الأموال
الجمعة 7 نوفمبر 2025 12:37 صـ 15 جمادى أول 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي
تباين أداء مؤشرات بورصتي البحرين والاردن بختام تعاملات اليوم سيد عيسى يهنئ السكة الحديد بصعوده لدور الـ32 من كأس مصر ويشيد ببداية مكي انتشار الدعاية الانتخابية للمرشح المهندس ”أمير أبو الفتوح” تحت السن بنادي سموحة بالإسكندرية محمد الحداد: نتائج انتخابات غرفة تكنولوجيا المعلومات تعكس نضج الصناعة وتكامل الخبرات لخدمة التحول الرقمي في مصر «كلييك للتطوير» راعيا رسميا للنسخة الثالثة من مؤتمر «TBL» دعما للاستثمار العقاري بمصر شراكة استراتيجية لدمج الحلول القانونية مع منظومات التأمين الحديثة لدعم بيئة الأعمال فى مصر عصام النجار يفتتح فعاليات معرض القاهرة التجاري 2025 تحت شعار «كل ما يخص البيت المصري» اقتصادي: صفقة تطوير مشروع علم الروم وسملا على غرار رأس الحكمة تعود بمكاسب كبيرة على الاقتصاد الوطني ”ماين هارت” العالمية راعياً فضياً لمعرض AIDC لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات Cairo ICT2025 شركة QNB للتأجير التمويلي تعقد شراكة استراتيجية مع SBS الرائدة لإطلاق نظام أساسي يُحدث نقلة نوعية في البنية الرقمية للشركة تغطية طرح توسع للتخصيم في بورصة النيل بمعدل 13.9 مرة بالصور .. وزير الدولة للإنتاج الحربي يشهد مراسم الإحتفال بالعيد الـ ( 71 ) للإنتاج الحربى

كُتاب الأموال

أسامة أيوب : ابتراز أمريكي للسودان

بينما يتطلع السودانيون في ضوء الاتصالات والتحركات السياسية والدبلوماسية التي جرت طوال الأشهر الماضية مع الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ووقف العقوبات المفروضة عليه جراء الثورة في إزاحة نظام البشير السابق الذي بسببه تم فرض تلك العقوبات، إلا أن كل هذه التحركات ومعها الإشارات الأمريكية بقرب رفع العقوبات لم تسفر عن أي جديد في هذا الملف حتى الآن.
*
والجديد والمثير هو أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب تشترط انضمام السودان إلى الإمارات والبحرين بتوقيع اتفاقية سلام وتطبيع مع إسرائيل قبل رفع العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
*
هذا الشرط الأمريكي التعسفي والمفاجئ أدخل السودان في حالة ارتباك سياسي واسع وفجر الخلافات بين القوى والأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها، والأهم والأخطر هو أنه أحدث انقساماً كبيراً بين مؤسستي الحكم الانتقالي الحالي.. لمجلس السيادي برئاسته وأغلبيته العسكرية من جهة والحكومة المدنية الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك.
هذا الانقسام الخطير تبدّى واضحاً حين صرح الفريق “حميدتي” نائب رئيس المجلس السيادي والرجل القوي داخل المجلس بموافقته على توقيع الاتفاقية مع إسرائيل والتي وصفها بأنها اتفاقية مع إسرائيل والتي وصفها بأنها اتفاقية سلام وليست اتفاقية تطبيع دون أن يحدد الفارق بين السلام والتطبيع، بينما جاء رفض عبدالله حمدوك رئيس الحكومة المدنية لتوقيع هذه الاتفاقية مستنداً إلى عدة أسباب تعدّ منطقية.. سياسياً وقانونياً.. الأول هو أن الحكم الانتقالي الحالي غير منتخب ولا يحق له اتخاذ مثل هذا القرار الاستراتيجي.
السبب الثاني هو أن هذا الشرط الأمريكي التعسفي هو نوع من المقايضة السياسية غير المقبولة بين حق السودان في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد إزاحة النظام المتهم بممارسة ورعاية الإرهاب من جهة وإجبار السودان على الإذعان لهذا الشرط وتوقيع الاتفاقية مع دولة ليس له معها حدود، ولم تكن بينهما حرب في أي وقت.
*
أما السبب الثالث الذي يستند إليه حمدوك هو أن هذا الضغط الأمريكي باستغلال أوضاعه الاقتصادية المتردية ووسط حالة السيولة السياسية الراهنة يمثل تهديداً للتوجه الديمقراطي المرتقب بعد عدة أشهر ومع نهاية المرحلة الانتقالية.
*
ولذا فإن من وجهة نظر حمدوك المخالفة لتوجه المجلس السيادي تعد هي الأصوب باعتبار أن الحكم الانتقالي بمجلسيه لا يملكان دستورياً وقانونياً وشعبياً، اتخاذ مثل هذا القرار الذي يملكه بالفعل الشعب السوداني.. ممثلاً في مجلس نيابي منتخب وحكومة مدنية منتخبة وبعد موافقة الشعب السوداني بطوائفه وأحزابه وقواه السياسي والتي بدا أن غالبيتها ضد إقدام الحكم الانتقالي على توقيع مثل هذه الاتفاقية والرضوخ للضغط الأمريكي.
*
أمام هذا الضغط الأمريكي ووسط أجواء الانقسام في الشارع السوداني وبين مجلس الحكم الانتقالي، فإن السودان سيكون في مواجهة تحديات خطيرة وخيارات صعبة إزاء ذلك الابتزاز الأمريكي من جانب ترامب وإدارته، ولعل فوز بايدن قد يتيح للسودان التخلص من تلك لضغوط وذلك الابتزاز.. أقول قد.