«ليلة العمر».. وعودة الثقة

** يا ولاد بلدنا يوم الخميس.. أكتب كتابى وأبقى عريس.. والدعوة عامة وها تبقى لمة.. وها يبقى ليا فى البيت ونيس.. ياولاد بلدنا.. انها «ليلة العمر» لشعب مصر الصابر المكافح المناضل الحر.. العزيز.. ليلة الزفاف لكل مصرى لـ 92 مليون انسان وأحفادهم ومن يخرج إن شاء الله من أصلابهم.. شاءت الأقدار أن يتصادف يوم عرس قناة السويس الجديدة - 6 أغسطس - بعد ساعات مع يوم «الخميس».. وهو يوم ترفع فيه الأعمال إلى الله.. وهو يوم مشهود عند المصريين اعتادوا فيه أن يقيموا الأفراح وحفلات الزفاف والعرس فقد آن لهذا الشعب أن يفرح.. أن يحلم بحياة حرة ولقمة عيش كريمة.. آن لهذا الشعب أن يجنى ثمار صبره وجلده ونضاله لاسترداد حريته وكرامته والدفاع عن حقوقه وممتلكاته وحماية تراب وطنه.. حان له أن يحصد بذور الوطنية والولاء التى روتها دماء شهدائه الأطهار وجنود جيشه وشرطته البواسل فى حربهم ضد الإرهاب.
وفى ظنى فإننى أجدنى وكل المصريين الشرفاء على اختلاف شواربهم وعقائدهم وطوائفهم محظوظون أن نشهد ميلاد «القناة الجديدة» وندخل التاريخ من أوسع أبوابه ليتحاكى الأجيال تلو الأجيال ملحمة الإرادة والتحدى التى عاشها المصريون حتى قهروا ودحروا المستحيل وأنجزوا مشروع القناة فى عام بالتمام والكامل فى وقت كانت كل الطرق والوسائل والدراسات العلمية تؤكد استحالة اتمام المشروع فى أقل من 3 إلى 5 سنوات.
أنه يوم مشهود ليس فى تاريخ مصر وحدها بل فى تاريخ البشرية فمصر الحضارة التى علمت العالم وسطعت شمس المدينة والتقدم منذ أكثر من 7 آلاف عام علي أرضها وقتما كانت الدنيا ظلاماً كاهلاً وكانت أوروبا تعيش عصور الجهل والظلمة والضلال.
سامحونى عذراً فى الإسهاب بكلمات الإنشاء والاطراء فهى تخرج وأقسم بالله من القلب بعيداً عما يثار فى الميديا عن المكاسب المادية التى يحققها مشروع القناة الجديدة والتى تصل بها الدراسات الاقتصادية إلى أكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2030 - دراسة حديثة لاتحاد المصارف العربية.. وبعيداً عن تأثير القناة على زيادة حركة التجارة العالمية واستيعاب السفن والحاويات التى تحمل هذه التجارة إلى نسب تصل إلى 30 و ٪40 من حجم تجارة العالم خلال أقل من ثلاث سنوات وهو ما يزيد من حصيلة رسوم العبور من القناة بنسب تزيد على ٪300 مع توقعات بزيادتها خلال ثلاث سنوات إلى ٪500 حيث قدر الفريق مهاب مميش حجم العوائد من هذه الرسوم بـ 20 مليار دولار بعد تشغيل القناة الجديدة مقابل 5،3 مليار دولارسنوياً.. وبعيداً عن أن المشروع سيخلق مجتمعات عمرانية وصناعية وتجارية وخدمية فى مدن القناة وما يستتبعه من تعمير سيناء لتكون ظهيراً يحمى حدودنا الشرقية ويزود عن أمننا القومى فى مواجهة عدونا الأول - اسرائيل.. بعيداً عن أن المشروع سيوفر 1,5 مليون فرصة عمل ويسهم فى حل أزمة البطالة وواستقرار سوق الصرف وتحسن وضع الجنيه وهو ما يحول مصر إلى نمراً اقتصادية ويجعلها قبلة للاستثمارات العالمية.. بعيداً عن ذلك كله والذى يأتى فى إطار ما يسمى - اقتصادياً - بالمكاسب المنظورة - فإنه وحسب نظرى فإن المكاسب غير المنظورة تفوق أضعاف أضعاف المكاسب المتطورة.. حيث تقف عودة الثقة إلى الدولة المصرية ومؤسساتها فى مقدمة هذه المكاسب التى حولت البوصلة صوب الإعتراف بحجم مصر وريادتها واستقرارها السياسى والاقتصادى.. عودة الثقة فى ولاة الأمور.. عودة الثقة فى الانسان المصرى إضافة أن مثل هذا المشروع سيرفع من قيمة وقدر الإنسان المصرى فى سلم «الحقوق» الذى يتحدث عنه الغرب وحاربنا بها من أجل مصالحه وأجنداته مبروك لمصر وجيشها وشعبها وقائدها«القناة» مبروك عودة الثقة.. حفظ الله الوطن.
اقرأ أيضاً :
عامل يقتل زوجته لرفضها معاشرته بكفر الشيخ