وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ لحضور قمة السلام
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم إلى مدينة شرم الشيخ المصرية للمشاركة في قمة السلام الدولية، التي تستضيفها مصر برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة عدد من قادة العالم والمنظمات الدولية، في حدث يعد الأبرز سياسيا هذا العام على صعيد جهود إنهاء الحرب في غزة وإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط.
حطت طائرة ترامب الخاصة في مطار شرم الشيخ الدولي قادما من تل أبيب، بعد زيارة قصيرة لإسرائيل ألقى خلالها كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، والتقى بعائلات الرهائن الذين تم الإفراج عنهم مؤخرا ضمن صفقة تبادل الأسرى التي رعتها مصر وقطر.
ومن المقرر أن يشارك ترامب إلى جانب الرئيس السيسي في افتتاح القمة التي تعقد تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، ويشارك فيها أكثر من عشرين زعيما ورئيس دولة وحكومة من الشرق الأوسط وأوروبا والعالم، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
تأتي القمة في وقت بالغ الحساسية، بعد التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية، أنهى أكثر من عامين من الصراع الدامي الذي اندلع في أكتوبر 2023 وأدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة في قطاع غزة.
وتهدف قمة شرم الشيخ إلى تأكيد التزام المجتمع الدولي ببنود الاتفاق، ومناقشة آليات تنفيذه على الأرض، بما في ذلك خطة إعادة إعمار غزة، وضمان حماية المدنيين، ووضع أسس لترتيبات أمنية جديدة تضمن عدم تجدد الصراع مستقبلا.
وتشهد القمة مشاركة فاعلة من دول عربية وإقليمية مؤثرة مثل الأردن وقطر وتركيا، إلى جانب دول أوروبية كفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقد أكدت مصادر دبلوماسية أن جدول أعمال القمة يتضمن جلسات مغلقة لمناقشة خريطة الطريق السياسية لما بعد وقف الحرب، وإمكانية تشكيل إدارة مؤقتة في غزة بإشراف دولي لحين التوصل إلى تسوية شاملة.
يأتي انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام استمرارا للدور المصري المحوري في رعاية جهود التهدئة، وترسيخ مكانتها كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية، فيما ينظر إلى حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كدعم قوي للمساعي الدولية، خاصة بعد مساهمته في التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى الأخير الذي مهّد الطريق لتثبيت الهدنة.
وتحظى القمة بمتابعة دولية واسعة وسط آمال بأن تفتح صفحة جديدة في مسار السلام بالمنطقة، وتضع أسسا واقعية لإعادة بناء غزة وإنعاش اقتصادها، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي بين أطراف الصراع السابقين.
كما يتوقع أن يصدر عن القمة بيان ختامي يؤكد على الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وبدء مرحلة إعادة الإعمار تحت إشراف دولي، تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية إلى القطاع الذي أنهكته الحرب.
