شريف عبد الفهيم يكتب : عيد بأية حال عدت يا عيد

نعم بأية حال عدت يا عيد، فاليوم كالأمس لا جديد فيه والغد كاليوم وإن كان الله وحده يعلم ما فيه، لكن كل الأيام يأتي تتشابه مع بعضها.

هذا هو العيد الثالث الذي يمر علي دون أن أرتب حالي في العمل لكي آخذ إجازة تى أستطيع ان أقضي اليوم مع أمي وإخوتي، هذا هو العيد الثالث الذي يمر عليَّ دون أن أتصل بأمي لأقول لها «كل عام وأنت بخير».

ثلاثة أعوام مضت دون أن أسمع فيها صوتها، تكالبت عليَّ الهموم والمشكلات، اكتشفت أن ما نطلق عليه السد العالي يتضاءل جداً أمام أمي التي كانت فعلاً كالجبل الأشم، تحمل عنا كل همومنا دون أن تتوجع ونحن لا نشعر بألمها، صدت عنا كل النوائب التي تسدد سهامها إلينا لتحمينا منها دون أن تئن أو تعلن تعبها.

ثلاثة أعوام يا أمي وأنت بعيدة عني، لم تدخلي مدرسة ولم تحصلي النزر اليسير من التعليم وأنا وصلت إلى أعلى المراحل لكني أفتقد حكمتك في التعامل مع الأمور وبعد أن كنت تجمعيننا بكلمة وتحلين مشاكلنا بلمسة حانية من يدك أصبحت أيدينا لا هم لها إلا أن تبعد الأخ عن أخيه والابن عن أبيه.

اليوم أصبحت يتيماً وأنا قد قاربت على الخمسين، اليوم أدركت أنك لا يمكن أن تعوضي ولو بعد ألف عام، اليوم صار كل شيء مهدماً، لم يعد لي أي طاقة لأن أواصل الطريق الذي كنت دليله لكل من ضل فيه سنوات طويلة حاولت يا أمي أن أشبهك في حكمتك وحزمك فلم أستطع فأنا عرفت من البداية أنني لن أصل إلى عُشر ما وصل إليه أبي فحاولت ان أكون مثل أمي ففشلت.

أمي، سلام الله عليك ارقدي في سلام ليكون عيدك في الجنة داعين الله أن يلحقنا بك وان يكون عيدنا بعد مماتنا معك أيضاً في الجنة.

كل عام والأمة الإسلامية بخير وسعادة ورخاء وكل عيد فطر سعيد عليكم جميعاً عسى الله أن يجعله عام خير وسعادة على الأمة الإسلامية جمعاء.