الأموال
الأحد 15 يونيو 2025 01:12 صـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

أسواق وريادة أعمال

اسرار مؤامرة اسرائيل على ارض الفيروز”سيناء”

  • أحلام ومعوقات التنمية في سيناء

برغم ما تمتلكه سيناء من موقع استراتيجي متميز و30% من سواحل مصر وثروات معدنية وحيوانية وزراعية ومقومات سياحية إلا أن عملية التنمية التي طالما طالبنا بها مازالت بعيدة المنال وبرغم من كون  التنمية الشاملة ومضاعفة الكتلة السكانية فى سيناء تشكلان خط الدفاع الرئيسى والأكثر فعالية عنها سواء فى مواجهة أى عدوان صهيوني، أو فى مواجهة قوى الإرهاب.إلا أننا لم نقم بما يجب فعله حتى الآن لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الاقتصادي.. فقبل ثورة 25 يناير 2011، كانت محافظة جنوب سيناء خالية من الفقر فى عام 2008/2009 وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، لكن الفقراء صاروا يشكلون نحو 7% من سكانها فى عام 2010/2011، بعد التراجع الكبير للتدفق السياحى والإيرادات السياحية فى تلك المحافظة بعد الثورة، علما بأنه المصدر الرئيسى للدخل فيها. وبالمقابل تراجعت نسبة الفقر فى شمال سيناء من 28% عام 2008/2009، إلى نحو 21% عام 2010/ 2011، وهو تراجع لا يرتبط بتطور النشاط الاقتصادى والتنمية، بل بالعائد الكبير من النشاطات الخارجة على القانون فى زراعة وتهريب المخدرات، وتهريب السلاح والسلع المدعومة. لكن الفقر عاد للتزايد بصورة أوسع نطاقا فى شمال سيناء بعد هدم عدد كبير من أنفاق التهريب وتوقف ما كان يتأتى منها من دخول غير مشروعة.إن هناك العديد من المشروعات التي يجب القيام بها لتكون خط الدفاع الأول عن سيناء دون الاعتماد على لحل العسكري الأمني فزيادة الكتلة السكانية والمشروعات الكبيرة هي الحل الأمثل مواجهة العدوان علي سيناء ..

كما أن  التقديرات تشير إلى هناك أكثر من نصف مليون فدان قابلة للزراعة فى وسط وشمال سيناء والتى ينبغى التركيز عليها وإعطاؤها أولوية على أى مشروع آخر للتوسع الزراعي، وأن عملية التنمية الشاملة يمكن أن تضيف لسكان سيناء نحو مليون نسمة فى ثلاثة أعوام كخطوة أولى لرفع الكتلة السكانية بسيناء لأضعاف هذا الرقم كآلية رئيسية للدفاع عن شبه الجزيرة المصرية ضد النزعات العدوانية للكيان الصهيوني، وضد قوى الإرهاب.

 

  • أطماع إسرائيل في سيناء لم تنته

 

من النيل إلى الفرات .. »حلم خبيث راود أحلام زعماء الحركة الصهيونية . إلا أنه فشل وتحطم على يد الجيش المصري العظيم الذي وقف حائلا ضد محاولاتهم المتكررة لاحتلال الأراضي المصرية .إلا أن الأطماع الإسرائيلية في سيناء مازالت عالقة في أذهان العديد من المتطرفين الصهاينة واليهود ممن استحلوا القتل وسفك الدماء والسرقة ونهب الغير. فبعد اندلاع ثورة 25 يناير خرجت أصوات من داخل إسرائيل تدعو إلى احتلال سيناء من جديد تحت زعم الحفاظ على أمن دولة الاحتلال حيث نشر مركز »بيجن  السادات« للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان (قرب تل أبيب)، دراسة تحت عنوان »الثورات العربية 2011 والأمن القومي الإسرائيلي«، جاء فيها أن »الثورة المصرية بجانب الثورات العربية وإيران خلقت وضعا أمنيا هو الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل منذ نهاية الحرب الباردة، وأن الجو الأمني في إسرائيل هو الأسوأ الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى من العقدين الماضيين«. وقالت الدراسة التي أعدها مدير المركز، البروفيسور أفرايم عنبار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، إن إسرائيل »ستضطر في ظل ظروف معينة إلى استعادة أجزاء من شبه جزيرة سيناء في ظل حكم الرئيس المصري الجديد، د. محمد مرسي، في حال استمر تدهور الوضع الأمني هناك بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك«.

ووصفت الدراسة الوضع الأمني في سيناء على إسرائيل بـ»المريع«، زاعمة أنه منذ سقوط نظام مبارك قبل عام أصبحت شبه جزيرة سيناء منطقة ينعدم فيها القانون ويسهل للمسلحين العثور على ملاذ لهم، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى تشديد الإجراءات الأمنية على طول الحدود المصرية. وقالت الدراسة إن البيئة الأمنية المتغيرة حول إسرائيل قد تدهورت، زاعمة أنه على الرغم من هذا فإن إسرائيل تبقى دولة قوية، وأن الفرق بين قوة إسرائيل وجيرانها هو أكبر من أي وقت مضى، حيث تسمح لإسرائيل بمواجهة معظم التحديات وخوض الكثير من المعارك في وقت واحد بمفردها.

الأمر لم يقتصر على مجرد دراسات داخل معاهد بحثية بل وصل إلى دعوات حاخامات متطرفين وقادة عسكريين سابقين .فخرج علينا الحاخام الإسرائيلي المتطرف يسرائيل آريئيل حاخام مستوطنة يميت الإسرائيلية بدعوى إلى بإعادة احتلال سيناء فورا، وزرعها بالمستوطنين اليهود، قائلا : »لن ننسى أن سيناء جزء خداع الذات، فلن ينهض شعب إسرائيل إلا باحتلال سيناء، وضمها لأراضينا تنفيذا لوصايا الرب.في الوقت الذي صرح فيه اللواء حييم آراز ز  الإنسحاب الإسرائيلي بعد هزيمتهم في حرب أكتوبر عام 73 ، أنه قام بعملية الإخلاء في الصباح الباكر، وفي نفس اليوم جلس مع زملائه في الجيش يعدون خطة لإعادة احتلال سيناء. وأضاف اللواء آراز »بعد مرور كل هذه السنوات على انسحاب الجيش الإسرائيلي تماما من سيناء، يبدو أن أحلام السلام تنهار، وأننا نندفع بسرعة نحو مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الإسرائيلية. يجب أن نزيل الغشاوة من عيوننا، لنعلم أننا عشنا سنوات من خداع الذات.

  • مخططات قديمة لتوطين الفلسطينيين

هناك بالفعل مشروع حقيقى تبنته إسرائيل، وطرحته على مصر،ورفض رفضا قاطعا وللأمانة رفضه نظام مبارك ..  بينما رحبت به السلطة الفلسطينية، والمشروع معروف باسم تبادل الأراضي .. وضعه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلى السابق وتم إقراره من »الكنيست«، الإسرائيلي فى التسعينيات، وأعيد طرحه مرة أخرى أثناء تنفيذ شارون للانسحاب الأحادي من غزة وينص على إقامة الدولة الفلسطينية بعيداً عن الضفة الغربية، فيكون جزءا رئيسيا من الدولة الفلسطينية فى قطاع غزة ومساحته 365 كيلو مترا، ثم تستكمل إلى 1000 كيلو متر مربع، على حساب الأراضى المصرية، وهو ما وجد هوى لدى كثير من القيادات الفلسطينية، وبدأت تسعى لتنفيذه، مقابل أن تحصل مصر على المساحة نفسها المستقطعة منها فى صحراء النقب، ضمن ما عرف حينها بمشروع »تبادل الأراضى« وجاء نظام الأخوان وبدء الحديث عن المشروع من جديد ويقال أنهم كانوا على استعداد لتنفيذه رغم نفي قيادتهم وبعد 30 يونيو دهست مصر بالحذاء هذا المخطط الإسرائيلي الذي كان يلقى ترحيب من الأمريكان.

 

  • أنفاق الموت والحياة

بدأت ظاهرة الأنفاق على الحدود المصرية وقطاع غزة وفقا للمصادر الفلسطينية منذ عام 1982، حيث كانت تستخدم لادخال مواد وبضائع متنوعة من مصر إلى القطاع لكن الظاهرة تعاظمت بشكل مبالغ فيه بعد يناير 2006، وفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وخاصة بعد فرض الحصار الكامل على حكومة غزة عقب فرض الحصار برياً وبحرياً وجوياً على قطاع غزة أصبحت شبكة الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية بمثابة شريان حياة للقطاع المحاصر منذ حوالي سبع سنوات وتحت سيطرة حركة حماس .ولضبط عمل هذه الشبكة من الأنفاق باعتبارها قنوات رئيسية للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة؛ قامت حكومة حماس في غزة بإنشاء هيئة خاصة لتنظيم عمل هذه الأنفاق؛ تابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني . إلا أن هذه الانفاق التي غدت شريان الحياة لأهل غزة تحولت من خلال عصابات مافيا وتهريب السلاح والأفارقة والمخدرات إلى أنفاق موت في مواجهة الشعب المصري .ومن خلالها تم تنفيذ العديد من عمليات تهريب البضائع المدعومة من أدوية ومواد غذائية ومواد بترولية وتخزينها داخل بيارات وتهريبها عبر شبكات التهريب عبر الانفا ق مما أضر بالاقتصاد والمواطن المصري البسيط.كذلك عمليات تهريب الأفارقة من السودان واريتريا عبر الدروب الصحراوية داخل حاويات نقل الوقود بل وفي بعض الأحيان قتلهم وبيعهم في شكل قطع غيار بشرية .والأخطار من ذلك قيام مافيا تهريب السلاح والمخدرات في سيناء وغزة وإسرائيل بعمليات تهريب أسلحة مضادة للطائرات والدبابات .لتأتي الطامة الكبرى بختباء العديد من العناصر التكفيرية داخل جبل الحلال ومناطق بشمال سيناء وتنفيذها عدد من العمليات الإرهابية التي أصبحت تهددت الأن القومي المصري.

