الأموال
الإثنين، 29 أبريل 2024 09:56 صـ
  • hdb
20 شوال 1445
29 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : مصر .. فى مواجهة كورونا

الأموال


رغم أن مصر بحسب تأكيدات وزارة الصحة وحتى كتابة هذه السطور لم تزل خالية من فيروس كورونا باستثناء الحالتين اللتين تم الإعلان عنهما لشخصين أجنبيين وشفى أحدهما والثانى تحت العلاج، بينما جاءت نتائج التحاليل التى أجريت لأكثر من ١٤٠٠ حالة اشتباه سلبية، فإن ذلك يعنى أن كورونا لم يتحول إلي وباء في مصر، لكن يبقى مفهومًا أن البلاد باتت آمنة تمامًا وغير معرضة لاستهداف ذلك الفيروس اللعين.
وإذا كان «كورونا» الذى بدأ في الصين قد تحول إلي وباء عالمى بحسب منظمة الصحة العالمية.. شمل نصف الكرة الأرضية تقريبا حتى الآن، ولايزال يواصل انتشاره، فإن مصر وبقية دول العالم التي لم يصلها الفيروس بعد، لن تكون بمنأى عن الخطر..
< < <
لذا يبقى مهمًا وضروريًا التعاطى مع «كورونا» دون تهوين وأيضًا دون تهويل من خلال تكثيف الإجراءات الاحترازية التي تقول وزارة الصحة أنها متبعة في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية سواء بالفحص السريع أو الحجر الصحى فى حالة الاشتباه.
وفي نفس الوقت فإن خطر الفيروس يقتضى التزام المصريين بالتعليمات والإرشادات الصحية تجنبًا للإصابة وتجنبًا لنقلها للمخالطين، وفى هذا السياق فقد بات ضروريًا التخلي عن العادات الشرقية والمصرية بوجه خاص في العناق والتقبيل عند المصافحة ريثما يتم القضاء نهائيا على «كورونا»، بل لعل الأكثر أمانًا تجنب المصافحة بالأيدى والاكتفاء بإلقاء السلام والتحية شفويًا.
< < <
هذه النصائح والإرشادات لا يكفي توجيهها عبر وسائل الإعلام فقط، لكن يتعين الوصول بها إلي القرى والنجوع والمناطق العشوائية في أرجاء مصر، حيث تغيب ثقافة النظافة الشخصية والعامة بدرجة كبيرة، وتلك مهمة المحليات والجمعيات الأهلية مع قوافل طبية تجوب تلك المناطق لتوعية أهالينا هناك بأساليب الوقاية.
الأمر الآخر لقد فات وزارة الصحة الإعلان بكل وسائل الإعلان والإعلام لتوضيح كيف يتصرف من يشتبه فى إصابته بالفيروس والذى يتشابه مع أعراض الانفلونزا، وإلى أين يتجه؟، أى ما هى المستشفيات التى يلجأ إليها فى كل مدينة وحى من مدن وأحياء المحافظات المصرية، أم هل يكتفي بالبقاء فى منزله، وفى هذه الحالة ما هى الأدوية التى يتعاطاها، ثم ماذا عن أفراد الأسرة المخالطين له أو من المخالطين فى العمل، تلك الأسئلة علي وزارة الصحة الإجابة عنها سريعًا.
< < <
وإذا كان متابعة تطورات تفشي الفيروس في العالم تشير إلى احتلال الصين التى انطلق منها للمرتبة الأولي من حيث الإصابة والوفيات وتليها إيران وكوريا الجنوبية وهو ما يمكن تفهمه لاعتبارات الجوار الجغرافى، فإن احتلال إيطاليا (فى أوروبا) للمرتبة الثالثة أو الرابعة لهو أمر مثير للدهشة بشأن انتشار هذا الفيروس.
< < <
ولكن السؤال هل تحول «كورونا» إلي وباء عالمى بحسب إعلان منظمة الصحة العالمية، واقع الأمر فإنه بالنظر إلي أعداد الحالات المصابة في العالم والتي تقل ـ حتى الآن ـ عن مائة ألف حالة شفى معظمها وهي أعداد بالغة الضآلة جداً مقارنة بنحو ٧ مليارات نسمة يعيشون فوق الكوكب، بينما لم تزد نسبة الوفيات علي ٤٪، فإنه يمكن القول بأن كورونا لم يصل بعد إلي أن يكون وباءً عالميا، وهو الأمر الذى يعنى تزايد احتمالات انحسار الخطر خلال الأسابيع المقبلة.
ومع عدم التهويل فإنه يبقى ضروريًا عدم التهوين.. استنادا إلى قاعدة الوقاية خير من العلاج، وفي مقدمة وسائل الوقاية يأتى تجنب التجمعات والزحام وهنا أتحدث عن مصر تحديدًا حتى ولو وصل الأمر إلي تقليل أعداد المصلين في المساجد خاصة في صلاة الجمعة بل لو وصل الأمر إلى وقفها مؤقتا، وهو الأمر الذى ينطبق بالضرورة علي الكنائس، بقدر ما ينطبق علي المؤتمرات والندوات ودور السينما والمقاهى والحفلات والأفراح وذلك كله استنادًا على القاعدة الشرعية «درء المفسدة مقدم علي جلب المنفعة».
< < <
وفي هذا الصدد فقد جاء قرار المملكة العربية السعودية بوقف العمرة سواء للوافدين من الخارج أو المواطنين والمقيمين حتى إشعار آخر.. بالغ الشجاعة والحِكمة ومتمشيًا مع الشرع والدين لحماية الأرواح والأنفس، وهذا القرار السعودى ليس بدعة مبتدعة، إذ إن العصور الإسلامية السابقة شهدت وقف العمرة بل الحج أيضًا في حالات تفشت فيها الأوبئة، وهو أمر أقره أئمة وعلماء الإسلام بالإجماع في تلك الفترات.
< < <
ومع أن كثيرًا من دول العالم لم توقف رحلاتها الجوية بالكامل، فإن الأصوب وأتحدث هنا عن مصر هو وقف سفر المصريين إلى الخارج واستقبال أجانب لحين انحسار وزوال خطر كورونا، وهنا لا مجال للحديث عن الاستيراد والتصدير والاستثمار والسياحة وغيرها، إذ إن تجنب خطر الفيروس وحتى لا يتفشى في مصر لا مفر من دفع ثمنه مهما غلا لأن حياة المصريين أغلى كثيرا.
ولعلي أبالغ وأستبق الأحداث إذا قلت إنه في حالة تفشي المرض فى مصر لا قدر الله فإنه يبقي ضروريًا وحتميًا تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات لحين زوال الخطر.
< < <
إن خير الكلام وخلاصة القول في هذه القضية هو أمر الرسول صلي الله عليه وسلم في حالة تفشي الطاعون (أو أى وباء) في بلد ما بألا يخرج منه أحد ولا يدخله أحد حتى يزول الخطر.
وقد حدث في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن جيش المسلمين كان على وشك فتح إحدى البلدان تفشي فيه الطاعون لكنه أمر قادته بالتوقف، ولما أرسلوا يقولون له هل نفر من قضاء الله بعث إليهم بالرد القاطع: «نفر من قضاء الله إلى قضاء الله».
< < <
إن المصريين بحكم تدينهم ومن واقع حسن ظنهم بالله يعتبرون أنه سبحانه وتعالى سوف ينجيهم من خطر ذلك الوباء حسبما أنجاهم حتى الآن، لكن يبقى ضروريًا أيضًا الأخذ بالأسباب طلبًا لعون مسبب الأسباب العلي القدير، حتى تنتصر مصر في مواجهة كورونا.

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE