ملاك عبدالله: عصر المشروعات الصغيرة انتهى.. والمرحلة المقبلة تحتاج سياسات إنتاج كبرى

أكد ملاك عبدالله، رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي بمؤسسة النماء، أن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة جديدة لم يعد فيها مجال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، موضحاً أن هذه الكيانات تحولت في أغلبها إلى شركات ضخمة متعددة الجنسيات، كما حدث في الصين ودول شرق آسيا التي أصبحت نموراً اقتصادية. وقال: "لا يمكن مواجهة مشاريع عملاقة بفرشات أو أكشاك.. فقد أثبتت التجربة أن هذه النوعية من المشروعات لم تعد قادرة على المنافسة من حيث التمويل أو التسويق أو إدارة المخاطر".
وأشار عبدالله إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب سياسات إنتاج ضخمة تحقق التكامل الصناعي وتغطي الفجوات السوقية وتعيد هيكلة منظومة الإنتاج لتجاوز الخسائر، لافتاً إلى أن مؤسسة النماء تتبنى فلسفة "الرأسمالية الاشتراكية" القائمة على التنظيم المحسوب، وترفض الاعتماد على الاقتصاد النقدي التقليدي، حيث تعمل على فصل تعاملاتها عنه مع ربط أنشطتها بقيمة الدولار في السوق المحلي.
وأوضح أن المؤسسة تسعى إلى تجميع الأفراد في مشروعات كبرى قائمة على الشراكة الرسمية بعقود موثقة، على غرار تجربة التكاتف الوطني في حرب أكتوبر. وبيّن أن النموذج الذي تتبناه يضمن تمليك الأصول للمشاركين بما يقلل مصروفات التشغيل ويحول دون تكبد خسائر حال وقوع الأزمات، لتصبح المشاريع أصولاً دائمة تورّث وتستمر.
وأضاف عبدالله أن مؤسسة النماء أجرت منذ عام 2008 دراسات متخصصة لمواجهة تراجع الدخول، وتوصلت إلى أن الحل يكمن في إشراك الأفراد في مشروعات كبيرة قائمة على قيم أخلاقية، حيث يتم استبعاد المدخنين وأصحاب السلوكيات السلبية، مع وجود واعظ ديني لمتابعة التزام الشركاء. ويتم توزيع نسب من الأرباح بعد مرور عامين من العمل، عقب التأكد من أهلية المشاركين وانضباطهم.
واختتم قائلاً إن مؤسسة النماء تطبق منذ عام 2023 نموذجاً ناجحاً في إدارة الأعمال قائم على هذه الفلسفة، وحقق نتائج ملموسة في بناء كيانات قوية قادرة على مواجهة تحديات الاقتصاد الحديث.