وتشير الكثير من التقديرات الأمنية والاقتصادية إلى أن كمية الأنفاق العاملة بين سيناء وغزة ليست مسبوقة في تاريخ المنطقتين من قبل، حيث لم يعرف القطاع منذ نشأته أنفاقاً بهذه الكمية والعدد، توصل لسكانه كل ما يريدون من احتياجات، بحيث أنها زادت عن 1200 نفق ومنذ أواخر 2009، طرأ تكبير وتوسيع لها من تحت الأرض، لتلائم أنفاق دول كبرى، حيث توجد أنفاق تصنع من الباطون، تمشي فيها شاحنات ممتلئة بالبضائع والمحروقات، بصورة متاحة بدون أي إزعاج من أحد! ويبدو من تقرير أعدته المخابرات الإسرائيلية، تسربت بعض فقراته إلى وسائل الإعلام، أن قطاع غزة يشهد حالة رائجة من صناعة الأنفاق، وتضم في صفوفها ما بين 20-25 ألف عامل، من على كلا جانبي الحدود المصرية الفلسطينية، ويبلغ حجم البضائع وتكلفة المنتجات التي يتم تهريبها من مصر إلى غزة مليار دولار سنوياً!

الجيش المصري وتدمير الأنفاق

بذلت قوات المسلحة المصرية جهد كبيرا خلال العامين السبقين في محاولة للتصدي أخطار الأنفق المخترقة للسيادة المصرية والتي يتم من خلالها تهريب السلاح والرقيق والمخدرات والجماعات الإرهابية التي تقوم بعمليات ضد الجيش والأهداف الحيوية المصرية ومن خلال  استراتيجية متكاملة »تكفل القضاء نهائيا عليها«، من خلال إقامة منطقة مؤمنة على امتداد الشريط الحدودي تم التصديق عليها خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الدفاع الوطني واجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي عقد في أعقاب الهجوم التفجيري الأخير بسيناء.وكانت قوات الجيش المصري قد أعلنت عن تدمير جميع أنفاق تهريب التي شيدتها حماس ، وذلك ضمن حملة أمنية شرعت بها قبل نحو عام، وقد تم تدمير حسب الإحصائيات المصرية تدمير 1845 فتحة نفق من الجانب المصري.

ويلجأ بالعادة الجيش المصري إلى تفجيرها أو ردمها بالأسمنت من جانبه أعلنت إسرائيل أن هذه العملية تشكل تهديد لأمن الإسرائيلي حيث نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقرير يقول إن سلاح البحرية الإسرائيلية، يواجه تحديات كبيرة ومحاولات متكررة للتهريب عبر شواطئ غزة، وذلك بعد أن دمر الجيش المصرى معظم الأنفاق.

 

 

  • إسرائيل وحرب الذلة والانكسار

 

لم تنس إسرائيل الدور المصري في حرب فلسطين 48 ثم إغلاق الملاحة في وجه سفنها العابرة للقناة وما أن أعلن الرئيس المصري جمال عبدالناصر قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس حتى سارعت برسم خطة الهجوم علىىمصر بمشاركة انجلترا وفرنسا وعلى الفور نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب. فأصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كم من ضفتي قناة السويس مما يعني فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بورسعيد ومنطقة قناة السويس إلا أن الجيش المصري لم يحاصر لأن قطاعاته كانت قد انسحبت. كان واضحاً أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث فأصدر  الاتحاد السوفيتي  إنذاراً بضرب لندن وباريس بالصواريخ الذرية وكانت خديعة لعبدالناصر حتى يقع في الفخ وأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفوري من الأراضى المصرية. وانتهت الحرب بفضيحة كبرى وخرج عبد الناصر منتصراً سياسياً ظاهرياً ولكن العدوان قد حقق أهدافه بنشر قوات طوارئ دولية في سيناء.. في 5 يونيو 1967م بشن هجوم على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن، واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف ، وفى ذلك الوقت توفى عبد الناصر »في سبتمبر 1970...تولى الزعيم أنور السادات الحكم ولقن العدو الإسرائيلي درسا قاسيا في السادس من أكتوبر لخصه مشهد وزير الحربية الإسرائيلي المهزوم موشيه ديان عندما خرج على شعبه منكس الرأس يتحدث عقب اندلاع حرب أكتوبر عن قسوة الحرب فيقول إنها حرب صعبة للغاية، والمواجهات قوية ومريرة لقواتنا البرية والجوية.. هذه الحرب ثقيلة بأيامها ودمائها.. في حرب 67 أبلغنا أهالي الضحايا بعد الحرب، وعندما انتهت الحرب تمكنا من الحداد على أرواح شهدائنا لكننا الآن في خضم المعركة ونعجز تماما عن التعبير عن مدى حزننا لفقد شهدائنا ، ولابد أن نستمر في القتال بشجاعة وكأننا نقاتل من أجل بقائنا ، لأننا بالفعل نقاتل من أجل بقائنا . .إلا أن النهاية كانت انهيار صورة المقاتل الإسرائيلي الذي لا يقهر ليس فقط في عيون الإسرائيليين بل في عيون العالم كله على يد المقاتل المصري  .. دخل الرئيس أنور السادات دخل في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي لإيجاد فرصة سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، فوافق على معاهدة السلام التي قدمتها إسرائيل كامب ديفيد في 26 مارس 1979 بعد أن مهدت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل في 1977، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تماما في 25 أبريل 1982 بانسحابها مع الاحتفاظ بشريط طابا الحدودي واسترجعت الحكومة المصرية هذا الشريط فيما بعد، بناء على التحكيم الذي تم في محكمة العدل الدولية فيما بعد.

 

  • الإرهاب في سيناء

 

في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 نشطت مجموعات إرهابية مسلحة اتخذت من سيناء مقرا لها بعد أن تسللت عبر الدروب الصحراوية والأنفاق خلال فترة حكم مبارك وما بعدها وأصبحت تشكل تهديدا أمنيا على مصر وشعبها ومن هنا أخذت القوات المسلحة كعادتها عبء الدفاع عن هذه البقعة الغالية من الوطن هذه مرة ليست من العدوان الإسرائيلي وحده بل ومن أعوانه من الجماعات الإرهابية المدعومة من عدد من الدول الأجنبية التي تسعى بكل قوة إلى إسقاط مصر بعد إسقاط العراق وليبيا واليمن وإشعال سوريا لتكون مصر هي الجائزة .. تعددت العمليات الإجرامية الآثمة من قبل الجماعات الإرهابية إلا أن أبرز وأعنف هذه العمليات وأكثرها خسة ما نفذ في  السابع عشر من رمضان وبينما يرفع 16 جنديا مصريا أكف الضراعة لله ليتقبل صيامهم أمطرتهم أيادي الإرهاب الأسود بوابل من النيران لتروي دماء الصائمين أرض سيناء من جديد في هذا الشهر الكريم الذي شهد انتصارهم في أكتوبر المجيد . ولم يمض على هذه العملية الإجرامية التي تركت بالمواطن المصري جرحا غائرا مازال ينزف حتى استعادة حق أبناءه، لنفاجأ في مايو الماضي بقيام ملثمين مسلحين يستقلون سيارة دفع رباعي بإيقاف سيارتي أجرة قادمتين من رفح واختطاف 7 جنود مصريين. وتضطر الدولة للدخول في عملية تفاوضية مع هذه الجماعات لإطلاق سراح جنودنا.. لتأتي عملية أخرى لا تقل بشاعة عن المذبحة الأولى والتي استشهد فيها 25 جنديا مصريا من قطاع الأمن المركزي في أغسطس الماضي .. لتجد مصر وقواتها المسلحة نفسها أمام مواجهة عدو أضر بأمنها القومي وانتهك سيادة أراضيها وقتل أبناءها وهاجم قواته في سيناء، ولم يكن أمامها إلا أن تقرر مواجهته بمطاردة العناصر التكفيرية وهدم الأنفاق التي تتم في عمليات تهريبهم وتهريب السلاح .ليواصل الجيش المصري مواجهاته للعمليات الإرهابية التي نفذتها أيد خسيسة ضد جنودنا في سيناء. كانت آخرها عملية تفجير نقطة  القواديس بالعريش والتي راح ضحيتها 33 جنديا وضابطا مصريا.

 

  • الأهمية الاستراتيجية لسيناء

 

لعبت سيناء أدواراً تاريخية هامة ،عادت آثارها على مصر والمنطقة العربية برمتها , فقد كانت مجالاً خصباً للهجرات البشرية وممراً تجارياً هاماً يربط آسيا بأفريقيا وطريقاً لغزوات حربية عديدة اتجهت من مصر واليها، إضافة الى ما لسيناء من حظوة دينية خاصة ... فقد كانت سيناء المعبر الذي سلكته الهجرات البشرية القديمة بين مصر وآسيا بحكم موقعها كممر يتجه الى مناطق الجذب الاقصادي في دلتا النيل , مما أدى الى انتشار الثقافة العربية في مصر على نطاق واسع ... وإذا تم وضع المدخل الشمالي الشرقي لسيناء تحت عدسة مكبرة، فسوف يتضح أن مثلث  سيناء هو العقدة التي تلحم إفريقيا بآسيا ، وأن المثلث الشمالي منها، والذي يحده جنوباً الخط من السويس إلى رفح تقريباً، هو حلقة الوصل المباشرة بين مصر والشام. وبمزيد من التحديد، فان المستطيل القاعدي الشمالي، الواقع إلى الشمال من خط عرض 30ْ تقريباً، هو إقليم الحركة والمرور والوصل، في حين أن المثلث الجنوبي أسفل هذا الخط، هو منطقة العزلة والفصل. الأول يحمل شرايين الحركة المحورية والحبل السري بين القارتين، والثاني هو منطقة الطرد والالتجاء التي آوت إليها بعض العناصر المستضعفة أو المضطهدة  ..ولما كان طريق الخطر الخارجي البري إلي مصر هو الشام أساساً ، وكانت سيناء تحتل النقطة الحرجة بين ضلعي الشام ومصر اللذين يكونان وحدة استراتيجية واحدة، أصبحت سيناء طريق الحربس          ً، عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ عشرات، وربما حرفياً مئات، المرات إيابا وذهاباً. (تحتمس الثالث وحده عبر 17 مـرة !)..و تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية، وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلو متر مربع  ويسكنها 554,000 نسمة. وتلقب بأرض الفيروز.مركزها الإداري والحضري مدينة  العريش. وتنقسم إلى محافظتين جنوب سيناء وعاصمتها الطور وشمال سيناء وعاصمتها العريش ،توجد بها أعلى جبال مصر وأهمها جبل موسى 2.285 متر وجبل سانت كترين 2.638 متر (أعلى جبال مصر). تملك سيناء وحدها نحو 30% من سواحل مصر بحيث أن لكل كيلو متر ساحلي في سيناء هناك 87 كيلو متر مربع من إجمالي مساحتها مقابل 417 كيلو متراً مربعاً بالنسبة لمصر عموماً وخلف كل كيلو متر مربع من شواطيء سيناء تترامي مساحة قدرها 160 كيلو متر مربع مقابل 387 كيلو متراً مربعاً بالنسبة لمصر في مجملها.. عبرها الهكسوس في غزه وقطعتها جيوش تحتمس الأول في طريقها الى دجلة وجيوش رمسيس لتأديب الحيثين. إجتازها قمبيز الفارسي فاستولى على مصر عام 525 ق . م .وفي عهد البطالمة سارت الجيوش من مصر الى فلسطين متخذة من سيناء ممراً لها .زحف منها الإسكندر الأكبر نحو مصر وتحرك جيش المسلمين من رفح متجهاً الى مصر وعندما أراد الصليبيون في آواخر 1117 م إخضاع مصر، كانت سيناء طريقهم فتحرك صلاح الدين الأيوبي في نفس العام الى سيناء ليؤدي تحركه داخلها الى هزيمة الصليبين فيما بعد . كما خرج الملك المظفر عبر سيناء لملاقاة التتار بفلسطين ليوقع بهم هزيمة حاسمة . كما اجتازها جيش مصر بقيادة إبراهيم باشا عام 1831م نحو الشام وواصل سيره عبر الأنضول الى الإستانة على أثر إندلاع الحرب العالمية الأولى ( 1914  1918م ) دارت العديد من المعارك بين الجيوش البريطانية والتركية. ورأى الألمان في قناة السويس هدفاً استراتيجياً.. خلال الحرب العالمية الثانية.. لقد شهد التاريخ الحديث في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر سنة 1973م عبور الجيش المصرى قناة السويس وتحطيم خط بارليف والدخول الى أرض سيناء الحبيبة التى ارتوت بدماء جنود مصر وشعب سيناء البطل بهذا تتضح أهمية سيناء الحربية في نطاق سلسة الحروب العربية الإسرائيلية 1948 , 1956 , 1967 , 1973م- وهو ما يضيف إلى سيناء أهمية كبرى سواء من الناحية الاستراتيجية أوالجيوسياسية .

