الأموال
الجمعة، 26 أبريل 2024 03:36 صـ
  • hdb
17 شوال 1445
26 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

أسواق وريادة أعمال

فشل مؤتمر وارسو للسلام «على شرف نتنياهو» ؟!

الأموال

فلسطين وصفته بـ«المؤامرة الأمريكية « وقاطعته روسيا والصين

* محللون إسرائيليون:

*  نتنياهو استفاد من المؤتمر لدعم حملته الانتخابية على حساب العرب .. وتسبب في فشله بذكر كلمة «الحرب على إيران»

أجمع المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة على أن المؤتمر الدولي «للسلام والأمن في الشرق الأوسط» الذي عقد، في العاصمة البولندية، وارسو، بمبادرة الولايات المتحدة، لن يؤدي إلى نشوء تحالف دولي ذي أهمية ضد إيران، من أجل تشديد عقوبات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عليها.

وتوقعوا في الوقت نفسه أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيستثمر هذا المؤتمر في حملته الانتخابية، إثر مشاركته فيه وعقده لقاءات مع مسئولين في دول عربية مشاركة في المؤتمر.

وأشاروا إلى أن نتنياهو اضطر بعد لقائه، مع وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي. إلى تصحيح أقوال، أدلى بها للصحفيين ، وجاء فيها أن هذا المؤتمر «هو عمليا لقاء علنى مع مندوبي دول عربية رائدة تجلس سوياً مع إسرائيل من أجل دفع المصلحة المشتركة لمحاربة إيران». لكن بعد مرور ساعتين، وإثر تصريح لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بأنه «عرفنا أوهام نتنياهو دائما. والآن، باتت دول العالم وأولئك المشاركون في سيرك وارسو تعرف ذلك أيضا»، صحح مكتب نتنياهو أقواله بأن أعاد نشر أقواله وشطب كلمة «حرب» لتحل مكانها كلمة «كفاح»

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر «السلام والأمن في الشرق الأوسط» المنعقد بمبادرة أمريكية في وارسو، أن هذا المؤتمر يمهد إلى «وحدة الموقف» بين إسرائيل ودول عربية، وأن العشاء الافتتاحي للمؤتمر شكل «منعطفا تاريخيا» في العلاقات بين دول المنطقة.

وقال نتنياهو في كلمة خلال المؤتمر إنه «في القاعة جلس حوالي ستين وزيرا للخارجية يمثلون عشرات الحكومات، ورئيس حكومة إسرائيلي ووزراء خارجية دول عربية وتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذي يشكله النظام الإيراني».

وتابع أنه «أعتقد أن هذا يدل على تغيير وتفهم مهم لما يهدد مستقبلنا وما نحتاج إليه لضمان أمنه، وإمكانية التعاون ستتوسع إلى أبعد من الأمن لتشمل كل جانب من جوانب الحياة».

وجلس نتنياهو، خلال العشاء الذي أقيم في (قلعة وارسو) الملكية، على طاولة واحدة مع مسئولين عرب لدول خليجية لا تقيم  علاقات رسمية مع اسرائيل لكنها تعتقد أن مصالحها تجتمع مع مصالح نتنياهو بسبب إيران.

من جانبه دعا نائب الرئيس الأمريكى، (مايك بنس) ، حلفا أمريكا الأوروبيين، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وهدد بفرض المزيد من العقوبات الأمريكية على إيران. ووصف بنس إيران، خلال مؤتمر وارسو، بأنها «أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط»، معتبرا أن النظام الإيراني يخطط لارتكاب «محرقة جديدة» بسبب طموحاته الإقليمية.وقال جاريد كوشنير، صهر ومستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن الإدارة الأمريكية ستطرح خطة «صفقة القرن» بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية التي ستجري في أبريل المقبل. ويشارك كوشنر في المؤتمر وسيتحدث في جلسة مغلقة عن الخطوط العريضة لـ «صفقة القرن «ولا تشارك السلطة الفلسطينية في المؤتمر، الذي وصفته بأنه «مؤامرة أمريكية»، وترفض الوساطة الأمريكية في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بعد اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

أرسلت معظم الدول الأوروبية الكبرى مسؤولين من الصف الثاني إلى المؤتمر، فيما قاطعته روسيا، التي نظمت في «سوتشي « قمة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني، حسن روحاني، والتركي رجب طيب إردوغان، للبحث في الوضع في سورية، حيث تعد موسكو لاعبا أساسيا.

وافتتح وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، المؤتمر عبر التشديد على أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة في سوريا رغم قرار ترامب المفاجىء في ديسمبر الماضي بسحب نحو ألفي جندي أمريكى من هذا البلد.

وأشاد بومبيو أيضا بوجود مسؤولين عرب واسرائيليين في «القاعة نفسها، على طاولة واحدة يتبادلون الآراء». وأضاف «لقد أتوا جميعهم لسبب واحد وهو بحث التهديدات الحقيقية لشعوب كل دولة منها والصادرة من الشرق الاوسط».

شبّه المحلل الاقتصادي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سيفر بلوتسكير، مؤتمر وارسو بالمؤتمر الذي عُقد في عام 1996، بمبادرة الولايات المتحدة. حضر فيه مندوبون عن 30 دولة، بينها دول عربية وكذلك الصين. وأشار بلوتسكير إلى أن إدارة الرئيس بيل كلينتون أصيبت بذعر جراء احتمال خسارة رئيس الحكومة الإسرائيلية حينذاك، شمعون بيرس، في انتخابات الكنيست لصالح نتنياهو. «لقد خاف الخبراء المحيطون بكلينتون من أن من شأن خسارة كهذه أن تجلب كارثة على عملية السلام الإسرائيلية ــ الفلسطينية» وفاز نتنياهو حينها.

وأضاف أنه «بعد 23 عاما، وفي ظروف مختلفة، يعقد البيت الأبيض في وارسو مؤتمرا دوليا، بأهدافه مشابهة ضد الإرهاب وإيران وتأييدا لرئيس حكومة إسرائيلي أثناء ولايته. لكن توجد فروق بين المؤتمرين، إذ أنه لم يحضر إلى مؤتمر وارسو رؤساء دول عظمى ورؤساء حكومات، وتقاطعه الدول العظمى روسيا والصين ومن جانب عدد من اللاعبين المهمين في الشرق الأوسط، وبينهم السلطة الفلسطينية وتركيا. من جانبه، وصف محلل الشئون العربية في صحيفة «هاآرتس» تسفي بارئيل، مؤتمر وارسو بأنه «أشبه بحفلة يحضر الكثيرون من المدعوين إليها واضعين قناعا ضد الروائح الكريهة» مشيرا إلى الخلافات بين واشنطن وقسم من الدول الأوروبية الهامة حول العقوبات، ودفعت دولا مثل ألمانيا وفرنسا إلى إرسال مندوبين بمستوى متدن، كما أن وزير الخارجية البريطاني أعلن أن سفارته في وارسو ستتابع المؤتمر.

وأشار بارئيل إلى أن «إسرائيل والولايات المتحدة تسعى إلى تشكيل نظام تعاون دولي غاياته وصلاحياته غير واضحة. وإذا كانت النية هي إرغام إيران على إجراء مفاوضات حول اتفاق نووي جديد ولجم برنامجها للصواريخ الباليستية، فهذا يعني أن هذه الدول ترى بإيران شريكا شرعيا في حوار وبالإمكان الاعتماد عليها أن تطبق اتفاقيات مستقبلية. وإذا كان الهدف تشكيل تحالف واسع، مؤيد للعقوبات، يرغم إيران على الاستسلام لمطالب الولايات المتحدة من دون مفاوضات، فإن مؤتمرا كهذا لن يعود بالفائدة، لأنه من دون روسيا والصين والعراق، قد تكون الثقوب في العقوبات أوسع مما يجعلها تنجح في ليّ ذراع طهران».

وتابع أن التفاف الدول الكبرى الأوروبية الثلاث، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، المؤيدة للاتفاق النووي، على العقوبات الأمريكية على إيران «يوضح حجم الفجوة العميقة بين دول الاتحاد الأوروبي وواشنطن. وهكذا، ومن دون أن تقصد ذلك، تبني سياسة ترامب كتلة أوروبية  روسية وتشكل اتحادا دوليا بديلا للأمم المتحدة. وهذان الكيانان سيعملان لمصلحة إيران».

ورأى بارئيل أنه «بالإمكان التقدير الآن أن رزمة الهدايا التي سيعود بها نتنياهو من وارسو، ستشمل بالأساس كلمات كبيرة وتصريحات جوفاء، من دون مضمون بما يتعلق بالتهديد الإيراني».

من جانبه شدد محلل الشؤون الأمنية في صحيفة «معاريف»، يوسي ميلمان، على أنه «على عكس الانطباع الذي يحاول نتنياهو إثارته لدى الجمهور لأهداف سياسية داخلية، فإن الوضع الاستراتيجي والاستخباري الإسرائيلي إنما تحسن وحسب والمخاطر والتهديدات تراجعت. وهي بعيدة بالتأكيد عن وصف «تهديد وجودي». ويدل على ذلك تقريران جديدان، الأول هو الميزان الاستراتيجي الذي قدمه للكابينيت مجلس الأمن القومي، والثاني هو التقييم الاستخباري السنوي لوحدة الدراسات في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان».

وأضاف ميلمان أن تقرير مجلس الأمن القومي يتحدث عن «تحسن وضع إسرائيل الإستراتيجي»، نتيجة «قوة كبيرة وكنوز» سياسية. وشدد هذا التقرير على أن «إسرائيل تنشئ شراكات جديدة مع الدول السنية التي تشاركها الرأي حول الحاجة إلى لجم جهود إيران التوسعية في الشرق الأوسط، والتخوف من حيازة إيران سلاحا نوويا».  

وبحسب الميزان الاستراتيجي الذي يصوره مجلس الأمن القومي، فإن «تحسن وضع إسرائيل يستند أيضا إلى اقتصاد مستقر وحدود آمنة. لكن المسئولين في مجلس الأمن القومي، وكذلك في أمان، يشددون على التحديات التي قد تقود إلى انعطافات هامة في العام 2019 وتؤثر على إسرائيل ومكانتها في الشرق الأوسط».

ويتوقع التقريران الأمنيان الإسرائيليان أنه على الرغم من أن حماس لا تريد حربا في ظل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، إلا أنها «قد تصل إلى الاستنتاج بأنه لا خيار أمامها سوى الدخول في مواجهة مع إسرائيل من أجل كسر الستاتيكو والخروج من المأزق. والضائقة الاقتصادية في إيران النابعة من العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس ترامب، قد تدفع إيران أيضا إلى القيام بعدة خطوات مقلقة بكل ما يتعلق ببرنامجها النووي. لكن بموجب تقديرات أمان، لا يتوقع أن تلغي إيران الاتفاق النووي لكنها قد تدخل إلى مجالاته الرمادية. وقد يتم التعبير عن ذلك بتخصيب اليورانيوم بمستوى 20%، أو بتطوير أجهزة طرد مركزية لتخصيب اليورانيوم».

وتابع ميلمان أن تقارير الاستخبارات الإسرائيلية تتوقع أنه «في حال اضطرت إيران إلى الانسحاب من سوريا، فإنها قد تحول العراق إلى خط مواجهتها مع إسرائيل. وفي سيناريو كهذا، الذي تمنعها فيه إسرائيل من نشر صواريخ في سوريا، قد تنصب إيران صواريخ طويلة المدى في العراق. ويزداد القلق في جهاز الأمن الإسرائيلي من أن تحاول دول أخرى في المنطقة، إضافة إلى إيران، تطوير برنامج نووي، وعلى رأس التخوفات في إسرائيل أن تصعد السعودية على هذا المسار، وتوجد عدة مؤشرات على ذلك».

 

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE