الأموال
الإثنين، 29 أبريل 2024 03:39 مـ
  • hdb
20 شوال 1445
29 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د .احمد الملطاوى يكتب : تربية الأجيال بين العلم والمال

الأموال

يتذكر أبناء جيلي عندما كنا تلاميذ في المدارس كيف كان آباؤنا يشجعوننا على العلم والتعلم ، وكانوا يشجعوننا بكل الى ما يملكون من قوة ، لكي نصبح متعلمين ، وكان لديهم استعداد أن يبيعوا أغلى ما يمتلكون كي نتعلم ونحصل على شهادة علمية ، ورأينا كيف ينال صاحب هذه الشهادة الإجلال والتعظيم والاحترام ما لم يناله غيره من الشباب الذين لم ينالوا حظا من التعليم ، فنشأنا على أن العلم أولى من كل شيئ وأي شيء ، ووقرنا العلم والعلماء وكنا نردد دائما قول الله تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ).
لكن في أجيال تالية وحاضرة مع تطور التكنولوجيا والإيقاع السريع للحياة وكثرة المغريات أصبح الإنسان ماديا ينظر إلى من يملك المال بأنه الفائز ، وأصبح الآباء يوجهون أبناءهم إلى كسب المال ، بل يعقدون لهم المقارنات ويضربون لهم الأمثال بفلان الذي أصبح ثريا لأنه امتلك بيتا كبيرا وغيره الذي اشترى سيارة بثمن باهظ ، ولعلهم اكتفوا بذلك بل ذهبوا يشوهون صورة العلم ومن تعلموا وماذا جنوا بعلمهم وماذا فعلو بشهادتهم ، فأصبحت هذه الأجيال رافضة العلم وكارهة للتعلم .
ونجد بالتالي أن هذا الجيل حتى من تعلم منهم ومن حملة الشهادات وهم عدد غير قليل لا يذكر شيئا مما تعلمه ، ونجده يشبه الأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ، ذلك لأنهم أهملوا العلم ولم يعظموه باسطين أعينهم على المال ، فأصابهم التراجع والصدأ لما تعلموه وكأنه لم يكن ، وأصبحوا يلقون اللوم على معلميهم ،عجبا لقد صنعوا الجريمة وعابوا المجني عليه ليثبتوا أن من صنع ذلك بأبنائهم ليسوا هم .
إننا نؤمن إيمانا كاملا أن المال هو من أساسيات الحياة ، فلولاه ما استطعنا أن نبني البيوت ولا المدارس ولا الجامعات التي نتلقى فيها العلم ، بل نخرج جميعنا من داره ويغترب عن وطنه ليس إلا لجمع المال ، ورب العزة سبحانه جمع بين المال والولد فقال تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ووذكر الله تعالى حب الإنسان للمال فقال : ( وتحبون المال حبا جما ) فهذه طبيعة خلق الله التي خلق الإنسان عليها.
وفي المقابل نجد العلم أحد ركائز الحياة التي تؤدي إلى التطور والازدهار ولا قيمة للمال بلا علم وقد رفع الله شأن العلم ومن يتعلم فقال تعالى : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وحبب طلب العلم في دعائه وجعله رزقا كالمال فقال تعالى : ( وقل رب زدني علما ) ونجد دائما أن من تسلح بالعلم هو غني بذاته ورث ميراث الأنبياء في علمهم .
لذا وجب علينا أن نعلم أجيالنا أن بالعلم تستطيع أن تحصل على المال والمال وسيلة لبلوغ العلم والآمال وأن الإنسان إذا كسب قيمته بالمال ذهبت قيمته إذا ذهب ماله ، وأن صاحب العلم غني بالذات يرفع قيمة صاحبه ولا يتركه أبدا فهو حارس لك أما المال فأنت حارسه ، علموهم أن العلم طريق الأدب والدين والأخلاق وسبيل التقدم والعلا فكم دولة سمت وارتقت بالعلم وملكت به العالم وما به من ثروات
علموهم أن الحصول على المال رزق لا يفوتك أبدا وبالعلم والسعي سوف تنال ما قدره الله لك ،بالعلم تقدمنا وصنعنا والمال كان معينا لنا فيه ، أعيدوا لأجيالنا حب العلم والتعلم واحترام العلماء ، أنقذوا ما تبقى في قلوبهم التي قست وغفلت وجهلت في زمن مادي لا يؤمن إلا بالقوة والغلبة ناشرا الحقد والحسد ولا يؤمن بقيم ولا أخلاق .

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE