”الاقتصاد الرقمي يراجع الدروس ويطرح رؤية تطويرية بعد حادث سنترال رمسيس”

في أعقاب حادث الحريق الذي شهده سنترال رمسيس، أعلنت الشُعبة العامة للاقتصاد الرقمي التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية عن بدء تحرّك موسع لرصد آراء أعضائها حول ما يمكن استخلاصه من التجربة، بهدف إعداد رؤية إصلاحية تُعزز مناعَة البنية الرقمية في مصر.
تقييم الحادث
وأكد المهندس خليل حسن خليل، رئيس الشعبة أن المرحلة القادمة ستشهد تواصلاً مع الشعب النوعية بالغرف التجارية في مختلف المحافظات، عبر استبيان يتناول تقييم الحدث من جانب أعضاء القطاع.
وأضاف أن هذه الخطوة تهدف إلى جمع تصورات القطاع الخاص حول كيفية تفادي تكرار مثل هذه الوقائع، والخروج بورقة عمل موحدة ستُعرض على الجهات الحكومية لتعزيز مسار التحول الرقمي ودعم التجارة الإلكترونية.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "الشهبندر" على قناة الحدث اليوم، قدّم خليل تعازيه لأسر الضحايا، وتمنّى الشفاء العاجل للمصابين، مشددًا على ضرورة التحلي بالموضوعية وعدم الانزلاق نحو توجيه اللوم بشكل عشوائي لوزارة الاتصالات، مؤكدًا أن الوزارة واجهت ضغوطًا كبيرة خلال فترة الجائحة عندما تحولت الخدمات والأنشطة كافة إلى الإنترنت وتمكّنت من الحفاظ على استقرار الشبكات دون تعطيل يُذكر.
وأضاف أن ما جرى في سنترال رمسيس لم يؤدِ إلى انهيار في تقديم الخدمات، إذ تمت استعادة كافة الوظائف الحيوية بسرعة ملحوظة، داعيًا إلى النظر للحادث باعتباره اختبارًا يجب الاستفادة منه في مراجعة أنظمة الوقاية والطوارئ. وأشار إلى أن حوادث مشابهة تقع في دول متقدمة، إذ شهدت بعض المدن الأوروبية مؤخرًا أعطالًا كبيرة في الكهرباء والاتصالات أثّرت على حركة المرور والخدمات.
وأوضح خليل أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد الأسباب الدقيقة مؤكدًا أن نتائج هذه التحقيقات ستكون منطلقًا لتطوير الأداء المؤسسي ورفع كفاءة البنية الرقمية.
بناء منظومة الاقتصاد الرقمي منذ عام 2014
ولفت إلى أن مصر شرعت في بناء منظومة الاقتصاد الرقمي منذ عام 2014، ونجحت منذ ذلك الوقت في تمكين أكثر من 180 شركة ناشئة، من أصل 2500 شاركت في فعاليات ومسابقات محلية ودولية.
ونوّه بأن هذه الشركات استطاعت عرض منتجاتها في منصات دولية مرموقة مثل أمريكا، فرنسا، ولشبونة، بفضل دعم وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، ما أسهم في جذب استثمارات أجنبية وإبرام شراكات دولية عززت من موقع مصر على خارطة الابتكار.
وفي سياق متصل، كشف خليل عن تحرك تنظيمي جديد تقوده الشُعبة العامة للاقتصاد الرقمي لزيادة عدد الشُعب النوعية في الغرف التجارية، بما يواكب التحولات التكنولوجية ويُعزز قدرات القطاع في التعامل مع التحدي
ات المستقبلية.