الأموال
الأحد 1 يونيو 2025 07:02 صـ 4 ذو الحجة 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : أسباب فشل مبادرة ترامب للسلام فى أوكرانيا

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور

تشير كل الشواهد تقريبًا إلى أن خطة الرئيس الأمريكى ترامب لإنهاء الحرب فى أوكرانيا قد فشلت، إن لم تكن تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن السلام لايزال بعيدًا، بل إن الحرب يمكن أن يتسع نطاقها ليشمل بلدانًا أخرى فى شرق أوروبا، وخاصة بولندا ورومانيا المجاورتين لأوكرانيا من الغرب والجنوب الغربى، واللتين تمثلان الممر الرئيسى لأسلحة "الناتو" إلى الجيش الأوكرانى، ويتضح هذا الفشل يومًا بعد يوم بغض النظر عن كلمات ترامب الطنانة عن السلام فى إمكانية وقف الحرب خلال أربع وعشرين ساعة من خلال مكالمات تليفونية بينه وبين كل من بوتين وزيلينسكى، وعقد قمة ثلاثية.. إلخ، إلخ.

ولاتزال الحرب تحتدم بالرغم من ثلاث مكالمات مطولة بالساعات بين ترامب وبوتين ومن لقاءات عديدة رفيعة المستوى بين مسئولين روس وأمريكيين، وبالرغم من إعلان ترامب عن وقف تقديم أى مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا، ولايزال اقتراح الرئيس الأمريكى بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا محل تحفظ واضح من جانب روسيا، وكل ما أمكن تحقيقه حتى الآن هو اتفاق ذو أهمية رمزية على تبادل ألفى أسير من الجانبين.

بينما يرفض الحلفاء الأوروبيون مبادرة ترامب أو خطته للسلام وتتدفق أسلحتهم على أوكرانيا بمعدلات أكبر، وأعلنت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مؤخرا عن التصريح لكييف بقصف العمق الروسى بصواريخ بعيدة المدى مثل "تادروس" الألمانية وستورم شادو" البريطانية ونظيرتها الفرنسية وهى صواريخ يتراوح مداها بين ثلاثمائة وخمسمائة كيلومتر، وتصل زنة رؤوسها الحربية إلى خمسمائة كيلوجرام، بينما تتوعد روسيا بـ"الرد المناسب"، علمًا بأنه كانت قد جرت قبل أيام محاولة أوكرانية لاغتيال الرئيس الروسى بوتين أثناء جولة تفقدية له فوق مقاطعة كورسك الروسية بطائرة هليوكوبتر تسربت أخبارها من خلال أجهزة المخابرات الغربية فتم توجيه عشرات الطائرات المسيرة لإسقاطها، ونجا بوتين بمعجزة إلا أن موسكو ردت بهجمات صاروخية وجوية شديدة العنف والاتساع على كييف مدن أوكرانية أخرى، الأمر الذى جعل ترامب يغير طريقته فى الامتداح المستمر لبوتين ويقول إن الرئيس الروسى قد "جن جنونه"!! ليرد المتحدث باسم الكرملين بأن ترامب يعانى من "حمل نفسى زائد" لتتوتر الأجواء بين موسكو وواشنطن للمرة الأولى منذ مجىء ترامب إلى السلطة.

مبادرة ملغومة

معروف أن أهم دوافع ترامب لتقديم مبادرته بشأن السلام فى أوكرانيا هى:

أولا: النجاح الكبير الذى حققته القوات الروسية على مختلف جبهات القتال واحتلالها لحوالى عشرين بالمائة من إجمالى مساحة أوكرانيا، بما فى ذلك المناطق الاستراتيجية الواقعة على سواحل البحر الأسود وإقامة ممر برى عريض يصل بين الأراضى الروسية وشبه جزيرة القرم، فضلا عن إلحاق خسائر ضخمة فى الأفراد والمعدات بالجيش الأوكرانى وخاصة فى الأفراد، الأمر الذى أضعف قدراته القتالية بدرجة واضحة وذلك بالرغم من الإمدادات الغربية الهائلة بالأسلحة والمعدات ومن تدفق المرتزقة والخبراء الغربيين، وأصبح واضحًا أن "الناتو" يخوض مواجهة خاسرة مع روسيا وأن خسائر هذه المواجهة تتفاقم كل يوم بالرغم من الموارد الهائلة التى وجهها الغرب لمساعدة أوكرانيا، ومن العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة لموسكو، والتى تبث عجزها عن إنهاك الاقتصاد الروسى بل وارتدت بالسلب على الاقتصادات الأوروبية.

