الزراعة: صناعة الحرير تتألق والإرشاد يتوسع ومختبرات متبقيات المبيدات تعمل بلا توقف

في مشهد يعكس تحولًا استراتيجيًا في توجهات الدولة نحو تنمية الاقتصاد الريفي وتعزيز الأمن الغذائي، واصلت وزارة الزراعة جهودها على أكثر من محور، شملت توطين صناعة الحرير الطبيعي، وتكثيف الدعم الإرشادي للمزارعين، واستمرار عمل معامل تحليل متبقيات المبيدات حتى في أيام العطلات الرسمية، لتأكيد التزامها الكامل بتطوير القطاع الزراعي.
ففي إطار المبادرة الوطنية لتوطين صناعة الحرير، نظم معهد بحوث وقاية النباتات برنامجًا تدريبيًا بعنوان "مشروع الحرير: تنمية مستدامة بأيدٍ مصرية"، بمقره في الدقي. يأتي ذلك استجابة لتوجيهات القيادة السياسية وتعليمات وزير الزراعة علاء فاروق، بضرورة إحياء هذه الصناعة الواعدة كأحد روافد التنمية الريفية وتوفير فرص عمل حقيقية. وأكد الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير المعهد، أن البرنامج يهدف إلى تعزيز القدرات البحثية والفنية في تربية دودة القز وتحسين إنتاج الشرانق، من خلال تدريب متخصص في زراعة التوت، مكافحة الأمراض، واستخلاص الحرير الخام، بمشاركة باحثين وخبراء وشباب الخريجين.
وفي السياق ذاته، كثّفت الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي من نشاطها على مستوى الجمهورية، حيث نظمت خلال أسبوع واحد فقط 464 ندوة إرشادية و61 يوم حقل، استفاد منها آلاف المزارعين والمرشدين الزراعيين. وأوضحت الدكتورة أمل إسماعيل، رئيس الإدارة، أن هذه الجهود تندرج ضمن خطة شاملة لتحسين إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، وتوعية المرأة الريفية، ومربي الدواجن، بالتعاون مع المعاهد البحثية والحملات القومية.
أما على صعيد دعم الصادرات الزراعية وضمان سلامة الغذاء، فقد واصل المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية عمله خلال عطلة ثورة يوليو، حيث استقبل أكثر من 800 عينة من المنتجات الغذائية المختلفة، وأصدر نتائجها في نفس اليوم. وأكدت الدكتورة هند عبداللاه، مدير المعمل، أن فرق العمل الفنية والإدارية تواصل العمل بلا انقطاع لضمان استمرار حركة التصدير دون تأخير، مشيرة إلى أن المعمل يُعد من أوائل المختبرات المعتمدة في الشرق الأوسط وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي في تحليل الملوثات الغذائية.
تلك الجهود المتكاملة، بين البحث والتدريب والإرشاد والتحليل، تعكس بوضوح رؤية وزارة الزراعة لتعزيز الدور التنموي للقطاع الزراعي، ورفع تنافسية الصادرات المصرية، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في مختلف أقاليم الجمهورية.