أسامة الجوهري مساعد رئيس الوزراء .. قصة نجاح ترصدها الحقائق والأرقام

يظل يوم الثالث عشر من شهر سبتمبر ٢٠١٥ لحظةً فارقة في تاريخ الشباب المصري، ففي عمر الشعوب تواريخٌ لا تُنسى وقراراتٌ تظل محفورة في العقول .. اللحظة حاسمة والمتحدث هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، والموضوع هو حاضر الأمة ومستقبلها.
الفكرة
الرئيس يقف متحدثاً لشباب مصر "أنتم الأمل"، ويدعوهم للمشاركة في صُنع المستقبل، وأن يكونوا شركاء في الحكم، ويعلن وقتها عن وضع اللبنة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.

المتشائمون قالوا إنها مجرد فكرة عابرة، وفريق ثاني ذهب إلى أنهم لن ينجحوا، والفريق الثالث قال إن الخبرة والكفاءة تنقصهم، لكن الناجح في تلك الظروف هو من يرى أبعد مما يراه الآخرون، وربما يؤمن بمبدأ أن تنير شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام.
الرهان
وكان الرهان بتعيين مجموعة من معاوني الوزراء ونواب محافظين وصل عددهم٣٥ نائبا منهم ٢٣ في الحركة الأخيرة، إضافة إلى تعيين قيادات شابة بمجلس الوزراء والجهاز المركزي للمحاسبات والمجلس الأعلى للجامعات والبنك المركزي والبنك الدولي بالقاهرة، وصولا بهم لاستراتيجية ٢٠٣٠ التي يتولون فيها مناصب الوزراء والمحافظين وبالتالي لن يكون هناك وزيراً أو محافظاً يتجاوزه عمره الستين عاما.
السؤال
الفكرة شجاعة وجريئة، والأمل معقوداً على تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة وتحمل المسئولية وشغل المناصب القيادية، ومع ذلك مازال البعض مصمماً على طرح سؤال (وهذا حقه): ما الجدوى والأهمية والضرورة من فكرة تمكين الشباب؟ .. إضافة لأسئلة أخرى من بينها: هل تحققَ حلم الرئيس في دولة يقودها الشباب؟ وماذا فعل الشباب في مواقع المسئولية؟ وهل نجحوا في المناصب القيادية التي شغلوها؟.
الجواب
ويبقى الجواب نعم، هناك جدوى وأهمية وضرورة لتمكين الشباب، فنحن بحاجة لدولة شابة وفتية، قوية ومتجددة، قادرة على صنع أجيالٍ جديدة وصفوف ثانية وثالثة من القيادات العليا، للقضاء على فكرة المسئول الأوحد والموظف "السوبر مان".

وهل تحققَ حلم الرئيس؟ نعم تحقق فهناك كوادر شابة أصبحت ملء السمع والأبصار .. وهل نجح هؤلاء الشباب في القيادة؟ نعم كل المؤشرات تؤكد أنهم نجحوا وحققوا نتائج مبهرة سواء كانوا من شباب البرنامج الرئاسي أم وقع عليهم الأختيار لخبراتهم السابقة.
المؤشرات
ومن المؤشرات والمبشرات في نفس الوقت أن هذا التصعيد للشباب تم دون وسطاء وبالتأهيل قبل التمكين، ووضعَ نهايةً لعصور التهميش وساهم في ضخ دماء جديدة بالجهاز الإداري للدولة، وأوجد جيلاً قادراً على صُنع المستقبل وحل المشاكل على الأرض .. وليس بالضرورة أن كل من شغل منصباً نجح مائة بالمائة، ولكن المجمل العام يقول أن الفكرة نجحت.
المثال
من هؤلاء النابهين الذين نجحوا يأتي المثل .. فلا يصل للقمة إلا من يستحقها ولا يستحقها إلا من كرس حياته لأجلها .. وهكذا جاء الوصف دقيقاً على قيادةٍ شابة تتسم بالطموح والعزيمة لتتولى رئاسة واحداً من أكبر مراكز الفكر والمعلومات في مصر والشرق الأوسط (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء)، رغم أن هذه القيادة هي الأصغر سناً من بين الذين تولوا هذا المنصب.

لقد كان الدكتور مصطفى مدبولي محقاً في اختيار الشاب النابه (أسامة الجوهري) صاحب الثمانية والثلاثون ربيعاً مساعداً لرئيس مجلس الوزراء في ابريل ٢٠١٩، ثم رئيساً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في سبتمبر من نفس العام، بناءً على خبرات سابقة وسيرة ذاتية مليئة بالنجاحات.
التجربة
تسعة أشهر كاملة من العمل الجاد المخلص والعطاء المستمر في مركز معلومات مجلس الوزراء، حقق خلالها "الجوهري" نتائج مبهرة على مختلف الأصعدة والمستويات، لينقل المركز نقلةً نوعيةً كبيرة عززت من مكانته وتأثيره لدى صناع القرار، وهو الدور الذي طالما عولت عليه الحكومة كثيراً.

في إدارته لا تسمع للرجل ضجيجاً فالأرقام والحقائق وحدها كفيلة بأن تتحدث، فما من مكان ذهب إليه إلا وحقق نجاحات، وكانت بداية عمله بتبني خطة طموحة للنهوض بالمركز وإحداث حالة فريدة من التطوير، والاهتمام بالكوادر البشرية وضخ دماء جديدة والعمل بروح الفريق الواحد، والتحديث الشامل للبنية التكنولوجية والمعلوماتية، واتباع سياسة الدقة والحداثة والموضوعية في التقارير الموجهة لمتخذي القرار.
النشاط
شهد المركز في عهد "الجوهري" سلسلة كبيرة من الأنشطة والتقارير والنشرات والدوريات والكتيبات، إضافةً لتفعيل بوابة الشكاوى وبوابة المعلومات ودليل الخدمات العامة والقاعدة القومية للتشريعات، وتم إنشاء موقعاً إلكترونياً لمتابعة مستجدات فيروس كورونا ثم ربطه بمنظمة الصحة العالمية، إضافةً لمتابعة الدوريات العالمية والتقارير الدولية والمؤشرات لحظة بلحظة، وفي عهده حصل تطبيق (في خدمتك) المخصص لمنظومة الشكاوى على المركز الثالث في مسابقة Stevie Awards العالمية.
السلاسل
وقام مركز المعلومات برئاسة "الجوهري" بإثراء مكتبة الفيديو والانفوجرافيك لتوعية المواطنين بكل ماهو جديد وخاصة تداعيات ومخاطر فيروس كورونا المستجد، وأصدر المركز العدد الأول من سلسلة كوفيد ١٩ بعنوان (إعادة تشغيل الاقتصاد .. رؤى وخبرات دولية)، وإصدار آخر بعنوان (تداعيات كوفيد١٩ على القارة السمراء)، إضافة لإصدار ١٥ عدداً من تقرير ( مقتطفات تنموية) لمناقشة قضايا مختلفة، و١٥ عدداً حول تطورات أسعار السلع الاستراتيجية.
التقارير
وأصدر المركز العدد الأول من تقريره السنوي الجديد (مصر في عيون العالم)، وتقارير دورية بعنوان (توجهات مستقبلية)، و١٧ نشرة بعنوان (آفاق معرفية)، و٣ أعداد من مجلة (عالم التكنولوجيا) واستمرار إصدار نشرة (قضايا وآراء) وصولاً للعدد ٢٤١.

ونشر المركز مجموعة كبيرة من النشرات والدوريات والإصدارات المتعددة حول الصحة والتعليم والاقتصاد والسياحة والاستثمار والزراعة والأمن المائي والتحول الرقمي والحماية الاجتماعية وإدارة الأزمات وتطوير الجهاز الإداري للدولة والتنمية الريفية والصناعات الحرفية.
الفعاليات
وشهد المركز برئاسة "الجوهري" توقيع بروتوكول تعاون مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبرتوكول آخر مع المجلس المصري للشئون الخارجية، وتنظم منتدى الحوكمة ورؤية مصر ٢٠٣٠ بالتعاون مع سفارة الصين بالقاهرة، واستضاف المركز اجتماع الشراكة العربية للحد من مخاطر الكوارث، إضافة لتنظيم سلسلة ندوات حول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والمخاطر على المستوى الإقليمي والإنذار المبكر للأزمات الداخلية، واستضاف لقاءً مع شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة.
الأزمات
وكان مركز المعلومات برئاسة" أسامة الجوهري" حاضراً بقوة في كل الأزمات بدايةً من موجة الطقس السيء التي تعرضت لها مصر مؤخرا من خلال تواجده الدائم بغرفة العمليات المركزية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وحصر تداعيات فيروس كورونا لحظةً بلحظة، ونشر المعلومات أولاً بأول لإيمانه بأن المعلومة حق لكل مواطن.
قصة نجاح
قصة نجاح أسامة الجوهري مساعد رئيس الوزراء لم تكن وليدة الصدفة بل هي تتويج لخبرات سابقة وعمل دؤوب ودراسات بأكبر الجامعات العالمية، فهو حاصل على ماجستير في التسويق الدولي من جامعة هالت بالولايات المتحدة الأمريكية، ودبلوم في إدارة الموارد البشرية من الجامعة الأمريكية، وشهادة في الاقتصاد من جامعة أدنبره البريطانية إضافة للعديد من الدورات التدريبية بجامعات عريقة.
بدأ "الجوهري" حياته العملية باحثاً بالمكتب الفني لوزير البترول عام ٢٠٠٧، وشارك في العديد من الأعمال البحثية حول مستقبل صناعة الغاز والبترول في مصر، وانتقل للعمل بالمكتب الفني لرئيس مجلس الوزراء في ٢٠١٦، وحصل على ثقة الدكتور مصطفى مدبولي بتعيينه مساعداً لرئيس مجلس الوزراء في ابريل ٢٠١٩، ثم مديراً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في سبتمبر من نفس العام .. وهكذا الناجحون يملأون الحياة بالأمل والعمل ولا يهابون صعود الجبال فمن يتهيب صعود الجبال يعش أبدَ الدهرِ بين الحفرِ.