وزير الإنتاج الحربي: فائض الطاقة العسكرية يتحول لمنتجات مدنية تدعم الاقتصاد الوطني

أكد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، أن شركات ووحدات الوزارة تمتلك قدرات تصنيعية وتكنولوجية وفنية متقدمة، إلى جانب بنية تحتية وخبرات بشرية مؤهلة، ما يجعلها ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الصناعية بمصر. وأوضح أن استراتيجية الوزارة تقوم على توطين أحدث تكنولوجيات التصنيع بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية الرامية إلى تعزيز المكون المحلي وتقليل فاتورة الاستيراد، مع تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

استغلال فائض الطاقات الإنتاجية لتصنيع منتجات مدنية

وأشار الوزير، في تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن الدور الأساسي للإنتاج الحربي يتمثل في تلبية احتياجات القوات المسلحة والشرطة من الذخائر والأسلحة والمعدات والدبابات والمركبات المدرعة والأنظمة الإلكترونية المتطورة، لكن في الوقت نفسه يتم استغلال فائض الطاقات الإنتاجية لتصنيع منتجات مدنية تلبي احتياجات السوق المحلي.

بدء إنتاج الطلمبات الغاطسة

وكشف عن إنجاز صناعي جديد يتمثل في بدء إنتاج الطلمبات الغاطسة محليًا لأول مرة في مصر، وذلك عبر تكامل الجهود بين عدة شركات تابعة للوزارة، حيث تتولى شركة حلوان للمسبوكات إنتاج الأجزاء المعدنية، فيما يقوم مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات بتشغيل الطلمبات، وتتكفل شركة قها للصناعات الكيماوية بعمليات التجميع والاختبار قبل توريدها إلى وزارة الإسكان وفق بروتوكول تعاون مشترك. وقد حصلت هذه الطلمبات على اعتماد الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، وتم بالفعل تركيب ثلاث وحدات في مشروعات جديدة مع استمرار عمليات التوريد.

كما أوضح الوزير أنه قام بجولة مفاجئة لتفقد خطوط إنتاج الطلمبات ومنطقة الاختبار بمصنع 270 الحربي، للتأكد من جودة العملية التصنيعية.

وفي سياق متصل، أعلن عن توسيع التعاون مع الجانب الياباني، حيث تم خلال سبتمبر الجاري توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "ميزوها" اليابانية لتصنيع محطات لإنتاج المياه من الهواء بقدرة 500 لتر يوميًا، استكمالًا للنجاح المشترك في إنتاج جهاز صغير لتوليد المياه بطاقة 12 إلى 14 لترًا يوميًا. وأكد أن المرحلة الأولى من التجربة أثبتت نجاح الجهاز وصلاحية المياه المنتجة وفق المواصفات القياسية المصرية، ليتم بعدها إنتاج 100 جهاز جديد بالتعاون مع مصنع حلوان للأجهزة المعدنية وطرحها قريبًا في السوق المصري.

وأضاف أن التعاون مع "ميزوها" يستهدف إنشاء خطوط إنتاج مستقلة داخل شركات الوزارة لتصنيع المحطات على نطاق واسع، مع تسويقها محليًا وإقليميًا في الدول الإفريقية والمجاورة، بما يعزز فرص التصدير ويدعم توجه الدولة نحو تعميق المكون المحلي.

وشدد وزير الدولة للإنتاج الحربي على أن الصناعة تمثل إحدى ركائز التنمية المستدامة، وأن القطاع الخاص يعد شريكًا استراتيجيًا للوزارة في مشروعاتها المختلفة، مؤكدًا حرص الوزارة على تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، والعمل وفق أعلى معايير الجودة العالمية لتحقيق نهضة صناعية متكاملة.