الأموال
الخميس 28 أغسطس 2025 09:09 مـ 4 ربيع أول 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق.. صرح طبي يجمع بين الابتكار والرعاية الإنسانية

أهل مصر لعلاج الحروق بالمجان
أهل مصر لعلاج الحروق بالمجان

الحروق تعد من أخطر الإصابات التي قد يواجهها الإنسان، إذ يؤدي فقدان الجلد لدوره الطبيعي كحاجز واقٍ إلى جعل الجسم عرضة للعدوى والمضاعفات الخطيرة.

ومن هنا برزت الحاجة إلى إنشاء مستشفيات متخصصة لا تقتصر مهمتها على العلاج فقط، بل توفر بيئة علاجية متكاملة تبنى على أسس علمية دقيقة تقلل من المخاطر وتزيد من فرص التعافي منذ اللحظة الأولى.

ويعتبر مستشفى "أهل مصر" لعلاج الحروق بالمجان نموذجا متفردا يجمع بين أحدث التقنيات الطبية وأعلى معايير التصميم الهندسي والاعتبارات الإنسانية، ليضع معايير جديدة للرعاية الصحية المتخصصة.

معايير صارمة لمكافحة العدوى

تم تصميم المستشفى وفق مواصفات استثنائية تضمن أعلى مستويات الأمان للمرضى.

فقد تم تجهيزها الغرف الفردية بأنظمة ضغط خاصة لمنع انتقال العدوى، مع أجنحة عزل متطورة للحالات الحرجة، ما يوفر بيئة عالية التعقيم والمراقبة.

كما يعتمد نظام التهوية على مرشحات HEPA عالية الكفاءة التي تنقي الهواء من أدق الجزيئات والبكتيريا.

ويدار تدفق الهواء عبر غرف ضغط إيجابي في المناطق المعقمة وضغط سلبي في مناطق العزل، بما يحقق تحكما دقيقا يمنع انتقال العدوى من منطقة إلى أخرى.

تصميم لا يترك مجالا للصدفة

حرص القائمون على المستشفى على دمج حلول لا تلامسية في معظم تفاصيله؛ بدءا من الأبواب والإضاءة الأوتوماتيكية، مرورا بالصنابير وأحواض المياه العاملة بالحساس، وصولا إلى الأجهزة الرقمية التي تقلل من الحاجة إلى التفاعل اليدوي المباشر.

كذلك، اختيرت مواد البناء والتشطيب بعناية لتكون غير مسامية ومضادة للميكروبات، مع تصميم داخلي يخلو من الزوايا الحادة والشقوق التي قد تحتجز البكتيريا، مما يجعل التنظيف والتعقيم أكثر فاعلية.

مسارات آمنة وحركة منظمة

يطبق المستشفى نظاما دقيقا للفصل بين المناطق النظيفة والمناطق الملوثة، مع ممرات مخصصة للتخلص من النفايات الطبية بعيدا عن غرف المرضى.

وتمت مراعاة الفصل التام بين حركة الكوادر الطبية والزوار لضمان انسيابية الحركة وتقليل احتمالية انتقال العدوى.

كما وزعت وحدات التمريض في مواقع استراتيجية قريبة من غرف المرضى، مع تخصيص نقطة تمريض داخل كل غرفة، لتعزيز سرعة الاستجابة ومتابعة الحالة بشكل لحظي.

دعم نفسي وإنساني متكامل

لم يقتصر التصميم على الجانب الطبي، بل أولى اهتمامًا بالغًا بالجانب النفسي. فقد زودت الغرف بإضاءة طبيعية واسعة ونوافذ ذات إطلالات مريحة، مع إمكانية التحكم بدرجة الحرارة والإضاءة بما يلائم حالة المريض.

كما تم تخصيصها مساحات مناسبة لأسر المرضى للبقاء بجوار ذويهم، في خطوة تهدف إلى تقديم الدعم النفسي وتعزيز عملية الشفاء.

التأهيل والعلاج الطبيعي

لتسريع عملية التعافي، يضم المستشفى وحدات متخصصة للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بالقرب من غرف المرضى لتسهيل انتقالهم، إلى جانب قسم متكامل مزوّد بأحدث الأجهزة يقدم برامج علاجية متطورة تعيد للمرضى قدراتهم الحركية والوظيفية.

منظومة رقمية متطورة

يعتمد المستشفى على بنية رقمية شاملة تشمل السجلات الصحية الإلكترونية، وأنظمة مراقبة ذكية تتابع حالة المريض لحظة بلحظة.

كما تتحكم أنظمة إلكترونية في الإضاءة ودرجة الحرارة وجودة الهواء، بما يقلل من الأخطاء البشرية ويرفع كفاءة الأداء الطبي.

بيئة للشفاء والأمل

لا يقتصر الهدف من تصميم مستشفى "أهل مصر" على توفير العلاج الطبي الفعال، بل على بناء بيئة يشعر فيها المريض بالأمان والطمأنينة.

فالمكان هنا لا يقدم دواء فقط، بل يمنح المرضى تجربة إنسانية متكاملة تقدر الألم وتتعامل معه برحمة واحتراف، ليكون الأمل حاضرا في كل غرفة، والشفاء رحلة تصنع بالعناية والرحمة قبل الدواء.

موضوعات متعلقة