هشام عكاشة: التكنولوجيا تعيد تشكيل الصناعة المصرفية

أكد هشام عكاشة، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، أن الصناعة المصرفية تشهد تحولا جذريا في طبيعة أدوارها ومخاطرها، مدفوعا بتسارع الابتكار التكنولوجي وتعقيد المشهدين المالي والتنظيمي.
جاء ذلك خلال كلمته في الملتقى السنوي لرؤساء إدارات المخاطر في المصارف العربية، في دورته السابعة، التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ.
وقال عكاشة إن البيئة المصرفية الحالية تفرض على المؤسسات المالية تبني استراتيجيات استباقية شاملة، قادرة على دمج التكنولوجيا مع الحوكمة، وتحقيق التوازن بين الامتثال التنظيمي والمنافسة السوقية.
وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت تسارعًا غير مسبوق في وتيرة التغيير داخل القطاع المصرفي، الأمر الذي يستدعي عقلية مرنة ونهجا متكاملا يجمع بين الحصافة المالية، والمرونة التشغيلية، والرؤية المستقبلية.
وأشار نائب رئيس اتحاد بنوك مصر إلى أن المرحلة الراهنة تتسم بظهور أنواع جديدة من المخاطر، مثل المخاطر السيبرانية، ومخاطر المناخ، ومخاطر الأطراف الثالثة، وهو ما يفرض تحديات متعلقة بالبيانات، لا سيما في ما يتعلق بحجمها وتنوعها وسرعة تدفقها وجودتها.
وأكد أن تكامل البيانات بين الأنظمة القديمة والجديدة، ودمجها مع بيانات من أطراف خارجية، يعد تحدي معقد يتطلب حوكمة دقيقة ومستمرة.
وأوضح عكاشة أن الابتكار التكنولوجي، رغم كونه محرك رئيسي لكفاءة الأداء وتحسين تجربة العملاء، إلا أنه قد يدخل مخاطر جديدة ينبغي التعامل معها بفاعلية.
وقال: "في هذا المشهد المتطور، تعد الموازنة بين الابتكار والمرونة ضرورة استراتيجية، فالابتكار المدفوع بالتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والخدمات المصرفية المفتوحة، يحسن الكفاءة ويوفر تجربة عملاء لا مثيل لها، لكنه في الوقت ذاته يدخل تحديات ومخاطر يجب إدارتها بحكمة."
وشدد على أن استخدام التقنيات الناشئة لا يجب أن يأتي على حساب المرونة التشغيلية، بل يجب أن يسهم في تعزيز قدرة المصارف على إدارة المخاطر وتحديد نقاط الضعف بدقة.
ودعا هشام عكاشه، المصارف إلى التعامل مع التكنولوجيا باعتبارها فرصة استراتيجية لا تهديدا تقنيا، مع التأكيد على ضرورة وضع أطر رقابية فعالة لحوكمة البيانات، وتطوير قدرات العاملين على مواكبة التغيرات المتسارعة في هذا المجال.