د.محمد عبد الوهاب: الذهب أمام فرصة تاريخية للقفز إلى مستويات قياسية بعد خفض الفائدة

رأى الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، أن قرار خفض أسعار الفائدة يشكل نقطة تحول محورية في الاقتصاد العالمي، مؤكداً أنه من أبرز القرارات التي تعزز الاستثمار والنمو منذ سنوات.
وقال عبد الوهاب إن الخطوة ستدفع الأفراد والشركات إلى زيادة الاقتراض وضخ استثمارات جديدة، بما ينعكس مباشرة على ارتفاع معدلات الإنفاق وتراجع مظاهر الركود في الأسواق، الأمر الذي يفتح المجال أمام فرص عمل أكبر ونمو اقتصادي أسرع.
تحولات استثمارية كبرى
أوضح الخبير أن خفض الفائدة سيغير بوصلة الاستثمارات، حيث سيتجه المستثمرون للتخلي عن أدوات الدين التقليدية، والبحث عن أصول أكثر ربحية مثل الأسهم والعقارات، متوقعاً طفرة في أسعارها بفضل وفرة السيولة وانخفاض تكلفة التمويل.
وأضاف أن الذهب سيبقى المستفيد الأكبر من هذه التحولات، كونه الملاذ الآمن الأول في أوقات عدم اليقين. وتوقع أن يتجاوز سعر الأوقية 4000 دولار قبل نهاية العام الجاري، مدفوعاً بالطلب العالمي المتزايد وحركة السيولة النشطة.
انعكاسات على الدولار والصادرات
وأشار عبد الوهاب إلى أن خفض الفائدة سيؤدي إلى تراجع قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية، وهو ما يمنح المنتجات الأمريكية وغيرها من السلع ميزة تنافسية أكبر في الأسواق العالمية، خصوصاً لصالح الاقتصادات النامية التي تعتمد على تعزيز صادراتها كركيزة للنمو.
مكاسب غير مسبوقة للأسواق الناشئة
وأكد أن الاقتصادات الناشئة ستكون الرابح الأكبر من القرار، إذ ستتراجع أعباء خدمة الديون وتنخفض تكلفة التمويل الحكومي والخاص، مما يمنح هذه الدول مرونة أوسع في الإنفاق الاستثماري وإطلاق مشروعات توسعية تدعم التنمية والنمو.
التضخم.. جدل مبالغ فيه
وانتقد الخبير ما وصفه بـ"فزاعة التضخم" التي ترافق قرارات الفيدرالي بخفض الفائدة، مؤكداً أن تجارب سابقة أثبتت إمكانية السيطرة على التضخم عبر أدوات وسياسات نقدية ومالية متعددة، في حين تبقى الإيجابيات الاقتصادية لخفض الفائدة أعمق أثراً.
وتوقع أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نهجه بخفض الفائدة حتى نهاية العام الجاري، في ظل التباطؤ النسبي لبعض الاقتصادات الكبرى ورغبة صناع القرار في تحفيز الأسواق.
الذهب في صدارة المشهد
واختتم عبد الوهاب بالتأكيد على أن الذهب سيظل العنوان الأبرز للاستثمار العالمي خلال الفترة المقبلة، ليس فقط كملاذ آمن، بل كأداة استثمارية مرشحة لتحقيق عوائد استثنائية. وأضاف أن من يقتنص الفرصة حالياً قد يحقق أرباحاً تاريخية مع الارتفاعات المتوقعة للمعدن النفيس.