ارتفاع أسعار الأدوية يجبر ”الغلابه” على التداوى بالأعشاب وسط غياب رقابى تام

مع استمرار أزمة اختفاء العديد من الأصناف الدوائية من السوق ،وارتفاع اسعارها بصورة جنونية ،حيث زادت اسعار اكثر من 3000منتج دوائى خلال مدة تقل عن العام ،تحولت المنتجات الدوائية من عقاقير ومضادات حيوية الى سلع يعجز الغالبية العظمى من المجتمع المصرى عن شرائها .

أجبر  ارتفاع أسعار الأدوية المواطنين للعودة  لطرق العلاج البدائية مثل الحجامة والتداوى بالأعشاب الطبيعة  ،وعلى الرغم من عدم فعالية تلك الوسائل فى علاج العديد من الحالات  ،وخطورة الإعتماد عليها دون مراقبة من جهات مختصة ،الا أنها تحولت بدورها الى وسيلة تلجأ اليها الطبقات الفقيرة بغرض التداوى فى ظل الإرتفاع المستمر فى اسعار الدواء.

وقد اوضحت الإحصائيات  ان حوالى 95%  من المصريين يلجؤن الى الوصفات الشعبية فى علاج العديد من الأمراض الموسمية مثل البرد والكحة، وبالاضافة الى ذلك  وصفات لعلاج امراض الكبد ،الجهاز التنفسى ،وامراض الجهاز العصبى .

وفى ظل غياب الرقابة عن سوق التداوى بالأعشاب و عدم وجود ضوابط لممارسة تلك المهمة ،ظهرت العديد من المنتجات مجهولة المصدر ،والتى لا يتم تصنيعها وفقاً للمعايير الدوائية الصحيحة ،بغرض زيادة العائد الربحى من بيع تلك المنتجات والعمل على زيادة اقبال المواطنين عليها ،حيث يتراوح ثمن تلك المنتجات بين 60 _200 جنية كحد اقصى .

وتٌعد محلات العطارة واسواق التوابل هى المركز الاول لبيع ووصف تلك المنتجات ،حيث يتشابه دور العطار مع الطبيب المتخصص ،حيث يصف المريض حالته الصحية للعطار ،ويقوم الاخير بصنع مزيج من الاعشاب او وصف منتج عشبى متوفر فى الاسواق .

واكثر المنتجات التى تلقى رواجاً هى المنشطة للدورة الدموية وخلطات التجميل والمكملات الغذائية .

وقد اثارت تلك الظاهرة غضب المتخصصين  ،حيث أكد العديد منهم على قصور فاعلية تلك المنتجات على حالات بعينها  ،وعلى ضرورة وجود رقابة فعلية للحد من انتشار تلك المنتجات فى الإسواق التجارية دون ترخيص من وزارة الصحة .