الأموال
الثلاثاء، 30 أبريل 2024 01:54 مـ
  • hdb
21 شوال 1445
30 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

دكتور محمد فراج أبوالنور يكتب: كنز ذهبى للسياحة المصرية

الأموال


 

 

هدية كبيرة قدمها البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للسياحة المصرية بإعلان تضمين رحلة العائلة المقدسة (السيد المسيح والسيدة مريم العذراء والقديس يوسف النجار) إلى مصر لرحلة الحج التي يقوم بها الحجاج الكاثوليك إلي المقدسات المسيحية في فلسطين (القدس وبيت لحم والمناصرة.. البابا أقام قداسا في الفاتيكان بهذه المناسبة أوائل شهر أكتوبر الجارى  حضره وزير السياحة المصرى يحيي راشد وبارك خلاله البابا الأيقونة الخاصة بهذه الرحلة.

وبوسعنا أن نعرف قيمة هذا الحدث، إذ عرفنا أن التوصية البابوية موجهة إلى الكاثوليك في العالم الذين يتراوح عددهم بين 1200 و1300 مليون نسمة ترتفع بعض الإحصاءات بعددهم إلى 1500 مليون يحج مئات الآلاف منهم إلى الأراضى المقدسة كل عام.. وتعتبر وصية البابا دافعًا روحيًا لهم لزيارة مصر.

تنظيم الزيارات إلى الأماكن التى مرت به العائلة المقدسة ــ في إطار جهود تنشيط السياحة الدينية ــ فكرة كانت معروفة ومطبقة لعدة سنوات قبل عام 2011.. ثم توقفت لسنوات بسبب الظروف الأمنية.. وعادت مجددًا العام الماضي، ولكن علي نطاق محدود (520 زائرا).. والمقرر أن يبلغ عدد المشاركين فيها بنهاية هذا العام حوالي 1500.. لكن هذه الأعداد شديدة الضآلة إذا ما قورنت بالأهمية والقداسة التى تتمتع بهما رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ـ هربا من الاضطهاد الرومانى ــ لدى جموع المسيحيين في العالم، والذين يمثل الكاثوليك الجزء الأكبر منهم (1200 ــ 1500 مليون) كما سبقت الإشارة، مقابل 300 مليون أرثوذكس من مختلف الكنائس، وحوالى 800 مليون بروتستانت من مختلف المذاهب.

من هنا فإن توصية البابا للكاثوليك بزيارة الأماكن الواقعة في مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر تعتبر ميلادًا جديدًا حقيقيًا للفكرة، خاصة أن بابا الفاتيكان يتمتع باحترام عميق جدًا فى نفوس أبناء المذهب الكاثوليكى، كما أن الغالبية الساحقة منهم تدين بالولاء (المباشر) لكرسي الفاتيكان و«الحبر الأعظم» الجالس عليه، مع وجود كنائس صغيرة لها تنظيمها الخاص، لكنها تدين بالولاء في نهاية المطاف للفاتيكان.. ويحمل رعاتها ألقابًا ضمن سلكه الكهنوتى.

لهذا نقول إن توصية البابا فرانسيس لأتباعه في هذا الصدد جاءت بمثابة ميلاد حقيقى جديد للفكرة والأمر الجيد للغاية أيضًا هو أن البابا تحدث عن مصر خلال القداس، وأشاد بزيارته لها العام الماضى وبالحفاوة التى قوبل بها.. كما أشاد بمصر مؤكدًا أنها «أرض كرم الضيافة والتاريخ والحضارة».

والحقيقة أن الموقف البابوي كله وبتفاصيله يتسم بأهمية كبيرة، ويمكن للقائمين علي الترويج السياحى لمصر أن يصنعوا منه كنزًا حقيقيًا، إذا أجادوا الاستفادة منه.

ومن حسن الحظ أن وزارة السياحة كانت أصلا تعد برنامجها للترويج لرحلة العائلة المقدسة، يتضمن فيلما عن الرحلة جارٍ إعداده فعلا، ونقترح أن يتم تضمينه مشاهد من إعلان البابا المشار إليه، والقداس، وكلماته الطيبة عن مصر»، كما تعد الوزارة كتيبا مصورا «بروشور» بـ12 لغة عن الرحلة نتمنى أن تكون طباعته علي أعلى مستوى، وأن يضاف إلىه نص الإعلان البابوي بشأن تضمين مسار الرحلة في رحلة الحج المسيحى> وكذلك كلمات البابا عن مصر، وصور من مراسم الإعلان والقداس.

كما نتمنى أن يتم إعداد اسطوانة مدمجة CD باللغات الـ12 المذكورة، سواء كانت الترجمة المصاحبة له ناطقة أو مكتوبة، علي أن يتم التركيز في إعداد «البروشور والـCD» علي اللغات الإيطالية (إيطاليا) والإسبانية «إسبانيا وجميع دول أمريكا اللاتينية عدا البرازيل» والبرتغالية «البرتغال والبرازيل ــ 200 مليون نسمة» وهى المناطق الأساسية لانتشار الكاثوليكية، بالإضافة إلى البولندية والألمانية والفرنسية، حيث توجد تجمعات كاثوليكية مهمة، فضلا عن الكاثوليك الأمريكيين بالطبع «الإنجليزية».

ويتضمن برنامج وزارة السياحة كذلك دورة تدريبية لإعداد المرشدين السياحيين حول الرحلة نتمنى أن تضم مرشدين يتحدثون باللغات الـ12 المشار إليها أعلاه، مع الحرص علي وجود أعداد كبيرة من المتحدثين باللغات التى في العالم نحو 300 مليون أرثوذكس.. يتركز أغلبهم في روسيا وأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا وجورجيا وأرمينيا واليونان «شرق وجنوب أوروبا» فضلا عن مصر واثيوبيا.. وأتباع الكنائس الأرثوذكسية المختلفة وهم أقرب من غيرهم من المسيحيين إلى الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، حيث تقع مزارات رحلة العائلةالمقدسة، وربما كانت وصية بابا الفاتيكان لا تهمهم كثيرًا.. لكن التنظيم الناجح للرحلات، والترويج الجيد لها في بلادهم يمكن أن يؤتى ثمارا جيدة جدا.

كما أن تجمعات البروتستانت بكنائسهم المختلفة (شمال ووسط أوروبا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة طبعاً.. تمثل كلها أسواقا مستهدفة للترويج للسياحة الدينية في مصر (800 مليون نسمة) وإن كنا نعتقد أن شعبية مثل هذه الرحلات وفكرة الحج عموما يمكن أن تكون أقل بكثير منها في البلدان الكاثوليكية والأرثوذكسية بحكم الأوضاع الثقافية والروحية في تلك المجتمعات.. إلا أن نسبة الدخل ارتفع والقدرة على الإنفاق أمر يجعل حتى من الأعداد القليلة من سياح تلك البلدان مصدرا للدخل السياحى يستحق الاهتمام بالتأكيد.

وغنى عن البيان أن السياحة الدينية المسيحية ليست مسارًا مغلقاً علي نفسه.. فنحن نستطيع أن ننظم إلي جانب البرنامج السياحى الديني برنامجا آخر لا يتناقض مع طابعه الروحى كزيارة الآثار المصرية القديمة أو الاستجمام لعدة أيام علي ساحل البحر الأحمر، لتعظيم الفائدة والدخل.

كما أن حسن تنظيم الرحلات واستقبال وخدمة السياح يمكن أن يجعلهم سفراء للسياحة المصرية في بلادهم.

الوقت مهم.. وسرعة الاستفادة من التوصية البابوية أمر مهم.. ونقدم أعياد الميلاد القريبة أول فرصة كبيرة.. وإن كان عيد القيامة هو الفرصة الأكبر (في الربيع).. غير أن الاستفادة من فرصة أعياد الميلاد مهمة جدًا لا يجب إهمالها  بأى حال.. ولذلك فإن التحرك مطلوب بسرعة قدر الإمكان.. ونؤكد أن من الضرورى إعداد خيارات برنامج الرحلة تتضمن زيارة الآثار المصرية القديمة والاستجمام لبضعة أيام علي ساحل البحر الأحمر.

وربما ليس من نافلة القول أن نكرر ما سبق لنا ذكره من أنه يجب التعامل مع وصية البابا فرانسيس لكاثوليكيى العالم بالمستوى الواجب من الجدية باعتبارها تقدم فرصة ذهبية لميلاد حقيقى جديد لفكرة زيارة معالم رحلة الأسرة المقدسة إلي مصر..والسياحة الدينية المسيحية عموما في مصر.. وأخيرًا وليس آخرا تحية واحتراما للحبر الأعظم فرانسيس الأول بابا الفاتيكان..

>> المقال القادم بإذن الله:

حول فرص السياحة الدينية الإسلامية في مصر

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE