سوق الاسهم السعودية يودع مكاسبه بسبب الضغوط الداخلية والخارجية

ودع سوق الأسهم السعودي مكاسبه الأسبوعية تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، و أنهى سلسلة مكاسبه التي استمرت لأربعة أسابيع، ليُسجل أداءً سلبياً هذا الأسبوع بنسبة 2.39%، وقد شهد السوق هذا التصحيح مع تأثر معنويات المستثمرين بعدة عوامل.
وسيكرت حالة عدم اليقين على المستثمرين ترقباً لاستمرار إعلان نتائج الشركات للربع الثاني تأتي في مقدمة العوامل المؤثرة، وهو ما دفع الكثيرين إلى التزام الحذر والبقاء على الهامش. حيث ينتظر المشاركون في السوق إفصاحات مهمة الأسبوع القادم التي من المرجح أن تحدد مسار السوق، سواء بالارتداد صعوداً أو الدخول في موجة تصحيح إضافية.
وشكلت البيانات الاقتصادية الأمريكية عاملاً ضاغطاً على السوق، فقد أظهرت التقارير الصادرة من الولايات المتحدة تسارعاً في وتيرة التضخم خلال شهر يونيو ومرونة اقتصادية، ما يشير إلى أن الاقتصاد لا يزال قوياً على الرغم من التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب.
وادت هذه البيانات إلى إضعاف التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يؤثر بدوره على آفاق السياسة النقدية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن إمكانية إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير لمدة أطول كان لها تأثير سلبي على معنويات السوق.
وادت حالة عدم اليقين التجاري المستمرة وتأثيرها المحتمل على وضوح الرؤية الاقتصادية ساهمت في تعزيز المناخ السلبي، وقد تفاقم هذا الوضع مع إعلان الرئيس ترامب الأخير عن خططه لإخطار أكثر من 150 شريكاً تجارياً بالتعريفات الجمركية الجديدة.
و في المقابل، برزت نظرة مستقبلية إيجابية ومغايرة لقطاع التعدين، فمن المتوقع أن تجذب الإعلانات الأخيرة المتعلقة بإنشاء بورصة محلية للسلع وإعادة تقييم الثروة المعدنية للمملكة بأكثر من 2.5 تريليون دولار، استثمارات ضخمة.
و من شأن هذا التطور الاستراتيجي أن يدعم بشكل مباشر شركات التعدين المدرجة في السوق، مما قد يوفر بارقة أمل للمستثمرين ويدعم في الوقت نفسه جهود التنوع الاقتصادي التي تنتهجها المملكة.
ومن الناحية الفنية، فأن مؤشر "تاسي" أغلق عند مستوى 11006 نقاط، متراجعًا عن مستوى إغلاق الأسبوع الماضي 11276 نقطة، وفي حالة استمراره في حالة التصحيح وتجاوز المستوى الحالي فإن مستوى 10600 نقطة قد يوفر بعض الدعم، أما في حالة عودة المؤشر إلى الاتجاه التصاعدي، فمستويات المقاومة قد تقع عند 11300 نقطة يليها مستوى 11600 نقطة.
أما على صعيد أداء القطاعات، سادت الحالة السلبية سادت على معظمها هذا الأسبوع، حيث سجلت قطاعات رئيسية مثل البنوك والطاقة والاتصالات والمواد الأساسية تراجعات جماعية، وقد امتد هذا التأثير إلى الأسهم القيادية ذات الوزن الثقيل في المؤشر، مبيّنًا أن سهم أرامكو ضغط بشكل كبير على الأداء العام للقطاع، كما تراجعت أسهم كبرى في قطاع البنوك مثل مصرفي الراجحي والأهلي، بالإضافة إلى سهم شركة الاتصالات السعودية (STC).