الرئاسة المصرية تعلن مشاركة الرئيس الفلسطيني ونتنياهو في قمة شرم الشيخ للسلام

أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيشاركان في قمة السلام المقرر عقدها اليوم بمدينة شرم الشيخ، والتي تهدف إلى ترسيخ اتفاق وقف الحرب في غزة والتأكيد على الالتزام به، في خطوة تعد من أبرز التحركات الدبلوماسية خلال الأشهر الأخيرة لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.
وتأتي القمة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة عدد كبير من قادة ورؤساء الدول العربية والأجنبية، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، والأمين العام للأمم المتحدة، إلى جانب وفود من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، في إطار مساع دولية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لمرحلة إعادة الإعمار في غزة.
القمة التي تستضيفها مصر على أرض مدينة السلام تعد استكمالا لسلسلة مشاورات مكثفة أجرتها القاهرة خلال الأسابيع الماضية مع الأطراف الإقليمية والدولية، حيث لعبت دور محوري في تقريب وجهات النظر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتهيئة المناخ لتفاهمات تهدف إلى ضمان التهدئة ومنع تجدد المواجهات العسكرية.
ومن المنتظر أن تشهد القمة مباحثات تتعلق بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ووضع آليات لمراقبة تنفيذه، إضافة إلى بحث صفقة تبادل الأسرى والرهائن، التي يجري التفاوض حولها بوساطة مصرية ودعم أمريكي، بما يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة وفتح الطريق أمام تسوية أوسع للصراع.
كما سيناقش القادة المجتمعون في شرم الشيخ الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة، وفي مقدمتها إعادة إعمار قطاع غزة وعودة الحياة المدنية إلى طبيعتها، إضافة إلى بحث سبل تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى السكان.
قمة شرم الشيخ للسلام تعقد اليوم وسط اهتمام عالمي واسع، إذ تمثل أول لقاء يجمع بين القيادة الفلسطينية والإسرائيلية بعد شهور من الحرب الدامية التي خلفت دمار واسع وخسائر بشرية جسيمة، كما أنها تأتي في لحظة فارقة تسعى فيها مصر إلى إعادة إطلاق مسار سياسي شامل يضع حدا لدائرة العنف ويمهد لحل دائم يقوم على أساس الدولتين.
وعلى الرغم من ترحيب الأطراف الدولية بهذه الخطوة، فإن القمة تواجه تحديات معقدة تتعلق بكيفية ضمان الالتزام الميداني بالاتفاقات ومنع خروقات جديدة، إلى جانب الخلافات حول مستقبل إدارة غزة وترتيبات ما بعد الحرب، خاصة في ظل غياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي عن طاولة المفاوضات المباشرة.
ويرى مراقبون أن مشاركة نتنياهو وعباس في قمة شرم الشيخ تمثل إشارة سياسية قوية إلى رغبة الجانبين في تجنب العودة إلى التصعيد، كما تعكس المكانة المحورية التي تحتلها مصر كوسيط رئيسي في أزمات المنطقة، وكدولة قادرة على جمع الأطراف المتنازعة حول مائدة واحدة من أجل إرساء الاستقرار.
من المنتظر أن تصدر في ختام القمة وثيقة ختامية تتضمن التزامات واضحة بوقف الحرب، وخارطة طريق للمرحلة المقبلة تشمل إعادة الإعمار، واستئناف المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية دولية وإقليمية، بما يضمن تحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة.