الأموال
الأربعاء 27 أغسطس 2025 11:34 مـ 3 ربيع أول 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

أسواق وريادة أعمال

عمرو البحيري: الزراعات المحمية والذكية ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي

عمرو البحيري
عمرو البحيري

أكد المهندس عمرو البحيري، استشاري التنمية الزراعية المستدامة ورئيس مجلس إدارة شركة "ويسترن فالي للزراعات الحديثة"، أن التغيرات المناخية باتت تمثل تحديًا حقيقيًا لعمليات الإنتاج الزراعي، ما يفرض التوسع في مشروعات الزراعات المحمية والاعتماد على تقنيات الزراعة الذكية لضمان استدامة الموارد وتحقيق الأمن الغذائي.

وأوضح البحيري أن مصر حققت خطوات مهمة في هذا المجال، إذ نفذت الدولة مشروعات ضخمة للزراعات المحمية عبر الصوب والبيوت الزجاجية على مساحات واسعة، مما جعلها تحتل المركز الثاني عالميًا بعد إسبانيا، بمساحة تقارب 3 ملايين متر مربع ونحو 34 ألف صوبة، وتستعد حاليًا لإطلاق مشروع 100 ألف صوبة جديد. وجاءت المغرب في المرتبة الثالثة بنحو 20 ألف صوبة.

وأشار إلى أن الزراعات المحمية تمثل بيئة إنتاجية متحكمًا بها، تسمح بزراعة أصناف خارج مواسمها ورفع كفاءة الإنتاج، حيث يمكن أن تتضاعف إنتاجية فدان الطماطم داخل الصوب أربع أو خمس مرات مقارنة بالزراعة التقليدية. كما تسهم هذه التقنيات في ترشيد استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90% وتحسين كفاءة استخدام الأسمدة والمبيدات.

وفي المقابل، لفت البحيري إلى أن أبرز التحديات تكمن في ارتفاع تكاليف الإنشاء والتشغيل، حيث تصل تكلفة الفدان في بعض النماذج المتطورة إلى أكثر من 1.5 مليون جنيه، إضافة إلى الحاجة لتقنيات وصيانة عالية وخبرات بشرية مدربة. وطالب بإنشاء معاهد تدريب متخصصة لتأهيل المهندسين والفنيين على إدارة الأنظمة المتقدمة، بما في ذلك الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وتطرق البحيري إلى الزراعة الذكية باعتبارها مستقبل الاستثمار الزراعي، مشيرًا إلى دخول تقنيات الطائرات بدون طيار والروبوتات والأقمار الصناعية لمراقبة التربة والمحاصيل وإدارة العمليات بدقة. وأوضح أن هناك حلولاً ميسرة لصغار المزارعين، منها أنظمة التكويد ومتابعة النخيل والإدارة الرقمية للمزارع، بما يتيح التحكم الكامل في الري والتسميد والحصاد والتسويق.

واختتم البحيري بتأكيد أن الزراعة الحديثة لم تعد خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة استراتيجية لتعزيز كفاءة الإنتاج والحفاظ على الموارد في مواجهة التغيرات المناخية والزيادة السكانية.