الأموال
الإثنين، 29 أبريل 2024 12:47 صـ
  • hdb
19 شوال 1445
29 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : غزة.. فى مواجهة «الحيوانات البشرية» وإمبراطورية الكذب

د.محمد فراج
د.محمد فراج

حينما يقف متحدث رسمى باسم الدولة الصهيونية ليزعم بأن هذه الدولة لم تمنع الماء والغذاء الدواء من أجل غزة، وأن مصر هى التى حاصرتهم بإغلاق معبر رفح!! فإنه لا يأتى بجديد في أساليب دولته القائمة على الكذب وتزوير الوقائع منذ اللحظة الأولى حتى هذه اللحظة بوقاحة منقطعة النظير، وباستخفاف مذهل بعقول البشر وذاكرتهم لأن كل من قرأ الصحف أو شاهد التليفزيون بأى لغة من لغات العالم يعرف جيدًا أن مصر أرادت تزويد الأشقاء في غزة بالمساعدات الإنسانية منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة التى تشنها الدولة الصهيونية ضدهم، لكن جنرالات إسرائيل ومسئوليها أعلنوا أن أى شاحنة تمر عبر معبر رفح سيتم قصفها، وقامت الطائرات الإسرائيلية بقصف المعبر من ناحية قطاع غزة، وأصر الصهاينة على توجه أى شاحنة تدخل غزة إلى معبر كرم أبى سالم أولا ليتم تفتيشها وتعطيلها طويلا فى عملية التفتيش قبل السماح لها بدخول القطاع، وإلى المكان الذى تحدده الدولة الصهيونية. وكان مسئولو مختلف المنظمات الدولية ولا يزالون شهودًا على تكدس الشاحنات على الجانب المصرى من معبر رفح، كما صورت كاميرات عشرات بل مئات من القنوات التليفزيونية أعدادا لا حصر لها من الشاحنات التى تنتظر دخول القطاع.
هذه مناظر شاهدها العالم كله- ولايزال- على الهواء مباشرة ولا يملك أى إنسان ذى ضمير إلا الذهول إزاء هذه القدرة منقطعة النظير على الكذب وتزوير الوقائع الحية التى يشاهدها العالم بأسره تمامًا كما يشاهد المجزرة التى يتعرض لها شعب غزة منذ مساء السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ حتى الآن والتى تنقلها شاشات التليفزيون على مدار الساعة.
وحينما تحدث المسئولون الصهاينة ومعهم رئيس إمبراطورية الكذب العالمية «بايدن» عن قطع رجال المقاومة لرؤوس عشرات الأطفال الإسرائيليين واغتصابهم للنساء الإسرائيليات، فإنهم عجزوا عن تقديم ولو صورة واحدة تثبت مزاعمهم الوقحة، حتى اضطرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية فى النهاية للاعتراف بأن مراسلها فى غلاف غزة لم يشاهد شيئا من هذا، لكنه سمع به من جندى إسرائيلى!! واضطر بايدن للاعتذار والاعتراف بأنه أخذ أكذوبته البشعة تلك عن الـ«سى إن إن» ثم اضطرت القناة نفسها للاعتذار.. ومع ذلك لايزال المسئولون الصهاينة يتحدثون عن اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال، دون تقديم ولو صورة واحدة تثبت أكاذيبهم، بل إن مندوب إسرائيل كرر نفس الأكاذيب أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية دون تقديم أى دليل!!
وحينما نشرت «حماس» فيديوهات تتحدث فيها نساء إسرائيليات عن حسن معاملتها لهن، وقالت إحداهن إن ابنتها التى كانت معها فى الأسر ذات الأعوام الأربعة كانت تعامل كـ«ملكة» وأن مقاتلي حماس كانوا يقدمون لها ما يتوافر لديهم من حلوى أو فاكهة، فإن أحدًا فى دولة العدو لم يجرؤ على تكذيبها لأنه كان واضحًا تمامًا أنها تتحدث وهى مبتسمة ولم تتعرض لأى ضغط، كما أن أحدًا لم يكن بوسعه أن يضغط على سيدة إسرائيلية وهى تشير بيدها مودعة إلى رجال حماس بعد أن ركبت سيارة الصليب الأحمر الدولى، وحينما ظهرت ابنة إحدى الأسيرات السابقات على شاشة إحدى قنوات التليفزيون الإسرائيلى، وذكرت أن أمها لقيت معاملة حسنة وإنسانية وتم توفير الأدوية اللازمة لها، فإن المسئولين فى دولة العدو قرروا منع ظهور الأسرى أو ذويهم على شاشات التليفزيون!!
ورأى العالم كله هذه الفيديوهات على شاشات التليفزيون وصفحات وسائل التواصل الاجتماعى، لكن الصهاينة لايزالون يتحدثون عن «اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال» بل ويرددون هذه الأكاذيب الوضيعة فى محافل رسمية دولية!! كما فعل المندوب الصهيونى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا.
وحينما ثبت أن رجال المقاومة الفلسطينية لم يقتلوا الشباب المشاركين فى الحفل الراقص في إحدى مستوطنات غلاف غزة، بل قتلتهم الطائرات والدبابات الصهيونية هم ورجال المقاومة الذين كانوا بينهم بقصف عشوائى جنونى أعمى، حينما حدث هذا، وتحدثت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن المسئولين والمتحدثين الصهاينة لم يكفوا عن ترديد أكاذيبهم الوقحة فى وسائل الإعلام المحلية والعالمية، متهمين رجال المقاومة بقتل المدنيين الإسرائيليين، ولايزالون يرددون هذه الأكاذيب حتى الآن دون أن يقدموا فيديو واحد أو صورة وحيدة!! ولايزال السياسيون والإعلاميون الأمريكيون والغربيون هم الآخرون يرددون هذه الأكاذيب دون أى دليل!!
<<<
وفى المقابل فقد استشهد حتى اليوم (الأربعاء ٢٤/ ١) أكثر من خمسة وعشرين ألفاً وسبعمائة فلسطينى، منهم سبعون بالمائة من الأطفال والنساء، ورأينا على الشاشات ولانزال نرى أشلاء الأطفال وأطرافهم المبتورة، وأجسادهم المهروسة والممزقة بفعل القصف الهمجى وانهيار المبانى فوقهم، وأولئك الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم، وأصبحوا بلا رعاية ولا سقف يؤويهم، تحت جحيم القصف وزمهرير الشتاء بدون فراش ولا غطاء!! ورأينا ولانزال نرى صفوف جثامين الأطفال الرُضع والصغار الشهداء الذين ينتظرون من يواريهم الثرى في مقابر جماعية على الأغلب، كما رأينا الآباء والأمهات الذين يحملون جثامين أبنائهم وبناتهم ليدفنوهم بأيديهم، واللوعة تكسو وجوههم، وهزت هذه المشاهد ضمائر من لديهم ضمائر فى كل أنحاء العالم، وقال أمين عام الأمم المتحدة إن غزة قد أصبحت مقبرة مفتوحة للأطفال.
ومع ذلك فلايزال الوحوش الصهاينة يواصلون المذبحة، والوحوش الهمج من كبار المسئولين الأمريكيين والغربيين ــ وعلى رأسهم بايدن ــ يرفضون وقف إطلاق النار أو الضغط على إسرائيل للسماح بمرور الدواء ومستلزمات العلاج، فضلا عن الطعام ومياه الشرب حتى أصبحت غزة بأطفالها ونسائها وشيوخها ورجالها تعانى من مجاعة شديدة القسوة.
وبالرغم من ذلك كله يصفون المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ويقول نتنياهو ووزير دفاعه جالانت عنهم إنهم «حيوانات بشرية»!! فمن هم حقًا «الحيوانات البشرية» ومن هم الوحوش الكاسرة المجردة من كل إنسانية؟! مقاومو غزة أم المسئولون والعسكريون الصهاينة والأمريكان والغربيون؟!
المذهل أنه وسط كل هذه الكارثة الرهيبة نجد بين ظهرانينا إعلاميين ومثقفين يصفون المقاومة الفلسطينية بالإرهاب!! ويوافقون على استمرار الحرب حتى القضاء على حماس وغيرها من منظمات المقاومة، ونجد سياسيين يدافعون عن التطبيع مع هذه «الحيوانات البشرية» أو يتحدثون عن مستقبل فى ظل السلام والتعايش معها أو يتحدثون عن «دولة فلسطينية منزوعة السلاح» ليظل الشعب الفلسطينى فريسة سهلة للجيش الصهيونى والمستوطنين الهمج!! ونجد دولا عربية لا تحرّك ساكنا لاستخدام كل ما لديها من وسائل الضغط ــ وهى كثيرة وقوية ــ لوضع حد لهذه المذبحة الدموية المروّعة.
لقد تحركت ضمائر الملايين فى مختلف أنحاء العالم لكن بعض «العرب» وبالأحرى الناطقين بالعربية ينظرون بلا اكتراث لما يحدث للفلسطينيين!! ولهؤلاء نقول: سيأتى دوركم يوما، وستدركون كم كنتم بلا ضمائر ولا عقول، وكم كنتم قصيرى النظر، لأن شعار الدولة الصهيونية هو «من النيل إلى الفرات»، ولأن بترول العرب وثرواتهم هو هدف لن تتخلى عنه الدولة التوسعية الفاشية. وحين تتركونها تعربد في المنطقة بهذه الطريقة الهمجية المنفلتة، فإنكم تعرضون مستقبل أبنائكم لخطر فادح وستندمون حين لا ينفع الندم.
سلام على فلسطين.. وعلى غزة ومقاوميها وأطفالها، وليعلم الجميع أن الأطفال الذين رأوا كل هذه الأهوال سيكونون جيلا من المقاومين لن يقف أمامه شىء.
ولا نامت أعين المتخاذلين والمنبطحين ولا زعماء إمبراطورية الكذب والمجرمين الصهاينة والأمريكيين وكل من يدعمهم.

مصر للطيران
د.محمد فراج غزة «الحيوانات البشرية» إمبراطورية الكذب

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE