبية.

ومن ناحية أخرى شددت روسيا ضرباتها الصاروخية والجوية على مختلف المواقع والمدن الأوكرانية وفى مقدمتها كييف وتركزت الضربات الروسية على مواقع الصناعات العسكرية وإنتاج الطاقة وخطوط النقل والمواصلات كما كثفت القوات الروسية هجماتها على طول خطوط الجبهة وتمكنت من السيطرة على بلدات وقرى جديدة ومن إحكام الحصار على مواقع ومدن استراتيجية كما تمكنت من تحقيق اختراق استراتيجى بعبورها لنهر "دنيبرو" فى أحد المواقع وبناء رأس جسر على الضفة الغربية للنهر.

ويشير الخبراء إلى أن موسكو ليست فى عجلة من أمرها للجلوس إلى مائدة التفاوض وأنها مهتمة بكسب مزيد من الوقت للتقدم فى احتلال مساحات ومدن جديدة ووضع مواقع أخرى تحت سيطرتها النارية بحيث تحقق موقفا تفاوضيا أقوى وإنجازات أكبر فى ضعضعة قوى الجيش الأوكرانى.

هذه التطورات كلها أغضبت الرئيس الأمريكى ترامب الذى أعلن فجأة عن إلغاء قمة بودابست وأنه لا يريد إضاعة وقته فى اجتماعات لا طائل من ورائها! معلنا فى الوقت نفسه أن ذلك لا يعنى رفضه لعقد قمة مع بوتين فى وقت لاحق.

وفى الوقت نفسه اتخذت الولايات المتحدة قرارا بفرض عقوبات على شركتى نفط عملاقتين هما "روسنفط" و"لوك أويل" والشركات التابعة لهما، وكانت أمريكا قد سبق أن فرضت عقوبات على شركات صينية وهندية لأنها تستورد كميات ضخمة من البترول الروسى بتخفيض كبير فى الأسعار، كما تقوم الهند باستخدام طاقات التكرير الكبيرة لديها فى استخلاص المشتقات البترولية وتصديرها إلى دول أوروبية عديدة محققة مكاسب طائلة، وهو ما دفع ترامب إلى لوم الدول الأوروبية لالتفافها على قرار حظر استيراد البترول الروسى، بهدف تجفيف منابع تمويل موسكو لجيشها وصناعاتها العسكرية..

وللحديث بقية...