الأموال
الثلاثاء، 19 مارس 2024 12:09 مـ
  • hdb
9 رمضان 1445
19 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : فشل الملء الثانى لسد الخراب.. الأسباب والنتائج

الكاتب الصحفى د.محمد فراج أبوالنور
الكاتب الصحفى د.محمد فراج أبوالنور

رئيس الوزراء الإثيوبى آبي أحمد وجَّه رسالة باللغة العربية عبر حسابه علي «تويتر» أعلن فيها عن انتهاء الملء الثاني لسد «النهضة» وزعم آبى أحمد أن «الملء» لن يلحق ضررًا بدولتى المصب (مصر والسودان) وأن السد «سيظل مكسبًا ورمزًا حقيقيًا للتنمية والتعاون» إلخ.. (الخميس ٢٢ يوليو).. وكان وزير الرى الأثيوبى قد أعلن منذ أيام عن اكتمال عملية الملء الثانى «بنجاح» وأن المياه تتدفق الآن على قمة السدّ.
وبهذا الإجراء الأحادى الاستفزازى تكون أثيوبيا قد نفذت ما سبق أن أعلنت إصرارها عليه.. أى القيام بعملية الملء الثانى دون اتفاق مع مصر والسودان، تماما كما حدث في الملء الأول..
ولكن هل نفذت أديس أبابا الملء الثانى بنجاح، كما أعلن وزير الرى الاثيوبي وكما حاول رئيس الوزراء آبى أحمد الإيحاء؟؟ الحقيقة أنه برغم الاستفزاز الشديد المتمثل في الإقدام على الملء الثانى بصورة أحادية ودون اتفاق قانونى مُلزّم مع مصر والسودان، فإن كلمة «النجاح» هى أبعد ما تكون عن الوصف الصحيح لهذا الإجراء الاستفزازى.. اللهم إلاّ إذا كان المقصود هو النجاح في الاستفزاز.. لماذا؟
معروف أنه وفقًا لجدول الملء الذى كانت قد أعلنت عنه أثيوبيا، فإن الملء الثانى كان مقررا أن يبلغ ١٣.٥ مليار متر مكعب/ ثلاثة عشر ونصف مليار متر مكعب)، وبما أن الملء الأول كان يبلغ أقل قليلا من ٥ مليارات متر مكعب، فقد كان مقررا أن يبلغ تحزين المياه خلف السد (١٨.٥ مليار متر مكعب/ ثمانية عشر مليارا ونصف المليار).. لكن ما حدث هو أن عملية رفع منسوب بناء السد تعثرت، بحيث كان معروفا أنه لن يستطيع تخزين أكثر من (٤ - ٥ مليارات متر مكعب) هذا العام.. أى أن أقصى ما كان منتظرًا أن يتم تخزينه يتراوح بين (٩ - ١٠ مليارات متر مكعب)..
وبالرغم من ذلك فإن وزير الرى الاثيوبى «سيليشى بيفيلى» كان قد وجّه رسالة إلى كل من مصر والسودان الشهر الماضى تحدث فيها عن بدء عملية الملء وأن بلاده تنوى تخزين ١٣.٥ مليار متر مكعب/ ثلاثة عشر مليارا ونصف المليار مترمكعب) خلال شهرى يوليو وأغسطس من هذا العام!! وهى رسالة لا يمكن وصفها بغير أنها استفزازية وكاذبة، لأن جميع الخبراء كانوا يعرفون مسبقاً باستحالة تخزين ولو نصف هذه الكمية بحكم مستوى ارتفاع بناء السد!
الفشل ونتائجه
غير أن ما تم تخزينه فعلا لم يبلغ حتى أربعة مليارات متر مكعب بل بلغ ٣ مليارات متر مكعب فقط، ليبلغ مجموع المياه المخزنة خلف السد (ثمانية مليارات متر مكعب فقط/ ٨ مليارات متر مكعب).. أى أقل من نصف ما كان مقرراً تخزينه بنهاية الملء الثانى (١٨.٥ مليار مترمكعب/ ثمانية عشر مليار)!!
ويترتب على ذلك نتائج بالغة الأهمية:
أولاها: أن خسائر مصر والسودان من تدفق مياه النيل الأزرق هذا العام لن تزيد على الـ٣ مليارات متر مكعب التى تم تخزينها خلف السد، بدلا مما كانت تريده أثيوبيا أى (١٣.٥مليار مترمكعب) حيث إن مياه الفيضان ستواصل تدفقها من فوق بناء السد ومن عيونه في الوقت نفسه.
وثانيتها: أن فرصة اللجوء إلى الخيار العسكرى ستظل قائمة لعدة شهور أخرى حتى انتهاء موسم الأمطار والفيضان دون خطر على السودان وخاصة على «سد الروصيرص».. فالمعروف أن سِعة خزان «سد الروصيرص» تبلغ سبعة مليارات متر مكعب، ولو كانت أرقام الملء الاثيوبية قد تحققت (١٨.٥ مليار متر مكعب) لكان تدمير سد الخراب الاثيوبى مستحيلا أو بالغ الضرر بالسودان بصورة يستحيل تحملها، لأن المياه كانت ستجتاح سد الروصيرص، وتدمره مندفعة بقوة هائلة لتدمر كل شىء في طريقها حتى العاصمة الخرطوم (وكلما كان التخزين أكبر كان الدمار المحتمل أكبر بالطبع).. أما الآن فإن كل هذه المخاطر تضاءلت إلى حد كبير، لتظل فرصة العمل العسكري ضد سد الخراب قائمة إذا اقتضى الأمر.
وهذه الحقيقة فى حد ذاتها تمثل عنصر ضغط شديد الأهمية على اثيوبيا وورقة مهمة للغاية في أيدى مصر والسودان لشهور قادمة علي الأقل.. علمًا بأن بعض المحللين المتعجلين أو المفرطين كانوا يعتبرون أن مجرد بدء الملء الثانى يعنى استبعاد أى إمكانية للعمل العسكرى ضد سد الخراب الاثيوبى بصورة مطلقة، وهو استنتاج غير صحيح لأنه كان معروفا منذ شهرين أو ثلاثة أن اثيوبيا لن تستطيع رفع منسوب بناء السد لأكثر من طاقة تخزين تبلغ (٤ - ٥ مليارات متر مكعب) إضافية، وهو ما يجعل تدمير سد الخراب الاثيوبى ضارا بالتأكيد، ولكن بدرجة أقل كثيرا من الضرر في حالة تخزين ما مجموعه (١٨.٥ مليار متر مكعب) وعلى أى حال فإن كمية المياه المخزنة وراء السد الآن (٨ مليارات متر مكعب) تترك الفرصة مفتوحة أمام العمل العسكري ضد السد إذا اقتضى الأمر اللجوء إليه.
ثالثة هذه النتائج: أن الجانبين المصرى والسودانى يكسبان وقتا ثمينا لتشديد الضغوط علي اثيوبيا لحملها على التراجع عن مواقفها العدوانية المتطرفة، من خلال حشد التأييد الدولى لحقوق دولتي المصب.. وكذلك خلخلة المواقف الداعمة لأديس أبابا من خلال ممارسة كل ما يمكن من ضغط على الدول الداعمة لها.
ولتوضيح هذه النقطة نقول إنه لاشك فى أن الضغط العسكرى الذى مثلته المناورات المصرية - السودانية المشتركة والتحرك العسكرى السودانى لاستعادة مناطق واسعة فى منطقة «بنى شنقول» من أيدى الاثيوبيين.. ولفت نظر العالم إلى حالة عدم الاستقرار التى يمكن أن تنتج عن الأطماع الجنونية الاثيوبية فى منطقة تتسم بحساسيتها الاستراتيجية البالغة (القرن الافريقي والبحر الأحمر ومداخل قناة السويس) كل ذلك كان له أثره المؤكد فى التخفيف من غلواء التطرف الاثيوبى بغض النظر عن النبرة العالية أو الكلمات المتغطرسة بل الوقحة.
وكسب الوقت في ظل الفشل الأكبر للملء الثانى وبالطبع دون أى تراخٍ يعطينا فرصة أفضل لشرح مواقفنا دوليا وتوضيح طبيعة الموقف العدواني المتطرف وغير المسئول الذى تتخذه اثيوبيا وكذلك ممارسة مزيد من الضغط علي مسانديها، سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى «والعربى».. وفى أسوأ الأحوال فإن هذا الوقت يلزمنا لشرح مواقفنا بصورة تجعل اللجوء إلى الخيار العسكرى مع حال الاقتضاء.. مفهومًا بصورة أفضل، ومحل تعاطف أوسع، ومن الضرورى هنا التأكيد على أن الوقت ليس مفتوحا وإنما يدور الحديث عن عدة أشهر يجب استغلالها بصورة مكثفة إلى أقصى حد ممكن.
أسباب فشل الملء بين «الفنى» و«السياسى»
وبديهي أننا نحمد الله على أن أثيوبيا لم تستطع تخزين أكثر من ثلاثة مليارات متر مكعب في الملء الثانى، ولكن السؤال عن سبب هذا الفشل يطرح نفسه بقوة.. هل معقول أن يصل سوء التقدير إلى هذا الحد، فلا يتم غير تخزين أقل من ربع الكمية المقررة؟!
هناك بالطبع مساحة لمبالغة الاثيوبيين الدائمة فى تصور قدراتهم.. وهناك مساحة مهمة للتواضع الشديد فى قدرات اثيوبيا الاقتصادية والفنية، مما يجعلها عاجزة عن تحقيق أحلامها شديدة التفاؤل، ولكن يجب هنا أن نلاحظ أن سد الخراب ليس مجرد مشروع اثيوبي.. فالصين هى التى تقوم بالتمويل، وشركة إيطالية هى التى تقوم بالبناء.. وشركة ألمانية تقدم توربينات توليد الكهرباء وأطراف إقليمية كإسرائيل وتركية تقدم خبرات فنية، وأطراف عربية ودولية تقدم استثمارات فى مجالات مختلفة بما يتيح للدولة الاثيوبية توجيه موارد كبيرة لبناء السد.. إلخ، إلخ، وكل هذه الأطراف تراقب الموقف الإقليمى وردود أفعال الدول الكبرى والأطراف الاقليمية وخاصة ردود أفعال دولتى المصب.
وما حدث هو أن التحركات العسكرية والسياسية المصرية والسودانية فرضت على الدول الكبرى إدراك أن هناك أزمة كبيرة متصاعدة توشك على الانفجار فى منطقة بالغة الحساسية استراتيجيا.. كما فرضت على بعض الأطراف الإقليمية و«العربية» إدراك أن «اللعب بالنار» فى قضية شائكة إلى أقصى درجة مثل مياه النيل يمكن أن يكون أمرًا غير محمود العواقب، كما أن أمريكا بالدرجة الأولي ــ تليها فرنسا وبريطانيا ـ لا ترحب بالدور الذى تقوم به الصين في تمويل بناء السد وفى إطار تغلغلها الزاحف في أفريقيا ومشروع «الحزام والطريق»، ولعل هذا بالذات هو ما يفسّر عدم حماس الدول الثلاث للموقف الاثيوبى، خصوصا مع دخول روسيا على الخط، ومع ملاحظة العوامل الاستراتيجية المشار إليها أعلاه.
ثم جاء تفجر أزمة «التيجراي» وما ارتكبته أثيوبيا من مذابح وحشية فيها ليولّد استياء غربى عام تجاه أديس أبابا وآبى آحمد، فضلا عما أخذته الأزمة من جهد واهتمام الحكومة.
ونعتقد أن هذه العوامل مجتمعة وفى تفاعلها بدءا من التحركات السياسية والعسكرية المصرية والسودانية «وتسخين الموقف» إلى الاعتبارات الاستراتيجية الغربية المشار إليها، وأزمة التيجراى، كلها مثلت ضغوطا ليس على اثيوبيا وحدها، بل وعلى الأطراف المساعدة لها أيضا، مما كان سببا فى إبطاء وتيرة العمل في بناء السد تحت وطأة هذه الضغوط من ناحية وتجنبًا لاحتمال دفع مصر والسودان إلي العمل العسكرى من ناحية أخرى تحت وطأة خسائر لا يمكن احتمالها فى مواردهما المائية، علمًا بأن هذا العمل العسكرى لم تكن هناك قوة يمكن أن تبادر إلى نجدة اثيوبيا فى مواجهته، خاصة مع قرب «السد» الشديد من الحدود السودانية (١٥ كيلومتراً فقط).
وبناء على كل ما ذكرناه اقتصر العمل فى الممر الأوسط للسد علي الحدود التى تجعل التخزين بهذا القدر الصغير.. وتجعل «الملء الثانى» يتوقف بسرعة (١٩ يوليو) ولا يمتد إلى أغسطس كما تبجح وزير الرى الاثيوبيى فى خطابه لمصر والسودان.. ولا يبلغ ربع الكمية التى تبجح بأنه سيُجرى تخزينها ونعتقد أن هذا كله كان معروفا لهم جيدًا منذ شهرين على الأقل، لكنهم أرادوا أن يتبجحوا فى رسالة موجهة لشعبهم قبيل الانتخابات التي جرت مؤخرا ولكى يتلاعبوا بأعصاب المصريين والسودانيين!! ويٍظهروا فى صورة أكبر من حقيقتهم بكثير أمام العالم، وبأنهم نفذوا الملء الثانى دون اتفاق مع مصر والسودان.
كل الخيارات مفتوحة
وبديهى أن كل هذا لا ينفى أن أثيوبيا قد أقدم على تصرف استفزازى لا يغتفر، وأنه لا يمكن السماح لها بالتصرف باعتبارها صاحبة السيادة الوحيدة على النيل، ولا بتجاهل حقوق مصر والسودان التاريخية في مياه النهر المقدس، بما فى ذلك اتفاقية (١٩٠٢ - ألف وتسعمائة واثنين) وكل الاتفاقات الدولية التى لم تلغها أو تنسحب منها مصر ولا السودان، وبديهى أيضا لا تتأثر بتغير الظروف أو المواقف الدولية، فحياة الشعب المصرى أهم وأقدس من أن يعبث بها عابث مهما يكن حتى لو فاض نهرنا المقدس بالدم بدلا من الماء، ولذلك فإن كل الخيارات تظل مفتوحة.

مصر للطيران
د. محمد فراج فشل الملء الثانى لسد الخراب

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE