نبيه صدقى يكتب : ”الغرائز غاية ام وسيلة”

 

 الخالق سبحانه _عندما خلق النفس البشرية وضع فيها مجموعة من الغرائز وهذه الغرائز  يصل عددها إلى سبع عشرة غريزة ذكر الخالق اهمها في كتابه واشدها تأثيرا علي النفس البشرية فقال _سبحانه _{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث...} سورة آل عمران(14) لونظرالمتأمل لوجد أن لفظ الشهوات يضاهي لفظ الغرائز والغرائز التي ذكرت في هذا الأ يةهي الغريزة الجنسية المعبر عنها بلفظ (النساء) وغريزة الأبوة المعبر عنها بلفظ (البنين) غريزة حب التملك والسيطرة بلفظ (القناطر المنقطرة من الذهب والفضة....) والمتأمل في هذه الغرائز يجد أن الخالق وضعها في النفس البشرية لمصلحتها لأن كل غريزة لها وظيفة من الوظائف فغريزة الطعام والشراب وضعت للحفاظ علي صحة البنية الجسدية ليستمر الجسد عاملا في الكون وكذالك غريزة حب التملك والسيطرة , ووضعت لهذه الغرائز آلة تتحكم فيها وهذه الآلة هي قوة الارادة و هي المتحكمة في الغرائز فكلما كانت آلة قوية كانت هي المتحكمة وكلما كانت آلة ضعيفة كانت الغرائز هي المتحكمة فايهما أشد تأثير للتحكم في الآخر وأهم هذه الغرائز هي الغريزة الجنسية لذالك جائت أول غريزة في الآية أو الشهوة الجنسية وهذه الغريزة لم يطلق لها الخالق العنان حتي لا ينفلت زمامها في الحرام وفي نفس الوقت لم يكبتها كبتا يعطلها عن وظيفتها فوضع لها الخالق إرشادات وهذه الإرشادات هي الضمان الوحيد الذى يجعلها تعمل ولاتتعطل عن وظيفتها ولاتضر الآخرين لأن ضررها يصيب الأفراد والمجتمعات لذالك وضع الإرشادات من أول ما تنمو في النفس البشرية حتي لاتنفلت وتخرج عن الإطار الصحيح ومن هذه الإرشادات أمرنا أن نفرق بين الأولاد في المضاجع عند سن العاشر ة لأن هذا السن يبدأ فيها التفتح العقلي والميل لهذه الغريزة وفي نفس الوقت بين الخالق وظيفة هذه الغريزة وبين أنها وسيلة وليست غاية وغايتها كما وضحها الإمام ابن عيسي الدبوسي انها وجدت لأمرين فأما الأمر هو بقاء هذا العالم لهذا ربطها بالشهوة لتكون داعية إليها فيقع اللقاء بين الزوجين فيكون النسل وأما الأمر الثاني الوقوف على معرفة قدرة الصانع علي قدرة الايجاد والخلق.

و بعد أن بين الغاية منها دعي المجتمع إلي تيسير أمر الزواج المتمثل في إعانة النفس البشرية بتخفيف عنها مئونة الزواج وبعد ذالك دعي ورغب في وضعها في الحلال فقال _ص (في بضع أحدكم صدقة قالوا يارسول الله أياتي أحدنا شهوته ويكون له صدقة قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذالك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) وعالج الخالق  هذا الغريزة عندما تثار فقال للنفس البشرية المتزوجة من هذا ما قاله طبيب النفوس ص(إذا أحدكم اعجبته المرأة فواقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذالك يرد ما في نفسه) وجاء عنه صفي موصيا النفس البشرية الغير متزوجة (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ووجاء يعني وقاية وارشد الخالق للحفاظ علي هذه الغريزة من الانزلاق في الهاوية فدعي الي غض البصر وهو اهم محرك لهذه الغريزة لأنها تجرح القلب جرحا فيتبعه جرح على جرح ثم لايمنعه ألم الجرح من تكرار النظر وهذا من كلام ابن القيم وصدق فالنفس البشرية التي تطلق بصرها للصور المحرمة صعب عليها غض بصرها وتظن أنها تعالج ألمها وإنما تعالج الداء بالداء وهناك إرشادات أخري ووضعها الخالق فلتراجع ويكفينا أن ننبه كل هذا متوقف علي قوة الارادة المستمدة قوتها من قوة الإيمان بالله وهذا ما جعل سيدنا يوسف سيقول لامرأة العزيز عندما دعته الي الحرام ان يقول لهامعاذ الله وصدق بعض الفلاسفة في قوله (إذا اتخذت الشهوة مبدأانقلبت الي الالم) وصدق الخالق محذرامن انقضاء هذا الغريزة في حرام (ولاتقربواالزنا إنه كان فاحشة وساءسبيلا) سورة الإسراء (32)ونبه الخالق الي الغاية الكبري للعباد في هذه الحياةهي رضا الله والجنة اللهم احفظ بلادنا واحفظ جيشنا العظيم وامنها وكل أهلها وأرحم والدينا واغفر لنا وارحمنا وصلي وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين