الأموال
الأحد، 5 مايو 2024 05:57 مـ
  • hdb
26 شوال 1445
5 مايو 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

الداعية د. خالد راتب يوضح نظرة الإسلام للمال وتوجيهاته لحماية المجتمع من الفساد 

الأموال

الداعية د. خالد راتب يشرح نظرة الإسلام إلى المال ووتوجيهاته التي تصمن حماية المجتمع من الفساد المالي ويقول ان هذه القضية تتضمن محورين هما ..

1- نظرة الإسلام إلى المال.

2- وسائل حماية المجتمع من الفساد المالي.

ويشرح هذه المحاور فيقول..

أولا: نظرة الإسلام إلى المال:

الاشتراكية جعلت المال مشاعا بين جميع الناس، وابطلت الملكية الخاصة للإنسان ،فالكل شريك في المال عندهم، وهنا يتساوى الكسول الذي لا يعمل مع النشيط الذي يسعى في الأرض؛ ليأكل من رزق الله. وعلى النقيض فإن الرأسمالية أعلت الملكية الخاصة على حساب الملكية العامة ،مما جعل المال دولة بين الأغنياء ،
لكن الإسلام نظر إلى المال نظرة وسطية، حيث احترم الملكية العامة و الخاصة بما يتفق مع مصلحة الفرد والمجتمع .
ولقد اهتم الإسلام بالمال اهتماما كبيرا ،فهو عصب الحياة .

ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالمال:

1- وصف المال بالخير في أكثر من آية، قال تعالى:" وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ"(العاديات:8).

2- عد الإسلام المال من أهم وسائل الجهاد في سبيل الله، فقد تقدم ذكر الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في كل مواضع القرآن الكريم إلا في موضع واحد في سورة التوبة:" إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم"(التوبة:111).

3- وصفه الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأنه نعمة:" نعم المال الصالح للمرء الصالح "(البخاري في الأدب المفرد ج1/ص112 ح299).

4- به تقام العبادات، كالزكاة، والحج، والصدقات...
5- به تبنى دور العبادة كالمساجد، وأماكن تحفيظ القرآن، والخدمات التي تقدم للناس كالمدارس والجامعات والمستشفيات.
6- ترفع به بعض العقوبات ،كالدية، والكفارات.

7- به يسبق الإنسان غيره إلى الجنة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : ذهب أهل الدثور(أصحاب الأموال الكثيرة) بالدرجات العلى ، والنعيم المقيم ، فقال : " وما ذاك ؟" فقالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " تسبحون وتكبرون وتحمدون ، دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة " فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ، ففعلوا مثله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"( متفق عليه ، وهذا لفظ رواية مسلم) .
8- به تصان الأعراض، كان عبد الرحمن بن عوف يقول:" يا حبذا المال أصون به عرضي وأتقرب به إلى ربي".
9- قلة المال في يد العبد قد تؤدي به إلى القنوط والكفر؛ لذا كان - صلى الله عليه وسلم- يقول:" اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" (أخرجه النسائي (8/267 ، رقم 5485).
ثانيا: وسائل حماية المجتمع من الفساد المالي:
من وسائل حماية المجتمع من الفساد المالي:
1- إعلاء قيمة العمل والسعي للرزق ،قال تعالى: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(تبارك:15). عن أبي هريرة رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال :"ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ) . فقال أصحابه وأنت ؟ فقال ( نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة "(أخرجه البخاري).
2- معرفة ضوابط جمع المال والالتزام بها، فمن ضوابط جمع المال:
أ‌- جمعه من حلال ،وإنفاقه في واجب ،أو مستحب ، أو مباح.
ب‌- ألا يجمع من حرام ،ولا ينفق في حرام، أو ما لا نفع فيه.
ج-ألا يطغى حبه وجمعه على حياة الإنسان فينسيه هدفه الذي خلق من أجله، وهو عبادة الله وتعمير الكون .
د- الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية في المعاملات المالية، بمعرفة أحكام المعاملة التي أنت بصددها، والصدق والأمانة، والوفاء بالعهود والعقود ،وإتقان العمل، والرفق بالناس وعدم المغالاة في الأرباح واجتناب الاحتكار، فالمحتكر ملعون .
هـ- ألا يكون في جمعه ضرر بمصلحة العامة.
و- عدم اكتناز المال ؛لأن فيه ضرر كبير على الفرد والمجتمع.
ز- الابتعاد عن الإسراف والتبذير، قال تعالى:" وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"(الأعراف:31).
ح- الضرب بيد من حديد على يد الذين يتلاعبون بثروات الأمة، وعلى المفسدين في كل مكان، والمرتشين ،والغشاشين ،والتجار الذين يتاجرون فيما فيه ضرر بالناس...
ط-الرقابة الصارمة من مؤسسات الدولة في مواجهة الفساد.
ي-اتخاذ الإجراءات الوقائية في جميع المصالح الحكومية عن طريق متابعة الأسواق، والمشاريع ،وغير ذلك من الأمور .
ك-وضع الكفاءات والأمناء في الأماكن القيادية وليس أهل الثقة ،وغلق باب المحسوبية.
ل-احترام العاملين في القطاع العام والخاص وأصحاب الحرف وكل صاحب مهنة لأخلاق العمل والتي من أهمها : المراقبة والإتقان والإخلاص.
م- إنفاق المال في محله وألا يصرف على السفهاء.
ن- عدم وضع المال في يد السفهاء والذين لا يحسنون التصرف فيه، قال تعالى:" وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ".

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE