بالصور: أطفال الشوارع والمقابروالأيتام يشاركون فى «كرنفال عالقهوة الثاني للطفل»

 

أقضي ليلتي بجوار إحدي القبور، أنظر الى السماء وأتسأل هل أنا أخطئت حين أتيت الى الدنيا ولم أجد أمي وأبي؛ يقولون أن السماء قد  أخذتهم لانهم أنقياء ويقولون أنهم تخلوا عني وتركوني بلا مأوى ويقولون الكثير كي يصبروني على ما أعانيه، يصمت قليلاً  وينظر إلي مرة آخرى ويتسأل ماهو خطأي الذي أوصلني كي أجد نفسي من سكان القبور وأنا مازلت حياً، ماهو الخطأ الذى أخطئته حين استيقظ باكرا مع إستيقاظ الشمس كي اذهب الى عملي يوم العيد كي ابيع لاطفال مثلي مناديل امام أحد الملاهى كي يجففوا عرقهم من أثر اللهو واللعب مع أسرهم.. هكذا ثرد لي محمد الطفل الصغير الذي لايتجاوز العشر سنوات كيف بالعادي يقضي يومه وكيف أنه ينتظر بشغف الكرنفال السنوي الثاني للطفل الذي ينظمه ويشرف على رعايته الإعلامي الشاب أحمد يونس، يكمل محمد حديثه أنه يتشوق كي يلهو ويلعب ويستمتع بمتع الحياة التي حرم منها لمجرد أنه من قاطني القبور كان ذلك صباح السبت الماضي أثناء حديثنا فى الاتوبيس المخصص لنقل الأطفال الى مكان الكرنفال.

 

كرنفال الطفل هو مبادرة شخصية من الأعلامي الشاب أحمد يونس، يهدف الى التحليق بعيداً خارج الصندوق لصنع حدث يدخل السرور الى قلب الطفل المهمش والمهدور حقه، فلاحظ يونس أن هناك العديد من الأطفال ينطبق عليهم عبارة "طفل منسي كأن لم يكن" بكل ما تحمله من معنى، مثل أطفال الشوارع والأطفال قاطني القبور والأطفال اليتامى وغيرهم من الأطفال المهدور حقهم بالمجتمع نظراً للظروف المعيشية التي خلقوا ووجدوا أنفسهم يصارعون فيها من أجل لقمة العيش ومن أجل الحفاظ على البقاء حياً فى مجتمع يجبر الطفل بالهرب الي القبور كي يجد فيها المأوى والمسكن والأمان.

 

بدأت فاعليات كرنفال الطفل الثاني بحضور العديد من دور رعاية الأطفال ودور الأيتام والعديد من ممثلى منظمات المجتمع المدني التي قام يونس ومنظمي أتوبيس عالقهوة بالتنسيق معهم لتنظيم حضور أطفال الشوارع وأطفال القبور للمشاركة فى الكرنفال والإستمتاع بفقرات اليوم وبمشاركة مؤسسة خطوات للتنمية البشرية، في نادي رؤية بمدينة السادس من أكتوبر، وبدأت فاعليات اليوم بإفطار جماعي للأطفال يحوى كل ما لذ وطاب من أشهى المأكولات مصطحبه بأنغام موسيقى "دي جى ديكا" التي أضافت البهجة والفرح على نفوس الجميع طوال الكرنفال.

 

تمكنت من رؤية محمد مرة آخرى صديقي الصغير وهو يلهو مع أحد منظمي الحدث والتي استهلت الأنشطة الرياضية واللهو بالألعاب الموجودة بالنادي بدايته ورأيت في عينه نظرة فرحة مثل نظرة عروس في ليلة زفافها، صاحبتها دموع لوهلة اعتقدت أنه اصابه مكروه الا ان بعد عدة ثواني أكتشفت انها لم تكن دموع ولكن السماء أرادت ان تشارك الأطفال فرحتهم فأمطرت عليهم في يوم صيفي لم يكن ليتوقع أحد منا هطول الأمطار فيه إلا ان مشيئة الله أذنت للأمطار بالنزول كي تمكن للأطفال الإستمتاع باللهو لآقصى حد تحت المطر.

 

 نظرت حولى وجدت الجميع فى حالة نشوة لم أراها في عيون جمع أشارك فيه منذ فترة طويلة، حقاً أشكر الله انه مكني من الحضور والمشاركة في يوم عظيم ختمت فاعلياته بمهرجان الألوان الشهير والتي يحبه الكبير قبل الصغير، في لحظات تحولت حديقة النادي الى لوحة عظيمة البهجة؛ إن سعى أعظم فنانين العالم كي يُظهرها بقمة الجمال والروعة والحب التي ظهرت به لم يكن ليتمكن من ذلك، فعدم الكُلفة وإنعدام العنصرية والطبقية أضفت على المكان هالة من الحب والإنسجام بين الجميع.

 

أحمد يونس هو إعلامي شاب، يقدم برنامج عالقهوة على إذاعة نجوم إف إم، استطاع إحياء فكرة الاعلام التنموي الهادف مرة آخرى ، واجهه تحدي تقديم برنامج أذاعي فى وقت شبه أندثرت فيه الاذاعة المصرية بل وكان أصعب ما فى التحدي هو موعده الذى يوافق منتصف ليل القاهرة، استطاع خلال مشواره الإذاعى القصير إثبات نفسه كمذيع ناجح على واحدة من أشهر محطات الإذاعة المصرية وهي نجوم أف أم ، وقرر يونس الإتجاه إلى العمل بالتلفزيون على قناة مودرن الفضائية، لكنه لم يمكث بها كثيراً حتى تركها ، وعاد مرة ثانية إلى بيته الأصلى فى الإذاعة ببرنامجه عالقهوة والذي أصبح منافس قوي مع برامج التوك شو المصرية والعربية.

 

 

 

 

 

 

موضوعات ذات صلة:

«بيت الأمة» لسه في فايدة مع أحمد يونس