صحف إسرائيلية: الويل لنا إذا رفضنا دعوة السيسي للسلام

هاجم عدد من أعضاء الكنيست اﻹسرائيلي من كتلة اليساري حكومة بنيامين نتنياهو لعدم تقدمها في عملية السلام وقال زعيم المعارضة ورئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوج إن التصويت في البرلمان البريطاني ضد إسرائيل هو بمثابة “فشل مدوي آخر لمعسكر نتنياهو وليبرمان”، وحث القيادة الإسرائيلية على المضي قدما في دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتبني مبادرة السلام العربية.واعترف هرتسوج باستشراء العداء الدولي تجاه إسرائيل، ولكنه قال مع ذلك أن المسئولية عن الوضع السياسي الحالي تقع على رئيس الوزراء ووزير خارجيته.وكتب عبر صفحته على الفيسبوك، “هناك رياح باردة تهب على إسرائيل من كل زاوية في العالم، ولكن رئيس الوزراء ووزير الخارجية يرفضان التعامل مع الحقائق، ويجلبان علينا عاصفة سياسية قاسية”.وكتب هرتسوج أنه بدلا من الاستفادة من إستعداد الرئيس المصري للدفع بعملية السلام قدما، “يفضل نتنياهو مواجهة كل العالم، من الرئيس أوباما وحتى حلفاء آخرين، من أجل تحويل انتباه الجمهور بعيدا عن الفشل الجدي في قضايا غلاء المعيشة والسكن”.وقال عضو الكنيست عوفر شيلح من حزب “يش عتيد” إن التصويت في البرلمان البريطاني يبين أن “العالم سئم من الشلل الدبلوماسي، وسيسعى إلى أن يفرض علينا ما لا نفعله بأنفسنا”.كان الرئيس السيسي في افتتاح مؤتمر إعادة اعمار غزة وقد حث إسرائيل على التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، على أساس مبادرة السلام العربية، التي تم اقتراحها لأول مرة عام 2002.وقال السيسي في كلمته الافتتاحية، “أدعو الشعب والحكومة الإسرائيليين: إلى أنه قد حان الوقت لإنهاء الصراع”.وكان نتنياهو قد أشار إلى استعداده لاستئناف محادثات السلام بوساطة دول عربية في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 سبتمبر.وقال، “أؤمن بأنه يمكن التوصل إلى سلام مع المشاركة الفعالة للدول العربية، تلك التي على استعداد لتوفير الدعم السياسي والمادي وأمور ضرورية أخرى”.
وتحت عنوان «الزمن ليس في صالحنا» نشرت صحيفة معاريف اﻹسرائيلية مقال للكاتب اسحق بن نير مضمونه الويل لنا اذا ما رفضنا اقتراح السيسي أو تملصنا منه، اذا امتنعنا عن أن نوقف بالمفاوضات ابو مازن في عدوه، كداعش سياسي، يحصل على سيطرة حقيقية على القطاع، وكمن يهدد أنه اذا لم يقرر مجلس الامن الموعد لانسحابنا الى خطوط 67، فسيحل السلطة – وكل المسئولية عن الفلسطينيين في جزءي فلسطين ستقع على عاتقنا .وقال اسحق بن نير في الايام الصعبة، حيث تدور العاصفة حولنا، والمقاتلون الاكراد البواسل في الموصل وفي كركوك في العراق وفي كوباني في سوريا يضحون بانفسهم في مواجهة موجات التسونامي الجنكيزخانية لداعش؛ وحين ترفع اعمال القصف الامريكية وشركائهم المزعومين على قوات الاسلام المتطرف العتب؛ وحين يدير اردوغان مزدوج الاخلاق حسابات القوة ويختفي الافق في الدم – يشرق خطاب الرئيس المصري السيسي في اجتماع الدول لاعمار غزة كشعاع الشمس الذي يخترق السحب السوداء فوقنا، ليبث فينا الامل والتفاؤل. يتحدث السيسي الينا والى الائتلاف الحاكم، الذي يغلق عينيه؛ الى حكومة بنيامين نتنياهو المغرورة التي توهم نفسها وتوهمنا بافعالها وبتصوراتها بانها تقودنا الى مستقبل آمن. السيسي، الزعيم العربي الاول الذي يأخذ اسرائيل بالحسبان كجزء من الاتحاد الامني – السياسي الاقليمي، يطلب منا أن نوافق على البحث في اقتراح السعودية والجامعة العربية كأساس لاتفاق سلام اقليمي – وقبل كل شيء، الموافقة على الدولتين للشعبين، اليهودي- الاسرائيلي والفلسطيني – العربي. لقد اعتقد نتنياهو، بان تموضعنا بين مصر، السعودية، دول الخليج والاردن سيسمح لنا أن نتجاهل فلسطين وان ننخرط في المنطقة – ولكن هذا كما يتبين لن ينجح، كل امتناع عن اعداد خطة سلام مقبولة، وكل استخفاف بالشريك (الذي ظهر كمبادر سياسي نشط في كل ما يتعلق بعزل اسرائيل حتى بين اصدقائها القلائل وبعرضها كرافضة للسلام) سيعمل فقط في صالح فلسطين وضد مصلحتنا.. فخطة السلام الاسرائيلية يجب أن تكون مشروطة بحكم واحد على الضفة والقطاع، مع رفض كل حزب فلسطيني سياسي يؤيد أو يعنى بالارهاب، بقبول العودة الى حدود 67 مع تعديلات حدودية، وقف مطلق لاعمال الارهاب والمبادرات المناهضة لاسرائيل من جهة، ووقف تام للاستيطان والبناء الاستيطاني، حتى انهاء المفاوضات. اسرائيل ملزمة بان تقترح مبادرات مثل المعبر الفوقي او التحتي من القطاع الى الضفة، أو شق قناة بحرية من البحر المتوسط أو من خليج ايلات – العقبة الى البحر الميت، لضخ المياه وكذا للابحار ومشاريع الطاقة، والخدمات والسياحة، على ضفتي القناة. وسيكون تمويل المبادرات بمساعدة دولية وبتنفيذ اسرائيلي، فلسطيني واردني، كمحفز للاعتراف المتبادل والتعاون، في عمل الشباب من الشعوب الثلاثة، ممن سيؤهلون لذلك. وبالطبع، حدود متفق عليها ونهائية والتوقيع بان ليس للاطراف بعد الان ادعاءات ومطالب متبادلة. . هذه ليست المشكلة الوحيدةالتي هوجم بسببها نتنياهو بل انصبت الهجمات من جانبين جانب اعترض على تجاهل مصر لدعوة إسرائيل لحضور مؤتمر إعمار غزة في القاهرة حيث أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، أنه توجد تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول شروط إعادة إعمار غزة، وأن الإعمار مستحيل من دون مشاركة إسرائيل فيه، وذلك على خلفية انعقاد مؤتمر إعمار غزة في القاهرة وقال ليبرمان لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني،، إن النقاط الأساسية بالنسبة لإسرائيل بشأن إعادة إعمار غزة هي “أننا معنيون بالتأكيد بالإعمار المدني لغزة. ونحن بالتأكيد نريد التحدث عن نظام مراقبة، حول كيفية عبور المواد والأموال. ولا توجد مطالب أمريكية وإنما هناك تفاهمات بيننا”.وحول عدم مشاركة إسرائيل في مؤتمر القاهرة ، قال ليبرمان إنه “ليس صحيحا أن إسرائيل لا تشارك. إذ لا يمكن إعمار غزة من دون مشاركة إسرائيلية وتعاون إسرائيلي. لكننا نفهم القيود لدى الدول العربية. وفي جميع الأحوال سنحاول أن نكون إيجابيين بكل ما يتعلق بالبنى التحتية المدنية والإعمار المدني”.وأردف أن “العتاد سيمر عن طريق حواجزنا الحدودية وواضح للجميع أنه من دون تعاون إسرائيلي يستحيل التقدم ونحن نعتقد أن ترميم البنى التحتية المدنية هو أمر إيجابي بالتأكيداً. ولا مصلحة عندنا ضد روضات الأطفال أو المدارس أو العيادات”.وتابع ليبرمان أن الأفضل هو أن تحكم السلطة الفلسطينية قطاع غزة “ولا شك في أن هذا أفضل من حماس. والأيام ستقول ما إذا كانت سيطرة السلطة قوية أو رمزية. ولا أرى أنه توجد رغبة حقيقية لدى حماس بالتعاون مع ذلك”.وفي رده على سؤال حول احتمال استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قال ليبرمان إن العالم منشغل الآن بأمرين، هما مرض الإيبولة ومحاربة “داعش”، معتبرا أن “أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب لن تنجح” وأن استئناف المفاوضات يجب أن يتناول المطالب الأمنية الإسرائيلية.واعتبر ليبرمان أن إعلان السويد عن الاعتراف بدولة فلسطين مرتبط بالانتخابات الداخلية في السويد وجرى خلال الحملة الانتخابية من أجل كسب أصوات المسلمين هناك، علما أن رئيس الوزراء السويدي أعلن تأييده للاعتراف بفلسطين بعد انتخابه. ونقلت صحيفة “هآرتس”، عن موظف إسرائيلى بأن المصريين طلبوا من إسرائيل أن تبدي تفهما لعدم دعوتها، وأوضحوا أنهم يتحسبون من أنه في حال مشاركة إسرائيل في المؤتمر، فإن دولا كثيرة، وخاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة، ستمتنع عن المشاركة فيه.كذلك أوضح المصريون لإسرائيل أن التمويل الأساسي لإعمار غزة سيكون بأموال من دول الخليج وليس من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ولذلك فإن مشاركة إسرائيل من شأنها أن تؤدي إلى فشل المؤتمر.
اقرا ايضا:
إسرائيل مصر وجهت دعوات جلسة المفاوضات القادمة للفلسطنيين
بعد أن دمرتها.. أسرار صراع إسرائيل على كعكة إعمار غزة
كلية الحرية الأكاديمية تدعم الإرهاب الإسرائيلي