نائب رئيس الرقابة المالية: حماية المستثمر تبدأ من التثقيف لا من العقوبة

في أجواء احتفالية تؤكد روح التعاون والتكامل بين مؤسسات سوق المال، شهدت البورصة المصرية صباح اليوم افتتاح جلسة تداول استثنائية بمشاركة قيادات الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة المصرية، احتفالا بأسبوع المستثمر العالمي 2025 (World Investor Week)، الذي تنظمه المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO)، والتي يشغل الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة، منصب نائب رئيسها.
جاءت الفعالية لتؤكد التزام مصر المستمر بدعم جهود نشر الثقافة المالية وحماية المستثمرين وتعزيز الشفافية في الأسواق، ضمن رؤية وطنية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والثقة والاستدامة.
محمد الصياد: حماية المستثمر تبدأ من التثقيف لا من العقوبة
أكد محمد الصياد، نائب رئيس هيئة الرقابة المالية، أن أسبوع المستثمر العالمي يمثل فرصة لتجديد الالتزام بالمبدأ الأساسي الذي تنطلق منه الهيئة، وهو أن الأسواق المالية لا تنمو بالأرقام والمؤشرات فحسب، بل بالثقة والمعرفة.
أوضح أن الثقة تُبنى حين يشعر المستثمر أن أمواله في بيئة منظمة وعادلة، والمعرفة تُبنى حين يفهم أدواته وحقوقه ومخاطره، مشددا على أن حماية المستثمر تبدأ من التثقيف المالي لا من العقوبة، وأن الثقافة المالية هي خط الدفاع الأول لتعزيز الشمول المالي وتمكين المواطنين من اتخاذ قرارات استثمارية رشيدة.
وأشار الصياد إلى أن التوعية والثقافة المالية تمثلان محورًا رئيسيًا في جهود الهيئة، التي أطلقت خلال السنوات الماضية مجموعة من المبادرات المبتكرة، منها المنصة الرقمية iInvest كأول مركز إلكتروني شامل للتثقيف بالأنشطة المالية غير المصرفية، بما تتضمنه من محتوى تعليمي وبرامج تفاعلية وفيديوهات تدريبية، إلى جانب البودكاست الرقابي “FRA Podcast – اعرف لتستفيد”، وهو أول بودكاست رقابي من نوعه في المنطقة يقدم محتوى مبسط لتوعية الشباب بمفاهيم سوق رأس المال والتأمين والتمويل الاستهلاكي.
كما أشار إلى الحملات الرقمية التي تنفذها الهيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف المواطنين بطرق التحقق من الجهات المرخصة قبل الاستثمار.
وفي سياق متصل، تحدث نائب رئيس الهيئة عن التحول الرقمي والتكنولوجيا المالية (FinTech) كأحد المحاور الرئيسية لأسبوع المستثمر العالمي هذا العام، موضحا أن الهيئة كانت من أوائل الجهات التنظيمية في المنطقة التي وضعت إطار تشريعي متكامل لتنظيم هذا المجال عبر القانون رقم 5 لسنة 2022 وقراراته التنفيذية، من بينها القرارات أرقام 139، 140، 141، و268 لسنة 2023، والقرار رقم 57 لسنة 2024 بشأن المستشار المالي الآلي (Robo-Advisor).
وأكد أن الابتكار لا يتعارض مع التنظيم بل يدعمه ويعززه، وأن أسبوع المستثمر العالمي يمثل دعوة لتحمل المسؤولية المشتركة بين جميع أطراف السوق لبناء وعي مالي مستدام يعزز الثقة ويحمي المستثمرين.
إسلام عزام: إعداد جيل يمتلك المعرفة والمهارة لبناء اقتصاد المعرفة
من جانبه، أكد الدكتور إسلام عزام، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، أن مشاركة البورصة في فعالية اليوم تأتي في إطار التزامها بدورها في تعزيز الثقافة المالية ونشر الوعي الاستثماري بين فئات المجتمع كافة، خاصة الشباب، مشيرا إلى أن الثقافة المالية تمثل أساسا لبناء مجتمع اقتصادي مستدام قائم على المعرفة والتمكين.
