اتحاد شركات التأمين: الاستثمار في الابتكار الرقمي ضرورة لمواكبة التطورات العالمية

المنصات الرقمية والابتكار يرسمان ملامح جديدة لتسويق التأمين

أصدر اتحاد شركات التأمين المصرية، برئاسة علاء الزهيري، نشرته الأسبوعية التي خصصها هذا الأسبوع لمناقشة دور المنصات الرقمية والابتكار في إعادة صياغة استراتيجيات تسويق التأمين، مؤكداً أن الصناعة تشهد تحولاً جذرياً مدفوعاً بالتكنولوجيا الحديثة وتغير سلوك العملاء.

وأكد الاتحاد أن المنصات الرقمية أصبحت ركيزة أساسية في تسويق المنتجات التأمينية، إذ تتيح للشركات الوصول المباشر والسريع إلى شرائح واسعة من العملاء، وتعزز من وعيهم بالمنتجات، وتفتح المجال أمام تقديم خدمات مخصصة تلبي احتياجاتهم المتنوعة. وأوضح أن هذه المنصات لم تعد مجرد أدوات للتواصل، بل تحولت إلى بيئة متكاملة لإدارة عمليات الاكتتاب وتجديد الوثائق وتسوية المطالبات عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية.

اتجاهات تعيد صياغة المشهد التأميني

سلطت النشرة الضوء على أبرز الاتجاهات العالمية التي تقود عملية التطوير، وفي مقدمتها:

تجربة العميل الشخصية عبر حلول تعتمد على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لتصميم وثائق تتماشى مع أنماط الحياة المختلفة.

الأتمتة والذكاء الاصطناعي من خلال روبوتات المحادثة والتحليلات التنبؤية التي تساعد في استهداف العملاء وتقليل التكاليف.

القنوات الرقمية المتعددة التي تجمع بين التطبيقات، المواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي لضمان الوصول الفعّال.

تسويق المحتوى وبناء الثقة عبر مقالات وفيديوهات تثقيفية، إضافة إلى التعاون مع المؤثرين لتعزيز الوعي التأميني.

حماية البيانات والامتثال للتشريعات باعتبارها ركيزة أساسية للحفاظ على ثقة العملاء.

فرص واسعة.. وتحديات قائمة

وأشارت النشرة إلى أن المنصات الرقمية تفتح آفاقاً كبيرة أمام شركات التأمين في ما يتعلق بالوصول إلى شرائح جديدة، وتحسين تجربة العملاء عبر التخصيص، وتسريع العمليات من خلال الأتمتة. كما تسهم في تعزيز الشفافية والقدرة على الاستجابة السريعة لمتغيرات السوق، والتواصل بفاعلية مع الأجيال الشابة.

غير أن هذه الطفرة الرقمية لا تخلو من تحديات، أبرزها تعقيد تبسيط المنتجات التأمينية للعملاء عبر القنوات الرقمية، وارتفاع تكاليف التطوير والتشغيل، إضافة إلى المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني والامتثال للتشريعات المنظمة لحماية البيانات، فضلاً عن صعوبة بناء الثقة في بعض الأسواق التي ما زالت تفضل التعامل التقليدي المباشر.

سوق يتوسع بوتيرة متسارعة

أظهرت تقارير متخصصة أن حجم سوق المنصات الرقمية للتأمين بلغ نحو 148.17 مليار دولار في عام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 256.72 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 17.62%، ما يعكس الزخم الكبير الذي يشهده القطاع عالمياً.

واختتم الاتحاد نشرته بالتأكيد على أن الاستثمار في الابتكار الرقمي لم يعد خياراً، بل ضرورة لمواكبة التطورات العالمية وبناء ميزة تنافسية مستدامة.

كما دعا إلى تكامل الجهود بين شركات التأمين والجهات التنظيمية لتطوير بيئة رقمية آمنة تدعم الشفافية وتعزز ثقة العملاء، بما يضمن توسع قاعدة المستفيدين ويضع صناعة التأمين المصرية على خريطة المنافسة الإقليمية والدولية.