وزير الزراعة: مصر تضع خبراتها في خدمة القارة السمراء لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز

المنتدى الأفريقي للأرز بالقاهرة يختتم أعماله بإطلاق خارطة طريق قارية ودعوة لتعزيز الزراعة التعاقدية وتمويل صغار المزارعين
أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن مصر ستظل داعمًا رئيسيًا للأشقاء في القارة السمراء، وأنها تضع كل خبراتها في خدمة التنمية الزراعية الإفريقية، مشددًا على أن التعاون القاري هو مفتاح تحقيق الأمن الغذائي واستدامة الموارد في ظل التحديات العالمية.
جاء ذلك خلال ختام أعمال المنتدى الأفريقي رفيع المستوى حول تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز في إفريقيا، الذي استضافته القاهرة من 7 إلى 9 أكتوبر الجاري، بتنظيم مشترك بين وزارة الزراعة المصرية والمركز الأفريقي للأرز، وبمشاركة وزراء الزراعة وعدد من المسؤولين والخبراء من مختلف الدول الإفريقية، تحت رعاية الوزير علاء فاروق وبحضور المدير العام لمركز الأرز الأفريقي.
وأوضح وزير الزراعة أن المنتدى أتاح للدول الإفريقية فرصة الاطلاع على التجربة المصرية الرائدة في تطوير زراعة الأرز، سواء من حيث استنباط الأصناف عالية الإنتاجية مثل سخا سوبر 300 وجيزة 183، أو في مجال نظم الري الحديثة التي أسهمت في خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% مع تحقيق إنتاجية قياسية بلغت 4 إلى 5 أطنان للفدان، وهي من الأعلى عالميًا.
وأشار فاروق إلى أن المنتدى خرج بعدد من التوصيات المهمة التي تبناها الوزراء الأفارقة، في مقدمتها:
وضع خارطة طريق قارية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز تتماشى مع توجهات الاتحاد الإفريقي.
تطوير آليات التمويل لصغار المزارعين وتوفير المدخلات بأسعار عادلة.
تعزيز الزراعة التعاقدية ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص عبر سلسلة القيمة الزراعية.
تحسين منظومة البذور وتوفير الأصناف عالية الجودة والنقاء الوراثي.
توسيع التعاون العلمي في مجالات نقل التكنولوجيا الزراعية وبناء القدرات وربط البحث العلمي بالمزارع ميدانيًا.
إنشاء شبكة خبراء أفريقية لتنسيق جهود تطوير قطاع الأرز ومتابعة تنفيذ الاستراتيجيات المشتركة.
وأشاد الوزراء وممثلو الدول المشاركة بما وصفوه بـ "التجربة المصرية النموذجية" في الموازنة بين الكفاءة الإنتاجية والاستخدام الرشيد للمياه، مؤكدين ضرورة نقل هذا النموذج إلى باقي الدول الإفريقية عبر التعاون الفني وتبادل الخبرات.
وتضمنت فعاليات المنتدى زيارات ميدانية إلى المتحف الزراعي بالدقي، ومحطة البحوث الزراعية بسخا، ومركز تدريب الأرز، ومحطة إنتاج وغربلة التقاوي، حيث تعرف الوفود الإفريقية على مراحل إنتاج تقاوي الأرز ونظم الزراعة الحديثة، إضافة إلى زيارة كبرى الشركات المصرية العاملة في تصنيع المعدات الزراعية بطنطا، للاطلاع على أحدث تكنولوجيات الميكنة الزراعية.
وفي ختام الفعاليات، أعرب الوزير علاء فاروق عن تقديره للمشاركين والمنظمين، وفي مقدمتهم مركز الأرز الأفريقي ومركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، مؤكدًا أن مصر ستظل شريكًا رئيسيًا للقارة الإفريقية في بناء منظومة زراعية تحقق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.