مصر والإمارات تتفقان على مشروع استثماري ضخم يحوّل شرق بورسعيد لمركز صناعي عالمي

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الأحد توقيع اتفاقية لتطوير منطقة "كيزاد شرق بورسعيد"، بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي، باستثمار طويل الأمد يمتد 50 عامًا قابلة للتجديد، وعلى مساحة 20 كيلومترًا مربعًا.
120 مليون دولار استثمارات أولية لتطوير كيزاد شرق بورسعيد
سيتم تخصيص استثمارات أولية بنحو 120 مليون دولار أمريكي لتطوير البنية التحتية والدراسات الفنية.
مستقبل صناعي ولوجستي متكامل يدعم الاقتصاد المصري
ويمثل توقيع اتفاقية تطوير "كيزاد شرق بورسعيد" علامة فارقة في مسار الشراكة المصرية الإماراتية، ونقطة انطلاق نحو مستقبل صناعي ولوجستي متكامل يدعم الاقتصاد المصري، ويُرسّخ مكانته على خارطة التجارة العالمية.
تقع المنطقة في قلب شرق بورسعيد، عند المدخل الشمالي لقناة السويس، أحد أهم الممرات البحرية عالميًا.
ويهدف المشروع إلى إقامة منطقة صناعية ولوجستية متكاملة، تمثل مركزًا جديدًا للتصنيع والتصدير والخدمات اللوجستية، معززة باتصال مباشر مع ميناء شرق بورسعيد، بما يوفر حلقة وصل قوية بين الشرق والغرب.
وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل تبدأ الأولى منها نهاية 2025 على مساحة 2.8 كيلومتر مربع، وتشمل إنشاء رصيف بحري بطول 1.5 كيلومتر، قد يتضمن محطة شحن متعددة الأغراض مستقبلًا.
شراكة استراتيجية بين مصر والإمارات
شارك في مراسم التوقيع نخبة من المسؤولين المصريين والإماراتيين، من بينهم الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار الإماراتي وليد جمال الدين، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي.
وقام بتوقيع الاتفاقية كل من اللواء بحري محمد أحمد محمود، نائب رئيس الهيئة الاقتصادية للمنطقة الشمالية وأحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نقطة جذب رئيسية للاستثمارات العالمية
قال وليد جمال الدين إن المشروع يعكس الرؤية المستقبلية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرًا إلى أن المنطقة أصبحت "نقطة جذب رئيسية للاستثمارات العالمية"، بفضل تكامل المناطق الصناعية مع الموانئ، والبنية التحتية المتقدمة، وخطط التوسع التي تشمل صناعات ثقيلة، طاقة نظيفة، وخدمات متطورة.
وأكد أن مشروع "كيزاد شرق بورسعيد" سيُسهم في تعزيز سلاسل الإمداد العالمية، خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، توطين الصناعات الحديثة وزيادة صادرات مصر الصناعية.
من جانبه، وصف الكابتن محمد جمعة الشامسي المشروع بأنه "خطوة محورية" تعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحًا أن مجموعة موانئ أبوظبي تسعى إلى تقديم حلول تجارة متكاملة في مصر، ودعم البنية التحتية، وتوسيع نطاق أعمالها.
من جانبه أكد أحمد المطوع، أن المشروع سيُسهم في نقل التكنولوجيا إلى مصر، تطوير المهارات المحلية، جذب المزيد من الاستثمارات الصناعية، وتعزيز الربط التجاري بين الأسواق الإقليمية والعالمية.
موانئ أبوظبي توقع مذكرة تفاهم مع شركة حسن علام القابضة
وفي السياق نفسه، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي مذكرة تفاهم مع شركة حسن علام القابضة لبحث التعاون في مشاريع جديدة بمجال الموانئ والخدمات اللوجستية، لا سيما في شرق بورسعيد، في استمرار لتعزيز الوجود الإماراتي الاستثماري في مصر.
ويُذكر أن مجموعة موانئ أبوظبي تنفذ حاليًا مشروع محطة سفاجا متعددة الأغراض باستثمارات 200 مليون دولار، بالشراكة مع هيئة موانئ البحر الأحمر.
معلومات عن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
تُعد الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي أُنشئت عام 2015، منصة استثمارية واعدة تمتد على مساحة 455 كم²، وتضم:
-
4 مناطق صناعية (منها شرق بورسعيد).
-
6 موانئ بحرية.
-
بيئة تنظيمية مرنة، مدعومة بشبكة طرق وأنفاق وخدمات رقمية.
وتستهدف المنطقة قطاعات: الصناعات التحويلية – الطاقة المتجددة – الهيدروجين الأخضر – الخدمات اللوجستية – تكنولوجيا المعلومات.