(هنا يصبح من الحكمة التفكير فى وضع حد لهذه المواجهة الخاسرة).

ثانيا: إن المنافس الرئيسى للولايات المتحدة على القطبية العالمية هى الصين، وتعميق العدوان مع روسيا يدفع موسكو بقوة أكبر لتعزيز تحالفها مع بكين، ويزيد من قوتهما معًا، وهو ما يحقق نتائج معاكسة تماما لأهداف الاستراتيجية الكونية الأمريكية، بينما السعى لوقف المواجهة الخاسرة مع روسيا وتحقيق قدر من التقارب معها يمكن أن يساعد على زعزعة تحالفها مع الصين.

غير أن ترامب بطرحه لفكرة وقف إطلاق النار لمدة شهر أثار حذر روسيا الشديد، خاصة أن لديها تجربة مريرة مع الغرب منذ عامى 2014 و2015 حينما استغلت الدول الغربية اتفاقيتى مينسك ووقف إطلاق النار لتعزيز تسليح أوكرانيا لتستأنف الحرب بقوة أكبر وهو ما دفعت روسيا ثمنًا غاليًا له فيما بعد.

وكان طبيعيًا أن تطرح روسيا ضرورة الحصول على ضمانات واضحة لعدم تكرار هذه التجربة، وعلى نطاق أوسع هذه المرة، أى على تعهدات يمكن التحقق من تنفيذها بوقف تدفق الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الغربية على أوكرانيا خلال فترة وقف إطلاق النار، ثم على ضمانات بالمعالج الجذرية لأسباب اندلاع الحرب فى فبراير 2022، وفى مقدمتها بالطبع سعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لتوسيع حلف الناتو باتجاه الشرق وضم أوكرانيا إليه.

وبديهى أن روسيا المنتصرة فى الحرب فعليًا ليس لديها واقع لوقف الحرب ولو لمدة شهر ما لم يكن لديها ضمانات بأن تخدم هذه الهدنة مطلبًا رئيسيًا لها بأن تكون الهدنة مقدمة لتسوية تضمن لها الاحتفاظ بالأراضى التى دفعت ثمنًا فادحًا لاحتلالها، وهى أراض تؤكد روسيا بأسانيد تاريخية قوية أنها أراض روسية أصلاً، تم نقلها لأوكرانيا فى إطار الدولة السوفيتية الواحدة.

ومن ناحية أخرى تطالب روسيا بتغيير النظام السياسى الأوكرانى الحالى القائم على العداء المستمر لها والتمييز ضد الروس من سكان الجمهورية وحل واستئصال الأحزاب العالمية والنازية الجديدة المبنية على العداء لكل ما هو روسي وإلغاء القوانين الداعمة لهذا التوجه وتغيير الدستور الأوكرانى بما يضمن ذلك.

ويقتضى ذلك كله تأكيد حياد أوكرانيا وعدم انضمامها للناتو أو لأى تحالف معاد لروسيا والتعهد بعدم امتلاكها أسلحة نووية أو قوات تقليدية قادرة على شن الحرب ضد روسيا من جديد وبالطبع استعادة القرم والأقاليم الشرعية الأربعة (دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوروجيا).

وبديهى أنه إذا كانت علاقات القوى فى ميدان القتال تحتل بوضوح لصالح روسيا ويتعزز هذا باستمراره، فليس هناك ما يدعوها للتنازل عن أهدافها المذكورة أو وقف القتال دون أن تكون المفاوضات تضمن لها تحقيق هذه الأهداف ليس بموافقة وتوقيع أوكرانيا فحسب بل وأيضا بموافقة مكتوبة وموقعة من جانب دول الناتو بما فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى.

السلام والسمسرة

الرئيس الأمريكى المعروف باسم رجل الصفقات لم يكتف بالحديث عن تطوير العلاقات مع روسيا فى مختلف المجالات وإنما أقحم فى مبادرته أمرين ينطويان على ما لا يمكن تسميته بغير السمسرة على حساب السلام!