 

  • بطولات أهالى سيناء

يشهد التاريخ ويسجل الزمن ،وطنية أهل سيناء الصادقة لبلدهم مصر ، وأنهم كانوا منذ القدم بمثابة الخط الأول للدفاع عنها بدمائهم الذكية وأرواحهم الطاهرة ، وذلك بداية من غزو وطرد الهكسوس حتى الحروب الحديثة مع إسرائيل وإذا ذهبنا لعرض بعض من بطولاتهم المشرفة لوجدنا الكثير التي يحفظها المصريون عن ظهر قلب ، ونذكر منها موقفهم في مؤتمر الحسنة  الذي عقد بمحافظة سيناء عام 1968 بحضور وكالات الأنباء وممثلي الصحافة العالمية - بترتيب من إسرائيل عندما ارادت إيهام العالم الخارجي بأن أبناء سيناء يرفضون تبعيتهم لمصر  ومن ثم إعلان ذلك على لسان مشايخ سيناء الذين سايروا إسرائيل على ذلك حتى تم عقد المؤتمر ،ففاجأوا الإسرائيليين أنفسهم برفضهم لمشروع تدويل سيناء ، وعزلها عن مصر،ومؤكدين بأن سيناء كانت ولا تزال وستظل جزءا غاليا من ارض مصر، مما أدى الى قيام السلطات الإسرائيلية بإجراءات قمعية عنيفة ضد السكان واعتقال120 من المشايخ والمواطنين والفدائيين المصريين من أبناء سيناء وترحيل العشرات منهم خارجها.. وهذا المؤتمر ما هو إلا حلقة من حلقات عديدة تجلت خلالها بطولات أهل سيناء ،وما قدموا إلي بلدهم مصر من تضحيات وبطولات.. وإلي أي مدي جسدت هذه التضحيات الانتماء الحقيقي لتراب الوطن..فهناك إضراب أغسطس عام 1967،والذى كان أول عمل منظم ضد الاحتلال،تلاه القيام بعمليات فدائية ضد معسكرات وقوات الاحتلال بسيناء ،شملت مقر الحاكم العسكري ومطار العريش والمستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت بالعريش والشيخ زويد ورفح وجنوب سيناء حيث تم تنفيذ أكثر من 700 عملية فدائية ألحقت خسائر كبيرة بالعدو,وقدم أبناء سيناء أغلي وأعز ما يملكون لوطنهم... وبعيداً عن الشعارات والمزايدات الإعلامية ،ظهر الانتماء الحقيقي لأهل سيناء سواء في حرب الاستنزاف،أو في نصر أكتوبر 73 ،وما قبلهما في نكسة 5 يونيو .1967.. وفي حرب أكتوبر.. أبلغ أهل سيناء عن تحرك طابور طويل من الدبابات وسط سيناء.. قادم من ميناء العريش،وفي أقل من 5 دقائق.. قامت الطائرات المصرية بدك هذا العدد الهائل من دبابات العدو.. مما أذهلت المفاجأة القيادة الإسرائيلية.. وكان السؤال الحائر: كيف عرف الجيش المصري بهذا التحرك لحظة خروجه من ميناء العريش.. ومن جانبها بدأت إسرائيل البحث عن ترددات أجهزة الإرسال التى تعمل في سيناء.. وبالفعل اكتشفت إسرائيل هذه الأجهزة حيث رصدت ترددات بثها.. وحددت أماكنها،ومن ثم ألقت القبض علي 64 شخصا من أهالى سيناء.. ونقلتهم إلي تل أبيب.. حيث وضعوا في سجونها.. تحت أصعب وأقسي وأبشع صنوف التعذيب والإذلال والقهر.. وعاملتهم معاملة جواسيس,لنقلهم معلومات عسكرية عن الجيش الإسرائيلي لمصر- في زمن الحرب ، وأصدرت المحاكم الإسرائيلية أحكاما لأكثر من 150 سنة علي أبناء سيناء ، وبعد ذلك طلب الرئيس السادات من القيادة الإسرائيلية الإفراج عن هؤلاء الأبطال إيمانا واعترافا بقيمة وعظمة الدور الوطني المخلص الذي قدموه لوطنهم مصر.. واستقبلت مصر أولادها استقبال المنتصرين.. وأقاموا لهم الزينات ورفعوا الأعلام.. في أروع وأعظم استقبال، يليق ببطولاتهم المشهودة وتضحياتهم النبيلة .

 

 

  • تحديات الأمن القومي في سيناء

 

الأمن القومي للبلاد هو القدرة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار لتحقيق التنمية الشاملة للدولة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيدلوجية والعسكرية والبيئية و« المعلوماتية« في الدولة ضد كافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية سواء إقليمية أو عالمية لتحقيق الأهداف القومية للدولة . وعليه فإن تحديات الأمن القومي في سيناء؛ تثير الأبعاد السابقة بلا استثناء، فالبعد العسكري يتمثل في أن سيناء تتماس تماسًّا مباشرًا مع الحدود الإسرائيلية. وبالرغم من أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، فإن إسرائيل ما زالت في العقيدة العسكرية المصرية تمثل العدو الأول لمصر. وفي هذا السياق هناك مشكلات تتعلق بتحديد حجم ونوعية التسليح للقوات المسلحة المصرية في سيناء التي قسمتها المعاهدة إلي ثلاث مناطق: أ، ب، ج. ومعنى ذلك أن هناك، عمليًّا، انتقاصًا من القدرة المصرية على التصدي العسكري الفعال إزاء أي هجوم إسرائيلي. ..أما البعد الاقتصادي، الذي يتمثل في قدرة الدولة على إشباع الحاجات الأساسية للمواطنين، فيثير عجز الحكومات المصرية المتعاقبة عن وضع خطة متكاملة لتنمية سيناء، ومعنى ذلك تهميشها؛ مما أثر على نوعية حياة المواطنين المصريين من بدو سيناء. أما البعد الاجتماعي، الذي يعني بدرجة التجانس الاجتماعي بين الطوائف المختلفة، فيبدو أن هناك علامات تدل على أن بدو سيناء -سواء فى الإعلام أو بالنظر للسياسات الحكومية- لم يوضعوا في الاعتبار، باعتبارهم سيكونون عنصرًا أساسيًّا من البنية الاجتماعية المصرية.

 

  • تهجير قسري أم تدبير أمني

 

يقول د. مساعد عبد العاطي أستاذ القانون الدولي بجامعة حلوان: الخلط بعض وسائل الاعلام المصرية في هذه الآونة بين التوصيف القانوني لجريمة التهجير القسري للسكان المدنيين وبين التدابير التي تقوم بها الدول لحماية امنها القومي وبالتبعية حماية أمن وسلامة مواطنيها، ولا يدر البعض التبعات القانونية والسياسية المترتبة علي ذلك الخلط بين المفهومين: فنجد أن جريمة التهجير القسري للسكان المدنيين هي احدي جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في الأبعاد او النقل غير المشروع، وترتكب هذه الجريمة تحت إكراه مادي ومعنوي حال يخلق حالة من الفزع والرعب في قلوب هؤلاء السكان مما يجبرهم علي الهجرة القسرية، ويكون غالبا يتسم التهجير بالطابع المؤبد غير المؤقت، وقد يصدر أحد أطراف النزاع بيانا للسكان يطالبهم بالهجرة من أماكنهم عنوة وخير مثال ماحدث لمسيحيي العراق والإيزيديين علي يد داعش الإرهابية، أما ما ستقوم به مصر من تدابير حيال سكان الشريط الحدودي مع قطاع غزة ، فيعد اجراءات وتدابير رخصتها قواعد القانون الدولي العام للدول بقصد حماية امنها القومي وايضاً المحافظة علي حياة وسلامة المدنيين ، من تبعات الهجمات الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعات الإرهابية فضلا عن تمكين السلطات الأمنية والعسكرية المصرية لمحاربة هذه الجماعات والتصدي لها بشتي الوسائل بعيدا عن الخشية من التعرض لحياة وسلامة المدنيين الأبرياء علي سبيل الخطأ، أثناء محاربة العناصر الإرهابية، كما أن الواقع العملي قد كشف عن اندساس اخطر تلك العناصر الإرهابية وسط السكان المدنيين. ولا يمكن قبول الاّراء التي تعتبر مثل تلك الإجراءات تهجيرا قسريا حيث إن النقل سيكون مؤقتا وبالتشاور بين هؤلاء السكان وبين الدولة المصرية، كما تكفل الاخيرة الرعاية الاجتماعية والصحية وايضاً السكن الملائم لهم، وكل ذلك يجافي التوصيف الواقعي والقانوني لجريمة التهجير والإبعاد القسري.

ويرجع الأساس القانوني وراء قيام الدول باتخاذ مثل هذه التدابير إلي المواثيق والعهود الدولية، حيث نجد أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر في عام 1966، والذي دخل حيز النفاذ القانوني في عام 1976، وهو  يمثل درة الوثائق الدولية في مجال حماية حقوق وحريات الإنسان الأساسية، يرخص للدول الأطراف تعطيل بعض الالتزامات الواردة به في مجال حقوق وحريات الانسان ، وذلك في حالات التهديد المباشر للامن القومي للدول ، بل الأكثر من كل ذلك نجد أن ميثاق منظمة الأمم المتحدة جعل علي رأس أهدافه حماية السلم والأمن الدوليين، لذا نجد أن الدول ملزمة قانونا بمباشرة كافة الإجراءات والتدابير الخاصة بحماية أمنها القومي.

  • سيناء الأرض المقدسة لكل الأديان

 

اختصت شبة جزيرة سيناء بالخلود في سجل الآثار المكتوبة، أكثر من أي مكان آخر في العالم.كما ظفرت بالتقديس والإجلال في الكتب السماوية كلها، حيث ورد ذكرها في سفر خروج لليهود. وفي كتابات المسيحيين الأوائل. كما ورد ذكرها مرتين في القرآن الكريم في قوله تعالى: »وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ« (المؤمنون: 20). وقوله تعالى: »وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِين،َ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ[ (التين: 1-3).   أما جبل الطور بسيناء، ذلك المكان المقدس الطاهر من أرض مصر، فقد ذكره المولى سبحانه وتعالى عشر مرات في كتابه الكريم، وهو ذكرٌ لم تحظ به أي بقعة على سطح الأرض، وهو تكريم وتعظيم لهذه البقعة الصغيرة في سيناء من أرض مصر، وشرف لا يدانيه شرف من هنا كان لسيناء صلة وثيقة  بالأديان السماوية , حيث عبرها سيدنا يوسف وأخوته وأبيهم في خروجه بقومه من مصر.. ولها في العقيدة اليهودية أهمية كبرى ففيها تلقى النبي موسى عليه السلام الوصايا العشر بعد أن فر من فرعون وجنوده ببني إسرائيل.. وفيها تجلى المولى عز وجل لموسى.. وفيها رفعل الله الجبل فوق بني إسرائيل ظله »آية من آياته« وفيها شق الله البحر لبني إسرائيل وفجر لهم عيون الماء وعاقبهم بالتيه 40 عاما عندما عبدوا العجل.. وفيها تم وضع نظام قضاة بني اسرائيل بأوامر من نبي الله موسى ليقضوا بين الناس .. وفيها أول خيمة لاجتماع بني إسرائيل والتي عرفت بعد ذلك بالمجمع  ومنها أخذ الكنيست تسميته.. وبها طريق العائلة المقدسة، وهو الذي سلكه المسيح عليه السلام برفقة مريم ويوسف النجار في رحلته إلى مصر عبر شبة جزيرة سيناء، وتم تحديد هذا الطريق بين رفح في الشرق وتل أبو وصيفة الواقع إلى الشرق من القنطرة بمسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً في الغرب ماراً بمركز العريش، الشيخ زويد، بير العبد، بير رمانة، تل الجير. ودير سانت كاترين الدير الوحيد بالعالم لذي يحتوي بداخله على كنيسة ومسجد. وبأرض سيناء قبر النبي هارون والنبي صالح وبئر النبي شعيب وطريق الحج القديم للمسلمين ومنها عبر الصحابة لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص.

هى البقعة التى سمعت صوت الله فى الأرض

دير سانت كاترين الوحيد فى العالم الذى بنى بداخله مسجد

 

 

  • سيناء في أرقام

 

المساحة : 60 ألف كيلو متر مربع (6%) من مساحة مصر وتضم 30% من سواحلها

السكان : مليون وأربعمائة ألف نسمة، حوالي 597,000 نسمة في محافظتي جنوب وشمال سيناء 800 ألف نسمة في المنطقة الغربية من سيناء (السويس، الإسماعيلية، بورسعيد).

الزراعة: تقدر جملة المساحات المنزرعة في سيناء بنحو 175 ألف فدان.. منها حوالى 173.5 ألف فدان في شمال سيناء ونحو 1500 فدان فقط في جنوب سيناء. وتنتج هذه المساحة نحو 160 ألف طن سنوياً من الخضروات والفاكهة و 410 آلاف إردب من الحبوب.. كما تقدر الثروة الحيوانية في سيناء بنحو 265 ألف رأس من الأغنام والماعز والجمال ثم بعض الأبقار والجاموس تعتمد في معظمها على المراعى الطبيعية. 

التعدين: تعد شبه جزيرة سيناء المورد الأول للثروة المعدنية في مصر شرقها النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم والفلسبار ويوجد في جنوب سيناء الكثير من الخامات التي تستخدم في الصناعات المختلفة مثل الجبس ويوجد في منطقة رأس ملعب وأبو زنيمة والفحم والطفلة الكربوني ويوجد في منطقتي بدعة وثورة ويستخدمان كوقود لتوليد الكهرباء بالحرق المباشر.

يقدر الاحتياطي من الطفلة الكربونية بحوالي 75 مليون طن.

تشتهر سيناء بوجود اجود أنواع الفيروز في العالم الذي اكتشفه المصريون القدماء  على ارضها واستخدموه في تزيين المعابد والتماثيل

البترول : ويصل إجمالي الاحتياطي إلى 1162000 ألف طن متري.

الديانات: عبرت بأراضي سيناء  (اليهودية  المسيحية  الإسلام ).

 

  • فرعونية سيناء

تتضمن شريحة السكان في سيناء عدد من القبائل منها القطيفات، الرميلات، السواركة، الترابين، المساعيد والاحيوات ،التياها، العزازمة، الرياشات، البياضية،  العيايدة،المعازة، المساعيد، بلى، الحويطات، الحناجرة، الطورة، القرارشة، مزينة، وترجع أصول هذه القبائل من الجزيرة العربية عبر ترحالهم إلى بادية شرق الأردن والشام ثم نزوحهم إلى فلسطين وسيناء ومنهم ماكان مجيئهم عبر الفتوحات الإسلامية وأخرى عقيب نشوب بعض الحروب بين القبائل فى الجزيرة وبادية الأردن والشام، ومنهم من هاجر ايام الدوله العثمانية.. في إبريل 2013 بلغ عدد سكان سيناء 597 ألف نسمة، نحو 419.200 نسمة في محافظة شمال سيناء ، 177.900 نسمة في محافظة  جنوب سيناء ، في حال احتساب جنوب وشمال سيناء مع المناطق الغربية من سيناء من محافظة السويس ومحافظة  الإسماعيلية ومحافظة بورسعيد في سيناء يتضح ان عدد سكان شبه جزيرة سيناء الكلي يبلغ حوالي 1.400.000 نسمة.98% من أهل سيناء هم من البدو من عدة قبائل بدوية . أبرزها قبيلة الترابين القبيلة الأكبر في سيناء  ولنقب) وقبيلة سوراكة والتياها والعزازمة والحويطات وقبائل أخرى كثيرة. وتعود جذور أهالي سيناء إلى النقب والجزيرة العربية الحجاز ونجد  اليمن وقسم آخر تعود جذورهم إلى مصريين بدو كانوا يسكنون في سيناء منذ القدم وملامحهم الشكلية مصرية فرعونية.يوجد أيضاً عائلات من الجيزة والشرقية جاءوا لسيناء خلال القرن الماضي اختلطوا بالقبائل وأصبحوا بدواً وتوجد مجموعة صغيرة قليلة من العرايشية وهم من نسل الجنود الألبان القادمين مع محمد علي، وقد  بلغ عدد العاطلين نحو21،2 ألف فى شمال سيناء عام 2013، مقارنة بنحو 10،9 ألف عام 2011، وبلغ معدل البطالة فيها نحو 15،7% عام 2013، مقارنة بنحو 9،2% عام 2011. وبلغ عدد العاطلين فى محافظة جنوب سيناء نحو 6،5 ألف عام 2013، مقارنة بنحو 5،9 ألف عاطل عام 2011. وبلغ معدل البطالة فيها نحو 9،9% عام 2013، مقارنة بنحو 8،7% عام 2011.

 

  • لغز اسم سيناء

 

اختلف المؤرخون حول اسم سيناء فقال: إن المقصود به  الحجرس أن اسمها في الهيروغليفية القديمة  توشريت  أي أرض الجدب والعراء ، وعرفت في التوراة باسم حوريب، أي الخراب . لكن المتفق عليه أن اسم سيناء ، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء ، مشتق من اسم الإله سين  إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين ، ثم وفقوا بينه وبين الإله  تحوت  إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. أما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني الجبل ، وهذا يعني أن طور سيناء تعني  جبل القمر .كانت هناك حضارات مزدهرة في سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العمران. كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما ، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرضي سيناء

 

اقرا ايضا:

لص تل أبيب.. »موشيه ديان .. جنرال الآثار المسروقة

وزير إسرائيلي : سنبني الهيكل على انقاض الأقصى

نتنياهو يفر من مكتبه بسب الاشتباه في سيارة بالقرب من المبنى

 

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى12 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.7300 49.8300
يورو 57.6470 57.7729
جنيه إسترلينى 67.5632 67.7240
فرنك سويسرى 61.2137 61.3746
100 ين يابانى 34.6478 34.7223
ريال سعودى 13.2557 13.2830
دينار كويتى 162.5429 162.9230
درهم اماراتى 13.5401 13.5695
اليوان الصينى 6.9296 6.9458

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5571 جنيه 5549 جنيه $110.37
سعر ذهب 22 5107 جنيه 5086 جنيه $101.17
سعر ذهب 21 4875 جنيه 4855 جنيه $96.57
سعر ذهب 18 4179 جنيه 4161 جنيه $82.78
سعر ذهب 14 3250 جنيه 3237 جنيه $64.38
سعر ذهب 12 2786 جنيه 2774 جنيه $55.19
سعر الأونصة 173291 جنيه 172580 جنيه $3432.90
الجنيه الذهب 39000 جنيه 38840 جنيه $772.59
الأونصة بالدولار 3432.90 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى