الأموال
الجمعة، 26 أبريل 2024 11:14 صـ
  • hdb
17 شوال 1445
26 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

ON Trend

عماد الدين حسين يكتب :الذين يسخرون من الشعب

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

ما هذا التعالى الذى يمارسه بعض المعارضين بحق الشعب المصرى الذى خرج وشارك فى انتخابات الرئاسة الأخيرة؟.
كيف يجرؤ البعض على السخرية من مجموعة كبيرة من المواطنين لمجرد أنهم اتخذوا موقفا مغايرا لموقفه؟.
ألا يدل ذلك على أن كل ما يقولونه عن الإيمان بالديمقراطية والتعددية وحريات التعبير مجرد لغو بلا مضمون؟.
مبدئيا من حق أى معارض أن يقول فى الانتخابات الأخيرة ما يشاء، من حقه أن يراها تمثيلية عبثية أو تمت فى أجواء قمعية، أو شهدت تدخلات حكومية وانتهاكات حقوقية. والعبد لله انتقد مد التصويت يوما ثالثا فى هذا المكان يوم الخميس الماضى.لكن ليس من حق أى شخص أن يسخر من الذين صوتوا.
سمعنا كلاما كثيرا لا يليق عن أعمار المصوتين وكيف أن معظمهم من كبار السن أو من النساء، وكأن هؤلاء ينبغى الحجر عليهم أو إعدامهم رغم أن هذه الفئة هى الأعلى تصويتا فى كل انتخابات العالم، مقارنة بفئة الشباب التى يعزف كثير منهم عن التصويت لأسباب كثيرة. ومن لديه عكس ذلك فليخبرنا.
مرة أخرى هناك مشكلة تتمثل فى غضب الشباب من النظام الحالى، لكن ليس معنى ذلك أن نسخر من كبار السن أو السيدات.
كنت أتمنى أن تشارك جميع التيارات والأحزاب والأطياف السياسية والاجتماعية فى الانتخابات وأن تجرى فى مناخ أقل استقطابا، أو تحت سيف الإرهاب والعنف والمظاهرات التخريبية.
وللأسف لم يحدث ذلك لأسباب كثيرة، فهل عدم حدوثه يعنى أن ننسف جهود ودور كل الذين شاركوا؟!.
من حق أى شخص أن يقاطع الانتخابات أو يعتبرها مزورة أو مزيفة أو مسرحية، لكن ليس من حقه أن يسخر من ملايين المواطنين الذين قرروا الذهاب إلى لجان الاقتراع والإدلاء بأصواتهم فى «عز الحر».
لا يمكن لأى عاقل أن يلوم شعبا أو جزءا معتبرا وكبيرا منه.
هؤلاء الذين نزلوا إلى التصويت يريدون الاستقرار والهدوء واستئناف حياتهم اليومية.
ربما يكون معظمهم غير معنى بمن يحكم مصر، هل هو السيسى أم مرسى أم مبارك، وربما يكون بعضهم قد أعطى صوته لمرسى أو لجماعة الإخوان من قبل، فهل يمكن أن نسخر من مواطن عادى قرر أن يمارس حقه الدستورى ويدلى بصوته لهذا المرشح أو ذاك؟!.
المنتقدون والساخرون والمقاطعون فعلوا كل شىء لإقناع المواطنين بعدم التصويت، هذا حقهم، لكن ليس من حقهم أن يسخروا من الذين لم يسمعوا كلامهم.
هذا السلوك الغريب ممن يزعم أنه يؤمن حقا بالديمقراطية وحرية التعبير يضرب مصداقية هؤلاء فى مقتل، ويعنى أن كل ما يقولونه عن الحريات مجرد وسيلة للوصول أو العودة للحكم وبعدها فلتذهب الحريات إلى الجحيم!!.
المنطقى أن نحترم رأى من قرر التصويت لهذا المرشح أو ذاك أو لمن قرر الذهاب لإبطال صوته أو حتى لمن قرر المقاطعة. قرار المقاطعة حتى لو اختلفنا معه باعتباره سلبيا فهو حق لصاحبه لأنه موقف سياسى. وبالتالى فعلى المقاطعين ألا يتعالوا على المشاركين، وفى المقابل لا يحق لأى مشارك أو مؤيد للانتخابات أن يخون أو يكفر المقاطعين.
نحن نتحدث عن مبادئ وأخلاقيات عامة، ويبدو أن معظمنا ينسى ذلك فى غمرة الانحياز لهذا الطرف أو ذاك. والمؤكد أن أمامنا سنوات ضوئية كثيرة حتى يتسق ما نقوله مع ما نفعله.

مصر للطيران
عماد تالدين حسين الشعب المصرى انتخابات الرئاسة الأخيرة؟.
بنك الاسكان
NBE