الأموال
الجمعة 11 يوليو 2025 02:51 صـ 15 محرّم 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب: سنوات الخلفاء الراشدين خواطر رمضانية الصديق أبوبكر الخليفة الأول

أسامة أيوب
أسامة أيوب

بانتقال النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فى يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، فإن فراغًا دينيًا وسياسيًا هائلًا استشعره المسلمون فى المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية الناشئة فى شبه جزيرة العرب، حيث كان الفراغ الدينى بغياب الرسول وتوقف آخر إرسال السماء إلى الأرض بتوقف الوحى.
ورغم أنه صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة خير أداء وبلغ الرسالة خير بلاغ ودخل الناس فى الجزيرة العربية الإسلام أفواجًا وعلى النحو الذى أشارت إليه الآية الكريمة التى قرأها فى حجة الوداع: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا" ثم بعد آخر وصاياه للمسلمين قبيل رحيله فى حجة الوداع أيضا: "ألا هل بلغت اللهم فاشهد"، إلا أن صدمة رحيله أحدثت ذلك الشعور بالفراغ الهائل.
أما الفراغ السياسى فقد كان بشأن من يدير شئون وحياة المسلمين فى الدولة الناشئة القوية التى أرسى دعائمها وحيث كان ضروريا أن يتولى أمر المسلمين والدولة ليكون خليفة للرسول وهو ما استقر عليه كبار الصحابة وعامة المسلمين بعد أن أفاقوا من صدمة رحيله، حيث ظلوا يرفضون تصديق موته بمن فيهم عمر بن الخطاب حتى حسم الصديق أبوبكر الأمر وخطب فى الناس "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت"، وبهذه الكلمات الإيمانية استعاد المسلمون وعيهم باعتبار أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذى هو خير خلق الله كلهم ليس سوى بشر وإن كان يوحى إليه ومن ثم فإنه يجري عليه ما يجرى على البشر بما فى ذلك الموت.
وتأكيدًا لتلك الحقيقة قرأ أبوبكر الآية الكريمة: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم.." إلى آخر الآية، ومن المثير أن المسلمين بعد أن تلاها أبوبكر والتى كانت توثيقًا إلهيًا فى القرآن لأنه صلى الله عليه وسلم سوف يموت كما يموت البشر قد تهامسوا أنهم كانوا يسمعون الآية لأول مرة.
...
غير أن أمرًا جللًا سبق اتفاق الصحابة والمسلمين فى المدينة على اختيار ومبايعة الخليفة الأول للرسول، إذ اجتمع الأنصار فى سقيفة بنى ساعدة وهى مكان يشبه قاعة الاجتماعات الرسمية فى المدينة واختاروا الخليفة دون تنسيق مع بقية المسلمين والمهاجرين، وهو الأمر الذى كان ينذر بانشقاق المسلمين، لولا مسارعة عمر بن الخطاب بالتدخل لوأد أى بادرة فتنة وحسم الأمر مخاطبًا الأنصار الذين لا ينكر فضلهم فى استقبال الرسول والمهاجرين "منا الأمراء" ويقصد قريش، ومنكم الوزراء.
ثم كانت الخطوة الأولى والحاسمة بتقديمه لأبى بكر والمبادرة بمبايعته ليكون أول خليفة للنبى وهو الاختيار الذى أقره الصحابة والمسلمون وحظى بإجماعهم ومبايعتهم له.
...
لقد توافرت فى الصديق أبوبكر كل عوامل واعتبارات مبايعته ليخلف النبى محمد فى إدارة شئون المسلمين والدولة الإسلامية وأولها أنه أول من صدق النبي محمد وأول من دخل فى الإسلام من الرجال، ثم إنه "صاحب الغار" فى رحلة الهجرة وهى الصحبة التى وثقها القرآن الكريم فى آية يتعبد بقراءتها المسلمون: "إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" وهو الذى أنابه الرسول فى مرض الموت لإمامة المسلمين فى الصلاة، وهو أول العشرة المبشرين بالجنة، ثم إنه نم وصفه النبى بأنه "لو وزن إيمان أبى بكر وإيمان الأمة لرجحت كفة أبى بكر".
رغم كل تلك المؤهلات التى يعرفها المسلمون ويقرها كل الصحابة التى رفعته إلى مقام الخليفة الأول، إلا أنه قال لعمر الذى قدمه للخلافة وبادر بمبايعته قبل أن يبايعه المسلمون: أنا رجل ضعيف وأنت أحق بالخلافة لأنك قوى، فإن عمر رد عليه بحسب يقينه من أنه الأفضل إن قوتى ستكون دعمًا لورعك يا أبا بكر.
...
وبهذا الورع بدأ الصديق ولايته لأمر المسلمين وخلافته للنبى محمد بالخطبة التى كانت وتبقى دستورا للحكم "أيها الناس لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أخطأت فقومونى"، وبهذه الكلمات ضرب الصديق مثلا فى التواضع للناس وعدم الغرور بالسلطة، عندما قال لست بخيركم رغم أنه بشهادة النبى له وبإقرار الصحابة وعموم المسلمين هو خيرهم، ثم إنه بقوله إن أخطأت فقومونى فقد ضرب مثلًا آخر فى عدم الاستبداد بالرأى والاستماع إلى النقد.
...
خلافة أبى بكر التى لم تدم سوى أكثر قليلا من سنتين ورغم قصر مدتها، إلا أنها كانت بالغة الأهمية فى بداية التاريخ الإسلامى وعقب رحيله صلى الله عليه وسلم حيث بدأها بإنفاد الجيش الذى أعده النبى قبيل رحيله لقتال الروم بقيادة الشاب صغير السن أسامة بن زيد، ورفض تغييره وتعيين قائد كبير فى خبرة عسكرية أكبر بحسب طلب بعض الصحابة حيث أصر على أن يخرج الجيش بالقائد الذى عينه النبى.. رافضا تجاوز أمره حتى بعد رحيله، ثم إنه سار على قدميه بجوار أسامة بن زيد وهو فوق فرسه وقال لمن عز عليهم أن يسير على قدميه فى مقدمة الجيش: "ألا أعفر قدمى بضع خطوات فى سبيل الله".
...
الإنجاز الأكبر والأهم والفارق فى تاريخ الإسلام بعد رحيل النبى كان قتاله للمرتدين من بعض القبائل العربية فيما عرف بحروب الردة، وكذلك لمدعى النبوة وفى مقدمتهم مسليمة الذى أسماه صلى الله عليه وسلم قبل رحيله بعد أن أرسل إليه خطابا يزعم فيه مشاركته النبوة "الكذاب" وكذلك المرأة سجاح التى ادعت أيضًا النبوة، وغيرهما ممن ادعوا النبوة بعد رحيل النبى محمد.
بدأت حروب الردة التى قادها الصديق عندما رفضت بعض القبائل العربية دفع الزكاة متعللين بأنهم كانوا يؤدونها فى حياة النبى محمد ولذا لم يعد لها مبرر بعد موته مستندين إلى الآية الكريمة "خذ من أموالهم تزكيهم وتطهرهم بها وصلى عليهم إن صلاتك سكن لهم"، وحيث كانوا بهذا التأويل الباطل والمضلل يهدمون مشروعية الزكاة وركنًا من أركان الإسلام الخمسة كخطوة لهدم كل الأركان والخروج من الإسلام تدريجيا.
<<<
إزاء هذا الخطر الذى يُهدد بقاء الإسلام في الجزيرة العربية بعد دخول العرب فيه أفواجًا وبعد غياب النبى كان موقف الصديق القوى الذى أقسَّم على محاربة المرتدين ومُدعى النبوة باعتباره الخليفة الأول المؤتمن على الإسلام، مع هذا الموقف الصارم للصديق كان من اللافت أن عُمر بن الخطاب المعروف عنه الشدة والقوة فى الحق والغيرة على الدين أراد أن يثنى الصديق عن الدخول فى حروب الردة تجنبًا لشق صفوف المسلمين وحقنًا للدماء حتى بدا وكأنه يرى إمكانية التغاضى ولو مؤقتًا عن مسألة الامتناع عن دفع الزكاة، غير أن الصديق الذى وصف نفسه بالضعيف ووصف عمر بالقوى عند مبايعته بالخلافة، عنف عمر بشدة وزجره "أجبارٌ فى الجاهلية خوار فى الإسلام يا عمر" وبهذه الكلمات أقر عمر الصديق على محاربة المرتدين.
<<<
استغرقت حروب الردة الكثير من مدة خلافة الصديق والتى قادها كبار الصحابة وفي مقدمتهم خالد بن الوليد الذى وصفه الرسول بسيف الله المسلول حيث أبلى بلاءً حسنا مع كبار القادة من الصحابة، وهى الحروب التى انتهت بعودة المرتدين إلى حظيرة الإسلام والقضاء على كل مدعى النبوة فى الجزيرة العربية.
<<<
وبانتهاء حروب الردة التى استشهد خلالها الكثير من حفظة القرآن الكريم، أدرك الصديق أبوبكر ضرورة جمع القرآن الذى فى صدور من بقى من الصحابة حفظة القرآن وكتابته فى السطور فى صحائف مكتوبة محفوظة، وحيث كان قراره بجمع القرآن فى صحائف إنجازًا بالغ الأهمية يحسب للصديق الذى رحل عن الحياة والخلافة والحكم بعد أن أنقذ الإسلام من الردة والمرتدين تاركًا استكمال الجهاد فى سبيل الله لنشر الإسلام فى بقاع الأرض لمن يأتى بعده من الخلفاء وعموم المسلمين.
<<<
وقبل رحيله عن الحياة والخلافة كانت آخر قراراته أو بالأحرى إنجازاته لصالح الإسلام والمسلمين هى اختياره وهو فى فراش الموت لعمر بن الخطاب وتقديمه للمسلمين لمبايعته ليكون الخليفة الثانى من بعده وهو الاختيار أو الترشيح الذى حظى بقبول الصحابة وعموم المسلمين وحيث كان اختيارًا يتفق مع ترتيب درجات الصحابة حسبما استقر فى وجدان المسلمين الذين بايعوه بالإجماع.
<<<
ومع خلافة عمر بن الخطاب بدأ فصل جديد وحقبة دينية وسياسية بالغة الأهمية فى تاريخ الإسلام فى أولى سنواته بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى10 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.4623 49.5623
يورو 57.9352 58.0573
جنيه إسترلينى 67.1599 67.3155
فرنك سويسرى 62.1385 62.3190
100 ين يابانى 33.8065 33.8841
ريال سعودى 13.1875 13.2148
دينار كويتى 161.8213 162.2652
درهم اماراتى 13.4654 13.4948
اليوان الصينى 6.8938 6.9078

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5286 جنيه 5263 جنيه $106.87
سعر ذهب 22 4845 جنيه 4824 جنيه $97.96
سعر ذهب 21 4625 جنيه 4605 جنيه $93.51
سعر ذهب 18 3964 جنيه 3947 جنيه $80.15
سعر ذهب 14 3083 جنيه 3070 جنيه $62.34
سعر ذهب 12 2643 جنيه 2631 جنيه $53.43
سعر الأونصة 164404 جنيه 163693 جنيه $3324.03
الجنيه الذهب 37000 جنيه 36840 جنيه $748.09
الأونصة بالدولار 3324.03 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى