الأموال
الأحد، 28 أبريل 2024 12:28 مـ
  • hdb
19 شوال 1445
28 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

حسين عثمان يكتب: لا يا شيخ!!

الأموال

 

السيارة لاند كروزر، القابعة بوزارة الصحة، أقلتنا من جديد، ورغماً عنا، إلى منطقة أزماتنا المزمنة، مع الحكومة المصرية، وأعضائها الموقرين، فخلال ساعات قليلة، تناقلت مختلف وسائل الإعلام، ومعها شبكات التواصل الاجتماعي، خبر شراء وزارة الصحة لسيارة لاند كروزر، ثمنها أربعة ملايين جنيه، وخصصتها لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، وكان طبيعياً أن يعمل الجميع على موجة التناقض، بين ما يجب على الحكومة من تقشف، وبين إسراف أحد وزرائها بهذا الشكل المستفز، فتجلت أمامنا أزمات غياب الشفافية، والمصداقية، والحس السياسي، والمستمرة معنا منذ سنوات طويلة، في مواجهة حكوماتنا المتعاقبة.

 

فمن ناحية الشفافية، لم يهتم الوزير، أو متحدثه الرسمي الدكتور خالد مجاهد، لم يهتما بسبق الإعلان عن دخول هذه السيارة الخدمة، موضحين مصدرها، وأسباب تواجدها، وشكل استخدامها، وهو ما وضعهما بعد ذلك، ورغماً عنهما، في وضعية الدفاع عن النفس، في مواجهة هجوم وسائل الإعلام، فانتقلا بنا إلى أزمة المصداقية، خاصة وأن التصريح الأولي لمجاهد اقتصر على نفي الخبر، ودون الدخول في تفاصيل، ثم بعد ذلك، وفي مواجهة الضغط المتزايد من الرأي العام، أفاض المتحدث الرسمي موضحاً، أن منظمة الصحة العالمية، أرسلت منحة مجانية، لقطاع الطب الوقائي بالوزارة، للإشراف على برنامج التطعيمات بكافة المحافظات، وأن هذه المنحة شملت سيارتين لاند كروزر موديل 2017، و13 سيارة دوبل كابينة، و2 ميكروباص، وزاد موبخاً، فطالب وسائل الإعلام بتحري الدقة فيما ينشر، واستجلاء الحقيقة منعاً لإثارة البلبلة!!.. لا يا شيخ!!.

 

أما عن الحس السياسي، فدائماً ما تنجح حكومتنا، ورئيسها، وأعضاؤها، ومتحدثوهم الرسميون، في إثبات أنهم مجرد موظفين، غير قادرين بأي حال من الأحوال، على فهم شغلهم جميعاً لمناصب تحمل ضمن ما تحمل الطابع السياسي، مما تغيب معه قدرتهم على قياس ما يصدر عنهم من أقوال، أو أفعال، أو حتى ردود أفعال، فلا يكون هناك مجال في واقعة كهذه إلا فتح الباب للقيل والقال، وإهدار الوقت والطاقات فيما لا يفيد، ومع إحراج رأس الدولة، الذي يؤكد في كل وقت على مباديء العمل، والإنجاز، والتقشف، وترشيد المصروفات، والشفافية، والنزاهة، وطهارة اليد، وغيره، وغيره، فلا تملك إلا أن تندهش متسائلاً مستنكراً.. إلى متى نعتمد منهج التكنوقراط، الموظفين، في تشكيل حكوماتنا؟!.. فإن لم يكن هذا وقت حكومة سياسية في المقام الأول.. فمتى يكون؟!.. وإذا كان هناك وزير، من نوعية وزير الصحة، لا يرتبط ذكره إلا بأزمات.. فلماذا يستمر؟!.   

        

 

 

 

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE