الأموال
الجمعة، 26 أبريل 2024 11:22 صـ
  • hdb
17 شوال 1445
26 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

محمد عبد المنصف يكتب : جنوب السودان.. أعينوهم يأتكم خيرها مَرَّتَيْنِ

الأموال

تعد دولة جنوب السودان التي أعلنت قيام جمهوريتها عام 2011، الدولة

الحادية عشرة في حوض النيل، فمياه النيلين الأبيض والأزرق يمران من

أراضيها، لشمال السودان ومنها إلي مصر، ومصالحها الاقتصادية مع مصر لا

تنتهي، فهي دولة حبيسة لا تطل على بحر، الأمر الذي جعل تعاونها مع دول

الجوار أمرا لا غني عنه .

وتسعي جنوب السودان لاستقطاب استثمارات في كل مجالات الحياة ، وبخاصة

التعليم، والصحة،  والبنية الأساسية، بعد أن قضت الحرب الأهلية هناك علي

الأخضر واليابس فما أن أُعلن عن قيام الجمهورية عام 2011، حتي اندلعت

الحرب الأهلية عام 2013 ، ولم تتوقف إلا بتوقيع اتفاق السلام في سبتمبر

2018، لتبدأ عهدا جديدا من التنمية .

فقد أنهكت الحرب شعب جنوب السودان، تاركة 50% منه تحت مستوى خط الفقر لا

يتعدي مستوي دخله 25 دولارا شهريا،  ولا يتمتع سوى 1% منه بخدمة الكهرباء

و7% بخدمات الطرق المعبدة، إضافة إلي معاناته من ارتفاع معدلات وفاة

الأمهات أثناء الولادة وربما كانت أكثر دول العالم معاناة من هذه

الظاهرة، ومعني ذلك أنها في حاجةإلي بناء اقتصادى جديد يبدأ من الصفر.

من هنا تأتي أهمية التواجد المصري هناك، لبناء علاقات اقتصادية قوامها

المصالح المتبادلة،

فجنوب السودان فى حاجة إلى تأهيل كوادره فنيا فى كل فروع الحياة والي

شركات تساهم في إنشاء مشروعات تنموية فى كافة المجالات، وفى المقابل فإن

مصر فى حاجة إلى استقرار الجنوب لأن استمرار الحرب يعنى انتعاش تجارة

السلاح والمخدرات فضلا عن زيادة أعداد اللاجئين لديها.

غير أن الإعلام في البلدين لم يلعب الدور المنوط به ، في تهيئة الرأي

العام لذلك التعاون، فلم ينجح حتي الآن  فى نقل صورة واضحة عن الحياة

داخل جنوب السودان للمصريين، كما لم يشرح الشخصية المصرية للجنوبيين،

وهنا يأتى دور الدراما فى تناول الحياة الاجتماعية للشعبين ، بهدف توضيح

أهمية العلاقات المشتركة  لصالح كلا البلدين، ولابد من تخصيص مساحة كبيرة

فى وسائل الإعلام المصرىة والجنوب سودانية لتأهيل جيل جديد من شباب

المثقفين لإدارة ذلك الملف من الجانبين، فبدون تداخل الشعبين اجتماعيا

وتجاريا لن تكون هناك نتائج على أرض الواقع.

أما عن محاولات حكومة جنوب السودان لخلق بيئة جاذبة للاستثمار ، فقد نجحت

في ترسيم 80%من حدودها مع شمال السودان، وتسعي لترسيم باقي المسافة،

ووقعت اتفاق سلام بين الحكومة والمعارضة المسلحة، من أجل استقرار الحياة،

ويسعي السفير جوزيف موم جاك سفير جنوب السودان بالقاهرة لنقل العلاقة بين

البلدين من المستوي الرسمي الي المستوي الشعبي فهل يستثمر المصريون

الفرصة لبناء قاعدة قوية من التعاون الذي يحقق مصالح الطرفين علي أرض

الواقع.

فمن المؤكد ان مستثمري الصين والهند لن يتركوا الفرصة و سيسارعون

للاستثمار علي أرض جنوب السودان ، ولديهم  برامج قوية لتاهيل أبنائهم علي

التعامل مع الشعوب بما يحقق مصالحها دون أن يتعارض مع أهالي البلاد التي

يقيمون علي ارضها،

 

 

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE