الأموال
الثلاثاء، 7 مايو 2024 05:06 مـ
  • hdb
28 شوال 1445
7 مايو 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

عاجل

التحليل الاقتصادي لظاهرة العنف الديني

الأموال

تزايد الحديث مؤخرا عن الجماعات الإرهابية التى تتخذ من الدين ستارا لها وما تقوم به من تفجيرات وأعمال عنف متعددة هنا وهناك، وكثرت التفسيرات المقدمة لنشأة وتطور هذه التنظيمات. ومن بين المحاولات لفهم العنف الذى يتخذ من الدين ستارا الدراسة التي قدمها "توماس ستروبهار"  أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة هامبورج، تحت عنوان: "التحليل الاقتصادي للدين ولظاهرة العنف الديني"يحاول فيها أن يفهم العنف الدينى من مدخل اقتصادى.

 ينطلق الكاتب من فرضية مؤداها أنه إذا استطعنا فهم السبب وراء تزايد النشاطات الدينية، فإنه يمكن الوصول إلى الحلول التي يمكن تطبيقها للحد من ظاهرة العنف الديني. وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، أولها يدور حول تكذيب النظريات العلمانية، والثاني يتناول اقتصاديات الدين، فيما يشرح الجزء الأخير اقتصاديات العنف الديني.

تراجع العلمانية فى مواجهة التدين:

ويؤكد الكاتب على أنه سادت بعض الاعتقادات إبان الحرب العالمية الثانية تنبأت بأن دول العالم الفقيرة سوف تتجه تلقائيا نحو العلمانية ويختفى تأثير الدين فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك للاعتقاد باتجاه هذه الدول نحو الاهتمام بالتعليم ومن ثم الاهتمام بالعلوم التطبيقية التى ستؤدى إلى انتقاد العلوم الدينة، ولكن أيا من هذه التنبؤات لم يحدث، فزاد فقر الدول الفقيرة، واستمرت الأديان تلعب دورا كبيرا فى حياة مواطنيها إلى اليوم.

ويرى الكاتب أن الإنضمام للجماعات الدينية يشبه الانضمام للنوادى، حيث تقدم هذه الجماعات لأعضائها بعض الخدمات والمزايا فى مقابل التزام الأعضاء بمنهج الجماعة. وتختلف الأهداف وراء انضمام الأعضاء لهذه الجماعات، فالبعض يريد هدفا روحيا والبعض الآخر يريد هدفا دنيويا. وقد تتعارض أحيانا المصالح ما بيين قادة الكيانات الدينية والأعضاء، ويفضل الأعضاء الكيانات الدينية التى تعطى كل منهم وزنه، في حين يفضل القادة الكيانات الدينية الكبيرة التى تكسبهم القوة والثروة والمكانة.

التكنولوجيا الرقمية وزيادة العنف:

ويشير الكاتب إلى بعض التأثيرات التى أنتجتها التكنولوجيا الرقمية والعولمة على قادة وأعضاء الكيانات الدينية حيث قلت تكلفة نقل الأفكار من مكان لآخر، بالاضافة إلى أن التكتنولوجيا أعطت الأفراد حرية واستقلالية أكبر، علاوة على تسيهل التمدد الجغرافى للتنظيمات الدينية، ومكنت القادة من التواصل السريع مع الأعضاء والتحكم فى أحيان كثيرة فى سلوك الأعضاء حيث مكنتهم التكنولوجيا من سهولة نشر الأخطاء التى يقع فيها الأعضاء.

ويوضح الكاتب أن العوامل الاقتصادية مثل الفقر وتدني مستوى التعليم، ليست قادرة على تفسير لماذا قد يتجة الفرد إلى العنف؟ وبالتالي بدلاً من أن يُنظر إلى العنف الديني على أنه نتاج مباشر للفقر والجهل يجب النظر إليه باعتباره نتاج غير مباشر للظروف السياسية والشعور الدائم بالذل والإحباط. فالحرمان النسبي والتطلعات غير المتحققة وضعف الحراك الاجتماعي وقلة الدخل والفقر، كلها شروط مسبقة للعنف تدفع الأفراد نحو تصحيح ذلك الوضع الاقتصادي غير العادل. ولكن تبقى الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحدها غير كافية لتفسير عملية التعبئة نحو مزيد من العنف التي ظهرت لاحقاً، فوفقاً للدراسة فإن النمو الاقتصادي قد يدفع المجتمعات نحو مزيد من الرغبة في إعادة إحياء الدين. كما يرى أن ازدياد معدل العنف الديني هو نتيجة لاشتداد المنافسة بين مختلف الجماعات الدينية، والتي تجعلها في صراع دائم من أجل إبراز صورتها وجعل خدماتها أكثر جذباً للأعضاء لتحفيزهم على القيام بأعمال استثنائية.

ويشير الكاتب أيضا إلى أن الجماعات الأكثر نجاحاً هي تلك التي تقدم أيديولوجية متعصبة، وفكر أصولي، وتُعلي من قيمة الوحدة في مختلف نواحي الحياة بين أعضاءها مقارنةً بالجماعات الدينية الأكثر ليبرالية وقد تصبح النوادي الدينية أكثر نجاحاً إذا قامت بتقديم فرص لأعضائها للتدرج في الهيراركية الداخلية للجماعة والحصول على وضع وقيمة مميزة، خاصةً للأفراد الذين يفتقرون إلى ذلك في الدوائر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

خاتمة:

وفى الخاتمة يرى الكاتب أن هناك مجموعة من العوامل التى أدت إلى تزايد العنف فى الفترة الأخيرة ومن هذه العوامل:

  1. إن قادة الجماعات الدينية يستفيدون من الوضع الناتج عن العولمة حيث اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ليكتسبوا مزيداً من القوة والسلطة باستخدام الطرق الأكثر عنفاً وحدة، وذلك بأن يجعلوا الخدمات التي يقدمونها أكثر جذباً، خاصةً بالنسبة للأفراد الذين يعانون من تدني المستوى الاقتصادي والتهميش الاجتماعي والقهر السياسي.
  2.  أدت التكنولوجيا الرقمية إلى انتشار المعلومات سريعاً، فبات الشباب في المناطق النامية والفقيرة يعرفون أن ظروف المعيشة أفضل بكثير في مناطق أخرى مثل أوروبا والولايات المتحدة. وبغض النظر عن رغبتهم في تصحيح الأوضاع، فإن الشعور بالإحباط وعدم العدالة يشجعهم على المشاركة في أعمال العنف.
  3.  إن وسائل الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي مكَّنت الجماعات الدينية من الحصول على الاهتمام الذي ترغب فيه من خلال تغطية كافة أخبارها، فأصبح الاهتمام العام مقياساً لمدى نجاح وقوة وسيطرة تلك الجماعات. وتستخدم مثل هذه الجماعات اللغة التي يفهمها الشباب بدلاً من الخطابات التقليدية، فتقوم ببث مجموعة من الفيديوهات مثل تلك التي ينشرها تنظيم "داعش"، مستخدمةً أحدث تقنيات التصوير لجذب انتباه الشباب.  

 

 

اقرا ايضا:

«التضامن»: 147 ألف جنيه تعويضات مؤقتة لأسر ضحايا حادث العبور

مصر للطيران
التنظيمات الإرهابية العنف الدينى مدخل اقتصادى التكنولوجيا الرقمية الفقر والتهميش الاجتماعى

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE