الأموال
الأربعاء 2 يوليو 2025 06:24 صـ 6 محرّم 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج ابو يكتب : حصاد وفير لجولة ترامب الخليجية

د. محمد فراج ابو النور
د. محمد فراج ابو النور


الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عاد من جولته الخليجية إلى بلاده محملًا بصفقات تجارية واستثمارية هائلة تتجاوز قيمتها ثلاثة تريليونات ونصف التريليون دولار!! وهو حصاد لم يسبق أن جناه، أو حتى حلم به، أى رئيس أمريكى قبله، وتتوزع هذه الغنائم بين صفقات مبيعات عسكرية ومدنية ومشروعات أمريكية فى مجال البنى التحتية والتطور الرقمى والتكنولوجى تقيمها الولايات المتحدة فى البلدان الثلاث التى زارها "السعودية وقطر والإمارات" وبين استثمارات خليجية فى أمريكا خلال السنوات القليلة المقبلة، ومعروف أن وفدًا يضم عشرات من رؤساء كبرى الشركات الأمريكية قد رافق ترامب فى جولته بينهم إيلون ماسك ومارك زوكربرج ورئيس شركة بوينج لصناعة الطائرات وغيرهم.
ووقع ترامب ومرافقوه فى السعودية اتفاقات تزيد قيمتها على ثلاثمائة مليار دولار منها صفقة هائلة لتزويد المملكة بأسلحة ومعدات عسكرية تبلغ قيمتها مائة واثنين وأربعين مليار دولار مع اتفاق معلن على صفقات واستثمارات تبلغ قيمتها تريليون دولار فى مجالات التكنولوجيا الرقمية والمتطورة والبنية التحتية وغيرها.
أما فى قطر فقد تم الإعلان على تعهد الدوحة بإنفاق تريليون ومائتى مليار دولار على صفقات تجارية وعسكرية واستثمارات فى الولايات المتحدة أو بالتعاون معها وهو خبر جيد لم يكن معلنًا وبين هذه الصفقات عقد وقعه رئيس شركة الخطوط الجوية القطرية مع رئيس شركة بوينج الأمريكية لشراء مائة وستين طائرة من إنتاجها بقيمة تزيد على مائتى مليار دولار مع إمكانية شراء خمسين طائرة أخرى بمبلغ ستة وتسعين مليار دولار، وهى صفقة تتيح إنقاذ شركة بوينج من أزمة عميقة تأخذ بخناقها، وقد وصف ترامب نفسه الصفقة بأنها غير مسبوقة "قياسية".
ونكتب هذه السطور صباح الخميس 15 مايو وترامب فى طريقه إلى الإمارات "لضرورات تقديم المقال للنشر" فى وقت مناسب، ولكن المعروف أن ترامب تنتظره هناك صفقات لا تقل ضخامة، حيث إن دولة الإمارات سبق أن أعلنت عن تخصيص تريليون وأربعمائة مليار دولار لصفقات تجارية واستثمارية مع الولايات المتحدة، سيتم توقيع عدد كبير منها خلال زيارة ترامب.
لغة مختلفة
ويجب أن نلاحظ هنا أن لغة خطاب ترامب أثناء جولته الأخيرة تختلف تمامًا عن لغته أثناء زيارته الأولى للسعودية فى بداية ولايته الرئاسية الأولى، والتى اتسمت بكثير من الغطرسة والفظاظة فى حديثه مع مضيفيه واستخدام عبارات من قبيل "نحن نحميكم" و"لديكم الكثير من المال".. إلخ، فخلال الزيارة الأخيرة كان ترامب مجاملًا إلى درجة إغداق المديح على مضيفيه بمختلف العبارات، وبما هو غير مألوف فى شخصيته!! ويرجع ذلك بالتأكيد إلى ضخامة المكاسب التى حصل عليها والتى تمثل دفعة مهمة للاقتصاد الأمريكى المأزوم من ناحية، وإلى إدرك أفضل لأهمية العلاقات الإقليمية والدولية للبلدان الثلاثة التى شملتها جولته، والأدوار التى يمكن لهذه البلدان القيام بها فى تحقيق أهداف السياسة الأمريكية فى المنطقة، فى ظل متغيرات دولية وإقليمية كثيرة وهامة، ومنها أيضا إدراكه لحجم المعارضة التى تواجهها السياسة الأمريكية فى المنطقة، وخاصة فيما يتصل بالدعم المطلق للكيان الصهيونى، برغم بعض الخلافات فى التفاصيل مع نتنياهو وهى المعارضة التى اتخذت شكل الرفض القاطع لخطته لتهجير سكان غزة إلى مصر وإقامة ما أطلق عليه "الريفيرا"! وتهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن! وتصفية القضية الفلسطينية بهذه الخطة الاستعمارية العدوانية والوقحة، والتى لا تقيم وزنًا للشرعية الدولية ولا لحقوق الشعوب فى تقرير مصيرها ولا سيادة الدول، وقد كانت الموافقة العربية الجماعية على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة عنوانًا بارزًا لهذا الرفض العربى لخطة ترامب الأمر الذى أجبره على التراجع عنها.
مبالغات استراتيجية!
والواقع أن بقدر ما حققته جولة ترامب من نجاحات اقتصادية كبيرة، فإن الحديث الذى يردده بعض المراقبين عن نجاحها سياسيًا إلى درجة إعادة رسم خريطة المنطقة هو حديث ينطوى على كثير من المبالغة والتفكير بالتمنى، وأن الولايات المتحدة ليست كلية القدرة والجبروت لا فى العالم ولا فى منطقتنا، بالرغم من أنها كثيرًا ما تتمكن من فرض إرادتها وتمرير مخططاتها الاستعمارية الشريرة هى والكيان الصهيونى.
1 – وعلى سبيل المثال فإن استمرار المقاومة الفلسطينية والرفض العربى المدعوم دوليًا على نطاق واسع قد أجبر ترامب على سحب خطته لتهجير سكان غزة بالقوة "والاستيلاء عليها!!" لاستثمارها عقاريا!! ودعم حرب الإبادة التى تشنها الدولة الصهيونية ضد شعب غزة حتى النهاية بدون قيد أو شرط، فقد بدأت الخلافات تظهر بين الحليفين "ترامب ونتنياهو" فيما يتصل بما يسميه الأخير مواصلة حرب الإبادة حتى تحقيق النصر المطلق.. وقامت الإدارة الأمريكية بإجراء اتصالات مع حماس وإجراء مفاوضات معها حول مستقبل غزة ومهما تكن النتيجة لهذه المفاوضات فإنها أغضبت نتنياهو وحكومته كثيرًا، كما كانت المفاوضات التى انتهت إلى إطلاق حماس سراح الرهينة الأمريكى الإسرائيلى "عيدان إليكساندر" دون مشاركة تل أبيب فى هذه المفاوضات كانت سببًا آخر للتوتر بين واشنطن وتل أبيب، خاصة مع رفض أليكساندر الالتقاء بنتنياهو، غير أن الأهم من ذلك هو مقابلة المبعوث الأمريكى ستيف ويتكون لأهالى الأسرى الإسرائيليين وتحريضهم ضد حكومة نتنياهو والأهم من ذلك طبعا هو تقديم مقترحات أمريكية لإنهاء الحرب ومشاركة حماس فى إدارة القطاع – وهو ما ترفضه إسرائيل قطعيًا – وتقديم ضمانات لعدم اغتيال قادة حماس.. ولاشك أن للمقاومة الفلسطينية البطولية والموقف المصرى والعربى والضغوط الدولية دورًا مهمًا فى ذلك.
2 – بالرغم من أن ترامب هو الذى كان قد ألغى التزام أمريكا بالاتفاق النووى مع إيران فى بداية ولايته الأولى وكان يرفض التفاوض معها ويستخدم لغة التهديد والوعيد والحديث عن توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، فإن الأمر انتهى إلى التفاوض تفاديًا لعواقب مثل هذه المواجهة، وأصبح ترامب يتحدث عن تعهد إيران بعدم تطوير سلاح نووى بلهجة القبول، بعد أن كان يطالب بتجريدها حتى من البرنامج النووى الساعى.
3 – وبينما كانت إدارة ترامب تضغط بشدة على السعودية للاعتراف العاجل بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها كشرط للتعاون العسكرى والتكنولوجى المتقدم، رأينا ترامب يتحدث بلهجة مخططة إلى حد كبير عن هذا الموضوع أثناء جولته الأخيرة ويتمنى على السعوديين أن يفعلوا ذلك حين يرونه مناسبًا.
وصحيح أنه لم يتم الاتفاق على إقامة مفاعلات نووية للاستخدام السلمى ولا عن حصول السعودية على طائرات "إف 35" إلا أن الرياض حصلت على اتفاق بتزويدها بمنظومات متقدمة للدفاع الصاروخى كما أنه لم يجر الحديث المألوف عن إقامة حلف عسكرى "نانو عربى" تقوده أمريكا وتشارك فى قيادته الدولة الصهيونية، فمثل هذه الخطط لم تعد مقبولة إطلاقًا فى ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة ومع ملاحظة أن واشنطن تتفاوض الآن مع طهران وتحاول الوصول إلى اتفاق معها.
4 – الاتفاق الأمريكى مع الحوثيين على التوقف عن قصف مناطقهم مقابل كفهم عن استهداف السفن الأمريكية، قبيل جولة ترامب ودون الاتفاق على وقف ضرباتهم لإسرائيل هو أيضا أمر لا ينبغى تجاهله.
وخلاصة القول إنه بالرغم من المكاسب العسكرية والسياسية التى تمكنت أمريكا والدولة الصهيونية من تحقيقها فى سوريا ولبنان ومن حرب الإبادة فى غزة فلا يمكن القول بأن أمريكا قد أصبحت مطلقة اليد فى الإقليم وأن إرادتها فيه قد أصبحت مطلقة، وأن جولة ترامب قد "أعادت رسم خرائط المنطقة" كما يزعم بعض المحللين الموالين لواشنطن خاصة أن دولًا كبيرة ومهمة مثل مصر والجزائر والعراق تظل خارج هذه الخرائط بل ومناوئة لها، بالرغم من الحرائق المشتعلة حولها وحول مصر خصوصا، ومن صعوبة أوضاعها الاقتصادية وتقتضى الموضوعية القول بأن تعبير "رسم خرائط المنطقة" بواسطة أمريكا ينطوى على قدر كبير من "المبالغة الاستراتيجية" والتفكير بالتمنى.
المفاجأة السورية
وبالرغم من أن ترامب كان يتحدث قبل جولته الخليجية عن مفاجأة كبرى سيعلن عنها أثناء الجولة أو قبلها وكانت أذهان كثير من المحللين تتجه إلى أنها مفاجأة تتصل بالقضية الفلسطينية وبموقف أمريكى تجاهها يتزعزع ولو قليلًا عن الموقف العدوانى الاستعمارى الحالى، كالحديث عن العودة إلى "حل الدولتين" بشكل أو بآخر، أو نسخة ما من هذه الصيغة إلا أن مفاجأة ترامب جاءت من ناحية أخرى تمامًا.. نعنى التقاءه بالرئيس السورى المؤقت "الجولانى/ الشرع" وإعلانه عن قرار برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا استجابة لطلب مُلح من ولى العهد السعودى والرئيس التركى أردوغان.
والحقيقة أن الموقف الأمريكى حتى ما قبل الجولة كان يتجه نحو التفكير فى الرفع التدريجى للعقوبات، بشرط مراقبة سلوك حكومة سوريا الجديدة، لكن ترامب فاجأ أغلب المراقبين باستقباله "للجولانى/ الشرع" وقراره برفع العقوبات غير أنه ربط الأمر بمكافحة الإرهاب الداعشى و"الفلسطينى"!! فى الوقت نفسه وهى مساواة غير مقبولة إطلاقًا بين الإرهابيين الداعشيين والمناضلين الوطنيين الفلسطينيين، كما طلب ترامب من الجولانى إقامة علاقات مع إسرائيل بغض النظر عن مواصلة احتلالها للجولان ولمناطق مجاورة لها تبلغ مساحتها سبعمائة كم2 مؤكدًا على ضرورة انضمام دولته إلى "الاتفاق الإبراهيمى" الصهيونى وهو ما يعنى أن "التطبيع مقابل رفع العقوبات"!! وقد تحدثنا عن هذا الموضوع تفصيليا من قبل "الأموال – 11 مايو" فلا نرى ضرورة العودة إليه، لكننا نضيف أن قرار ترامب يتعلق بالأوامر الرئاسية فقط، ويبقى قانون قيصر الذى لابد أن يلغيه الكونجرس وهذه مسألة تحتاج إلى وقت وجهد غير قليلين وتدخل فيها تأثيرات اللوبى الصهيونى.
وخلاصة القول كله أننا لا نرى معنى للاحتفاء البالغ بجولة ترامب الخليجية التى تظهره وسائل إعلام عديدة "ناطقة بالعربي" ولا للحماس الذى يظهره خبراء من "ذوى اللسان العربى" خاصة أنه حينما يحتاج أى بلد عربى ولو اقتراض مليار واحد من هذه التريليونات الوفيرة يقاسى الأمرين فى التفاوض والمساومة!!

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى01 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.4006 49.5006
يورو 58.3372 58.4651
جنيه إسترلينى 67.9900 68.1475
فرنك سويسرى 62.5878 62.7463
100 ين يابانى 34.5604 34.6327
ريال سعودى 13.1714 13.1987
دينار كويتى 161.9267 162.3077
درهم اماراتى 13.4489 13.4780
اليوان الصينى 6.8974 6.9118

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5303 جنيه 5280 جنيه $107.35
سعر ذهب 22 4861 جنيه 4840 جنيه $98.41
سعر ذهب 21 4640 جنيه 4620 جنيه $93.93
سعر ذهب 18 3977 جنيه 3960 جنيه $80.51
سعر ذهب 14 3093 جنيه 3080 جنيه $62.62
سعر ذهب 12 2651 جنيه 2640 جنيه $53.68
سعر الأونصة 164937 جنيه 164226 جنيه $3339.01
الجنيه الذهب 37120 جنيه 36960 جنيه $751.46
الأونصة بالدولار 3339.01 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى