خبير وقود الهيدروجين: الحكومة تعمل على تقديم حوافز كبيرة لتوسيع ضخ الاستثمارات في مجال الهيدروجين

كشف رئيس شركة افريست للهيدروجين لوقود السيارات محمد يحيى خبير وقود الهيدروجين وعضو شعبة الطاقة المتجددة باتحاد الغرف التجارية عن نتائج التجربة المصرية في استخدام الهيدروجين الغازي في محركات الاحتراق الداخلي حيث نجحت التجربة في العمل على تفعيل استخدام الهيدروجين الغازي مع محركات المركبات العاملة بالغاز الطبيعي منبها إلى ان تراكم النجاحات والانتقال إلى انواع محركات اخرى يمثل الخطوة الوسيطة للتحول الكامل نحو تزويد محركات الاحتراق الداخلي بالهيدروجين السائل.
وأعرب محمد يحيى عن تفاؤله بتوسع عمليات تزويد محركات وماكينات الاحتراق الداخلي مثل معدات الزراعة والمواتير الخاصة بالري المعتمدة على البنزين والسولار بالغاز بالهيدروجين الغازي عبر إدماج هذه المعدات بوحدات مدمجة لتوليد الهيدروجين الغازي.
الدولة تسعى لجذب خبرات وتكنولوجيات عالية في صناعة الهيدروجين للاقتصاد المصري
وشدد عضو شعبة الطاقة المتجددة باتحاد الغرف التجارية ان مصر مؤهلة لأن تلعب دورا رياديا في السوق العالمية للهيدروجين الاخضر انطلاقا من موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة العالمية اضافة إلى ما تتمتع به من سواحل مائية كبيرة الأمر الذي يؤهل إلى القيام بدورا رائدا في نقل وتداول الهيدروجين في أوروبا والشرق الأوسط إلى جانب جهود الدولة لتعزيز اقتصاد الهيدروجين في مصر صناعة واستخداما.
وأشار محمد يحيى , في حواره مع برنامج أوراق اقتصادية بقناة النيل للأخبار , إلى ان الدولة المصرية تسعى منذ مؤتمر المناخ كوب 27 الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ في العام 2022 إلى الاستحواذ على حصة كبيرة من سوق توليد الهيدروجين بجميع أنواعه سواء أخضر او رمادي او أزرق أو أمونيا وذلك من خلال مجموعة كبيرة من الاتفاقيات الدولية واتفاقيات الاستثمار مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في توليد الهيدروجين باستثمارات تتجاوز 100 مليار دولار , وذلك بالاضافة إلى الاعتماد على الدورة الخضراء لتوليد الهيدروجين من خلال تعظيم الاعتماد على المصادر المتجددة الخضراء لإنتاج الطاقة اللازمة لعمليات توليد الهيدروجين.
واعتبر محمد يحيى إلى أن مصر مؤهلة للعب دورا رياديا في ظل موقعها الاستراتيجي في سوق تجارة الهيدروجين الدولية إلى أوروبا سواء من حيث الاستحواذ على حصة كبيرة من انتاج الهيدروجين وصادراته او من خلال سوق نقل الهيدروجين الى السوق الأوروبية متوقعا ان تؤدي الشراكات التي تعقدها الدولة مع كبرى شركات توليد الهيدروجين والأمونيا الخضراء إلى انضمام مصر في شبكة الأنابيب الدولية الناشئة في أوروبا بين بريطانيا وألمانيا لنقل وتداول الهيدروجين السائل عبر البلدان الأوروبية الأمر الذي قد يؤدي بالتراكم إلى تحول مصر إلى مركز رئيسي عالمي لانتاج وتجارة الهيدروجين .
وأشار محمد يحيى إلى سياسات الدولة لجذب الاستثمارات العالمية الكبرى في مجال توليد الهيدروجين اضافة إلى جذب الخبرات العالمية في المجال بما يمكن من نقل الخبرة والتكنولوجية إلى الاقتصاد المصري وتأسيس قطاع كبير من الخبرات المصرية في مجال الهيدروجين بمختلف أنواعه وذلك مع تعزيز المفهوم الخاص بتشغيل الهيدروجين في جميع المجالات الاقتصادية في الدولة وفي مقدمتها ضخ الهيدروجين كوقود مندمجا مع الغاز الطبيعي في محطات توليد الكهرباء , بالاضافة إلى تحفيز مراكز عمليات استخدام خلايا الهيدروجين في وسائل النقل سواء العام في المدن الذكية المستدامة الجديدة مثل العاصمة الإدارية او الخاصة.
كما أشار محمد يحيى إلى ان مصر قد رسمت خريطة جديدة للتوسع في انتاج الهيدروجين تتركز استثمارته في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وخليج السويس والعالمين بما لديها من موارد اقتصادية وفيرة لازمة لانتاج الهيدروجين بجميع أنواعه .
وفصل محمد يحيى في أن اقتصاد الهيدروجين في مصر يقوم على ركيزتين كبيرتين يتضامن فيهما القطاع العام والخاص وتتعزز حولهما سياسات الدولة التحفيزية لانتاج الهيدروجين مشيرا إلى حوافز الدولة لتشجيع الشركات الصناعية الكبرى على استخدام الهيدروجين كمصدر طاقة في الصناعات الكثيفة للطاقة مثل صناعات شركات الأسمدة والأسمنت حيث أعلنت شركة أبو قير للأسمدة عن نفسها في العام 2023 كأول شركة تستخدم الهيدروجين السائل في العملية الانتاجية للأسمدة في ظل تراجع امدادات الغاز في ذلك الوقت وذلك للوصول الى معدل انتاج أفضل للأمونيا اللازمة لعملية انتاج الأسمدة.
وكشف محمد يحيى عن مصر تستهدف حاليا انتاج 8.5 مليون طن سنويا من الهيدروجين مع تصدير 3.8 مليون طن سنويا من الهيدروجين وذلك بحلول العام 2035 , مشيرا إلى دور المجلس الأعلى للهيدروجين الذي تم انشاءه بقرار من رئيس مجلس الوزراء في تنسيق السياسات وتحسين الإجراءات بما يحفز المستثمرين على ضخ المزيد من الاسثتمارات في مجال الهيدروجين والقيام بكل ما يمكن من تخفيض تكلفة الانتاج المصري من الهيدروجين بما لديها من موارد طبيعية مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الطاقة اللازمة لتوليد الهيدروجين وذلك إلى جانب العمل على تطوير تقنيات انتاج المحللات الكهربائية بما يسهم في تخفيض انتاج كجم الهيدروجين من 2.7 دولار حاليا إلى 1.7 دولار بحلول 2050 الامر الذي ينعكس على تنافسية اسعار صادرات الهيدروجين المصرية وتخفيض سعر الهيدروجين للصناعة المصرية .
ونبه خبير وقود الهيدروجين إلى أهمية استخدام الهيدروجين بمختلف انواعه في الصناعات المختلفة وخصوصا الصناعات كثيفة استخدام الطاقة مشيرا إلى ان من شأن التوسع في الاستخدام زيادة نسبة المكون المستدام في الانتاج وبالتالي التمتع بأعفاء الاتحاد الأوروبي للصادرات الصناعية المصرية من ضريبة الكربون ومن ثم زيادة التنافسية السعرية للمنتج المصري الصناعي المستدام في السوق الأوروبية.