وأوضح أن البورصة وضعت استراتيجية متكاملة لرفع الوعي المالي عبر برامج تدريبية وتثقيفية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والجامعات وهيئة الرقابة المالية، حيث تم تدريب آلاف الطلاب في المحافظات المختلفة على أساسيات الاستثمار والادخار
كما تم تنفيذ مبادرات مثل “جناح البورصة في الجامعات” داخل سبع جامعات استقبلت نحو 4500 طالب، وتطوير برنامج “سفراء البورصة المصرية” الذي يضم 90 سفيرًا شابًا مؤهلين لنشر الثقافة المالية في مدارس وجامعات الجمهورية.
وأضاف عزام أن البورصة المصرية وسعت نطاق أنشطتها الرقمية والإعلامية لتعزيز الوعي المالي من خلال إنتاج أكثر من 70 فيديو وبودكاست تعليمي حققت تفاعل كبير تجاوز 40 ألف تفاعل ووصولا لأكثر من 4.5 مليون مستخدم، كما شاركت البورصة للمرة السادسة على التوالي في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي استقبل جناحها أكثر من 11 ألف زائر، وقدمت خلاله كتيبات تثقيفية مثل «استثمر صح» و«اتعلم بورصة».
وأشار إلى أن المسابقة التفاعلية الرمضانية التي أطلقتها البورصة أسفرت عن فوز 12 مشاركا حصلوا على محافظ استثمارية حقيقية، مما يعكس نجاح الجهود في ترسيخ ثقافة الاستثمار الواعي بين الشباب.
أكد عزام أن فعالية اليوم لا ترمز فقط إلى بدء جلسة تداول جديدة، بل إلى انطلاقة مرحلة جديدة من الوعي والمسؤولية المالية، مشيرًا إلى أن البورصة ستواصل التعاون مع مختلف الشركاء من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والجامعات لنشر ثقافة الادخار والاستثمار المسؤول، بما يسهم في بناء اقتصاد أكثر قوة واستدامة.
محمد عبد العزيز: الثقافة المالية هي الجسر بين السياسات الاقتصادية وحياة المواطن
أكد الدكتور محمد عبد العزيز، مساعد رئيس هيئة الرقابة المالية، أن مصر تشهد في المرحلة الحالية نجاحات متتالية على مختلف الأصعدة، سواء الدبلوماسية أو السياسية أو الاقتصادية، حيث أصبحت الدولة المصرية نموذج في استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الاستقرار.
وأوضح أن هذه النجاحات المتراكمة تترجم إلى ثقة متزايدة من المستثمرين المحليين والدوليين في الاقتصاد المصري، وتفتح آفاق واسعة للنمو والتنمية.
وأضاف أن هذه الثقة لا يمكن الحفاظ عليها واستدامتها إلا عبر نشر الثقافة المالية بين المواطنين والمستثمرين، لأنها تمثل الجسر الذي يربط بين السياسات الاقتصادية والواقع العملي.
وأشار إلى أن الثقافة المالية ليست مجرد معرفة مالية أو مهارة فردية، بل هي جوهر التنمية الاقتصادية نفسها، فهي التي تضمن أن تؤتي الإصلاحات الاقتصادية ثمارها وأن يتحول النمو إلى تنمية حقيقية يشعر بها المواطن في حياته اليومية.
وأوضح أن تعزيز الثقافة المالية يمكّن المواطن من فهم حقوقه ومسؤولياته ويساعده على اتخاذ قرارات استثمارية رشيدة، كما يتيح للمستثمر التفرقة بين الفرص الحقيقية والعروض الوهمية، وبين الاستثمار الآمن والمخاطرة غير المحسوبة.
وأكد أن تعزيز الثقافة المالية هو الأساس لتحقيق شمول مالي حقيقي يضمن أن يستفيد الجميع من ثمار التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الجهود التي تبذلها الهيئة في هذا المجال من حملات توعية ومبادرات تدريبية وتعاون مؤسسي مع الوزارات والجامعات هي جزء من رؤية وطنية متكاملة لتمكين المواطن المصري من التعامل الواعي مع الخدمات المالية غير المصرفية.