آي صاغة: الذهب يتراجع تحت ضغط الدولار وتشدد الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، بفعل عودة قوة الدولار الأمريكي وتقلص توقعات السوق بشأن خفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وفقا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
تراجع محلي وعالمي للأسعار
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن سعر جرام الذهب عيار 21 انخفض بمقدار 15 جنيهًا ليسجل 4635 جنيهًا، مقارنةً بـ4650 جنيهًا في ختام تعاملات الأربعاء، فيما تراجعت الأوقية عالميًا بنحو 21 دولارًا لتسجل 3327 دولارًا.
وسجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5297 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3973 جنيهًا، بينما سجل عيار 14 نحو 3090 جنيهًا، وبلغ سعر الجنيه الذهب 37080 جنيهًا.
وكانت الأسعار قد سجلت ارتفاعًا طفيفًا أمس الأربعاء مدعومةً بصعود الأوقية من 3329 إلى 3348 دولارًا.
الأسواق المحلية: هدوء في الخام وانتعاش موسمي في التجزئة
تعاني حركة تداول الذهب الخام من هدوء ملحوظ، في ظل استقرار الأسواق العالمية واعتماد تجار التجزئة بشكل أكبر على الذهب المعاد بيعه.
وقد شهدت الفترة الماضية تراجعًا في سعر صرف الدولار لدى تجار الذهب بنحو 30 قرشًا دون السعر الرسمي، قبل أن تعود الأسعار للتساوي مع الرسمي مع بداية تعاملات الخميس، مدفوعة بزيادة توجه السوق إلى تصدير الذهب الخام لتوفير سيولة دولارية.
من ناحية أخرى، تشهد مبيعات التجزئة تحسنًا نسبيًا مع اقتراب موسم حفلات الزواج والخطوبة، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 70% من الطلب يتجه نحو السبائك لأغراض الادخار والاستثمار، بينما يذهب 30% إلى المشغولات الذهبية، مع استقرار الأسعار بين 4620 و4660 جنيهًا لعيار 21 منذ بداية يوليو.
الدولار الأقوى يضغط على الذهب
وجاء التراجع في أسعار الذهب مدفوعًا بصعود الدولار الأمريكي، بعد تصريحات للرئيس السابق دونالد ترامب أكد فيها عدم نيته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما خفف من توتر الأسواق ودعم العملة الأمريكية لتقترب من أعلى مستوياتها منذ 23 يونيو.
كما أبدى صناع السياسات في الفيدرالي موقفًا متشددًا إزاء التيسير النقدي، حيث أعربت لوري لوجان، رئيسة الاحتياطي في دالاس، عن قلقها من الضغوط التضخمية المتوقعة نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة، بينما أشار جون ويليامز، رئيس الاحتياطي في نيويورك، إلى أن الوضع الاقتصادي لا يتطلب تغييرًا فوريًا في السياسة النقدية.
تلك التصريحات دفعت الأسواق إلى خفض توقعاتها بشأن خفض الفائدة في سبتمبر، حيث تراجعت احتمالية تقليص الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 63% مقارنةً بـ78% قبل أسبوع، بحسب بيانات CME FedWatch.
دعم جزئي من التوترات العالمية
ورغم التراجع، لا يزال الذهب يستند إلى بعض العوامل الداعمة، في مقدمتها التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من 25 دولة بدءًا من 1 أغسطس، ما يزيد من الطلب على الأصول الآمنة.
كما كشفت بيانات أمريكية عن تباطؤ نسبي في التضخم، حيث لم يسجل مؤشر أسعار المنتجين (PPI) أي تغير شهري في يونيو، بينما جاء مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) أعلى من التوقعات، مما يعكس استمرار الضغوط السعرية، ويدفع الأسواق لمزيد من الحذر.
حالة ترقب مشوبة بالحذر
تترقب الأسواق عددًا من المؤشرات الاقتصادية الهامة مثل بيانات مبيعات التجزئة ومطالبات البطالة ومؤشر فيلادلفيا الصناعي، التي قد تعيد تشكيل التوقعات حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي ومسار الفائدة.
في المجمل، يقف سوق الذهب عند مفترق طرق، بين ضغوط من قوة الدولار وتشدد السياسة النقدية، ودعم خفي من الاضطرابات العالمية، ليبقى في حالة "توازن هش" مرشحة للتغير مع أي تطورات سياسية أو اقتصادية مفاجئة.