محمد عبد المنصف يكتب : أزمة القوى العاملة في أفريقيا
يعمل 95% من شباب أفريقيا في وظائف غير رسمية نظرا لعدم قدرة الشركات الكبرى على استيعاب القوى العاملة من الشباب الذين يضطرون إلى القبول بفرص عمل متدنية كمصدر للرزق، وبخاصة في شمال أفريقيا.
وترجع جذور المشكلة إلى تدني مستوى خريجي الجامعات الأفريقية، وعدم تأهيلهم لسوق العمل حيث يقدر عدد الجامعات في القارة بنحو 746 جامعة لم يدخل منها ضمن التصنيف العالمي للجامعات سوى 6جامعات بدولة جنوب أفريقيا وثلاثة بمصر وجامعتين بالمملكة المغربية وجامعة واحدة بكل من نيجيريا وغانا وأوغندا وكينيا.
ولكي تقوم الجامعات الأفريقية بدورها في تأهيل الشباب لسوق العمل فلابد من تستوعب كل واحدة منها 200 الف طالب سنويا وهو أمر مستحيل، مما يعني أننا في حاجة إلي إنشاء ضعف هذا العدد من الجامعات حتي عام 2063.
الغريب أن أفريقيا تمتلك 1522مؤسسة تعليمية خارج الجامعات تخرج شبابا لا يملك سر الصناعة أو التجارة أو الزراعة، لذلك تظل القارة عاجزة عن تحويل مواردها الخام إلى منتجات قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية ولابد من ضخ استثمارات ضخمة في التعليم الفني والجامعي لتعليم اولادنا سر الصناعة.
فمن الطبيعي أن يعمل80% من القوى العاملة في قطاع الزراعة التي لا تتطلب مهارات خاصة حيث لوحظ أن 60% من الأطفال في شرق وجنوب أفريقيا لا يلتحقون بالتعليم، بسبب الفقر وعدم توفر المدارس القادرة على استيعابهم، ولابد لدول القارة من صحوة مجتمعية تتضمن دورا كبيرا للإعلام لشرح أبعاد المشكلة وتحويل تركيز الآباء من تعليم أولادهم بالجامعات الي التعليم الفني،خاصة صناعة البناء وورش الخراطة والكهرباء حتي يقبل الاولاد دون سن السادسة عشر علي الالتحاق بهذا النوع من التعليم بدلا من الهرولة نحو التعليم الجامعي الذي ينتهي بهم إلي سوق البطالة لا إلي سوق العمل.
إن أكثر من 90% من الأراضي الزراعية في أفريقيا تعتمد في ريها على مياه الأمطار وتحتاج لمشروعات قومية للتحول إلى نظم الري الدائمة، وادخال التكنولوجيا الحديثة في عمليات نقل وتداول وتخزين الحاصلات الزراعية التي يقدر حجم الفاقد منها بنحو 30% من المحصول نتيجة الاعتماد على الطرق البدائية في إدارة المزارع.
