شريف عبدالفهيم يكتب: آخر كلمة ”ارتحتم”شريف عبدالفهيم يكتب: آخر كلمة ”ارتحتم”

 

 

لم أكن متفائلاً بعد أن رأيت وشاهدت ما يحدث في الإعلام طوال شهر رمضان من التركيز على لاعبي المنتخب وإدخالهم في هوجة الإعلانات التي لم يستفد منها غير اتحاد الخراب (الكرة سابقاً)، وبعض اللاعبين الذين أخذوا الملايين من وراء هذه الحملات الإعلانية التي كلما رأيتها كنت أدعو الله أن يسترنا في روسيا وألا نخرج بفضيحة مدوية، وعندما سمعت عن سفر العديد من الفنانين والفنانات تذكرت ما حدث في مباراة المنتخب القومي ومنتخب الجزائر الفاصلة في الخرطوم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، والتي خضناها وكل الشعب المصري على يقين أننا متأهلون إلى النهائيات، وسافر الفنانون والمنافقون والمستفيدون من هذه الأحداث لكي يحتفلوا مع المنتخب بالتأهل فكانت العودة بأذيال الخيبة، لكن ما شغلني هنا هو هذه الحملة الشرسة التي قادها اتحاد الكرة ومجموعة المنافقين والمتنطعين لإلهاء لاعبي المنتخب عن التركيز في المباريات وإبعادهم عن الجو العام للبطولة وذلك بإدخالهم في هذا الكم غير الطبيعي وغير المعقول من الإعلانات لشركات الاتصالات كلها بلا استثناء، مما أدى إلى نتائج كارثية.

زد على ذلك المشاحنات التي كانت تجري بين أعضاء الـ»جبلاية» حول الفوز بأكبر نصيب من تورتة الوصول إلى نهائيات المونديال، فكل واحد منهم كان لا ينظر إلا إلى مصلحته فقط أو يحاول تصفية حسابات قديمة مع عضو آخر.

ما حدث قبل المونديال كان ينبئ بما حدث في المونديال نفسه، فتركيز الإعلام على لاعب واحد فقط وضع كوبر تحت ضغط إشراك محمد صلاح في مباراة روسيا رغم عدم جاهزيته وهذا وضح في المباراة حيث كان صلاح في حالة غير طبيعية ولم يكن بالمستوى المعروف عنه رغم أن وجوده أرهب لاعبي روسيا في الشوط الأول إلا أنهم فطنوا لتلك الحالة في بداية الشوط الثاني فتخلوا عن خوفهم وكانت النتيجة أن أصاب مرمانا ثلاثة أهداف في ربع ساعة فقط.

لا أعرف إلى متى سيظل الجميع يتدخل فيما لا يعنيه ولا يخصه، فكل الشعب المصري أصبح يفهم في كل شيء، إذا تكلم في الاقتصاد تجدهم خبراء، وإذا كان الحديث عن الكرة أصبحوا مدربين، ودائما تكون النتيجة كارثية فوق رؤوسنا.

يارب تكونوا ارتحتم بعد ما خرجنا بفضيحة.