أولا: طالب أوكرانيا برد المساعدات التى قدمتها أمريكا لها والتى قدرها بثلاثمائة وخمسين مليار دولار دون تقديم أى وثائق أو حسابات تفصيلية، علمًا بأن زيلنيسكى كان قد صرح بأن المساعدات الأمريكية لا يمكن أن تزيد على مائة وستين أو مائة وسبعين مليارًا وطلب ترامب من أوكرانيا وفَرَض عليها توقيع اتفاقية المعادن النادرة التى تتيح للولايات المتحدة وضع المعادن النادرة والبترول والغاز ومرافق البنية التحتية فى أوكرانيا بما فيها الموانئ تحت تصرف أمريكا من خلال المشاركة بالنصف فيما يسمى "صندوقا مشتركا" للاستثمار وإعادة الإعمار!

وتشمل الاتفاقية كل الأراضى الأوكرانية دون استثناء المناطق التى تسيطر عليها روسيا وهو ما يضع "خميرة للنزاع" بين موسكو وواشنطن فى المستقبل.

ثانيا: طالب ترامب بوضع محطة "زابوروجيه" للطاقة النووية أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية فى أوروبا وهى حاليا تحت سيطرة القوات الروسية، طالب بوضعها تحت الإدارة الأمريكية!! على أن تقوم أمريكا بتوزيع إنتاج المحطة فى المستقبل بين كل من روسيا وأوكرانيا!! ولم يذكر ترامب هل ستستولى أمريكا على هذه المحطة العملاقة مجانًا؟ أم ستديرها باعتبارها "عمدة العالم"؟ وهل ستبيع إنتاجها من الطاقة لموسكو وكييف أم ستقدمه مجانا؟!

لكن من الواضح أن الفكرة كلها تدخل فى باب السمسرة والتذاكى المفضوح وتمثل اعتداءً لاشك فيه على السيادة الروسية لايمكن أن توافق عليه موسكو، وإن كان المسئولون الروس قد تفادوا الدخول فى جدال حول هذا الموضوع حتى الآن.

وخلاصة القول أن مبادرة ترامب لا تقدم أى خطة جدية للسلام ولا ضمانات جديدة لأن روسيا تكافئ ما دفعته موسكو من ثمن فادح فى الحرب حتى الآن، وإذا كانت روسيا قد ربحت منها ذلك القدر من الانفراج الذى تحقق خلال الفترة الماضية والتصدع الذى أصاب صفوف الناتو والتحالف الغربى عمومًا إلا أن من الصعب أن تحملها على محمل الجد لما تحمله من تناقضات وألغام وسمسرة ولعل هذا هو ما يوضح فتور بوتين تجاه فكرة القمة مع ترامب، فضلا عن القمة الثلاثية بمشاركة زيلينسكى.. فالحقيقة أن القضية ليست قضية مراوغة بوتين أو "خبث" الدبلوماسية الروسية وعدوانيتها، وإنما أن مبادرة ترامب تنطوى على عوامل فشلها أصلا من تجاهل للوقائع وسمسرة وتذاكى مكشوف ونزعة استعراضية وكل هذا هزل فى موضع الجد.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى29 مايو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6983 49.7983
يورو 56.0895 56.2073
جنيه إسترلينى 66.9287 67.0833
فرنك سويسرى 60.0438 60.1719
100 ين يابانى 34.2676 34.3460
ريال سعودى 13.2479 13.2753
دينار كويتى 161.8257 162.2041
درهم اماراتى 13.5292 13.5601
اليوان الصينى 6.9137 6.9284

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5257 جنيه 5234 جنيه $105.84
سعر ذهب 22 4819 جنيه 4798 جنيه $97.02
سعر ذهب 21 4600 جنيه 4580 جنيه $92.61
سعر ذهب 18 3943 جنيه 3926 جنيه $79.38
سعر ذهب 14 3067 جنيه 3053 جنيه $61.74
سعر ذهب 12 2629 جنيه 2617 جنيه $52.92
سعر الأونصة 163516 جنيه 162805 جنيه $3292.10
الجنيه الذهب 36800 جنيه 36640 جنيه $740.90
الأونصة بالدولار 3292.10 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى