الأموال
الأربعاء 16 أكتوبر 2024 03:45 صـ 13 ربيع آخر 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : مصر فى التاريخ وفى الأديان.. المكان والمكانة

أسامة أيوب
أسامة أيوب

لأن مصر هى المكان الوحيد على كوكب الأرض الذى تجلي عليه الله سبحانه وتعالى فى زمن النبى موسى عليه السلام، حيث كان ذلك التجلى الإلهى الأعظم حدثا مقدسا خارقا لكل النواميس الكونية اختص الله به هذا البلد وبما أضفى بالمشيئة الإلهية على هذا المكان مكانة شديدة الخصوصية لا نظير لها بين بقاع الأرض وبين العالمين، فإنه يتعين ألا يغفل عنها المصريون وأن تظل حاضرة على الدوام فى وجدان أبناء هذ المكان وهذا البلد.. مصر.
إن مصر هى اسم هذا البلد عبر الزمان منذ آلاف السنين وقبل التاريخ المكتوب، وهو مشتق من اسم "مصرايم" أحد أبناء أو أحفاد النبى نوح عليه السلام، وقد ورد ذكر اسم مصر فى كل الكتب السماوية.. التوراة والإنجيل والقرآن، حيث ينطق فى اللغة العبرية "مصرايم" وفى الإنجيل جاء ذكرها فى آية "مبارك شعب مصر"، بينما وردت فى القرآن الكريم آخر الكتب السماوية بنفس الاسم "مصر".
...
أما اسم "ايجيبت" فهو دخيل على الاسم الحقيقى "مصر" حيث جرى استخدامه فى بعض العصور تحت اسم "قبط" أو "قفط" ولم يدم طويلًا، ولذا أجدنى أكرر ما سبق أن ذكرته تكرارا عدة مرات، وآخرها فى هذا المكان "الأموال" من الدهشة بشأن استمرار الدولة وطوال عقود طويلة فى الإبقاء على تداول اسم "ايجيبت" عالميا دون أن تتدخل رسميا لاعتماد الاسم الحقيقى مصر فى كل المعاملات الخارجية بدلا من "ايجيبت" الذي يبدو ترجمة لاتينية لـ"مصر" Mesr خاصة أن اسم مصر هو المتداول والمتعارف عليه عربيًا وفى بعض الدول الإسلامية بل حتى فى إسرائيل عند ذكرها باللغة العبرية.
وفي هذا السياق فإنه من اللافت المثير والخطير أن اسم "ايجيبت" بدأ تداوله مؤخرا داخل مصر لدى أبناء طبقة اجتماعية جديدة من أبناء الوطن، للدلالة على ثرائها المفاجئ واستعلائها على عموم المصريين، حيث يتحدثون عن أنهم من "ايجيبت" بينما بقية المصريين وهم الأغلبية الساحقة من مصر، هو الأمر الذى يعكس بوادر انقسام مجتمعي ووطني وفصل عنصري وطبقي بقدر ما ينذر بخطر اجتماعى يتعين تدارك عواقبه الوطنية.
...
إن مصر فى التاريخ هى صاحبة أقدم حضارة عرفها الجنس البشرى على الأرض منذ آلاف السنين ولاتزال آثارها باقية شاهدة على عراقة مصر التى استحقت وتستحق أن تباهى شعوب العالم حسبما قال شاعر النيل فى قصيدته العصماء.. مصر تتحدث عن نفسها "وبناة الأهرام كفونى الكلام عند التحدى"، ومصر فى التاريخ هى من تصدت وقهرت التتار والحملات الصليبية أخطر غزوتين تعرضت لهما مصر والأمة العربية.
...
ثم إن مصر فى الأديان السماوية كانت حاضرة بقوة، فعلى أرضها كلم الله سبحانه وتعالى النبى موسى عليه السلام، حيث كان النبى الوحيد الذى كلمه الله تكليما.. فى اختصاص أيضا لمصر دون غيرها من البلدان، ومصر هى التى آوت واحتضنت المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم العذراء بعد اللجوء إليها دون غيرها من البدان.. فرارًا من اضطهاد الرومان فى فلسطين، وحيث عاشت العائلة المقدسة على أرض مصر مدة سنوات متنقلة بين أرجائها من مكان إلى مكان وهو التجوال الذى يعرف بمسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر.
وفى الإسلام كانت مصر حاضرة أيضًا، حيث جاء ذكرها فى القرآن الكريم عدة مرات منها أربع مرات صراحة، وهى بذلك تعد البلد الوحيد الذى ورد ذكره بالاسم فى القرآن الكريم، ثم إنها البلد الذى أوصى النبى محمد صلى الله عليه سلم أصحابه بأهلها خيرًا، إذ إن فيهم نسبا وصهرا فى إشارة إلى السيدة هاجر المصرية زوجة نبى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام التى كانت جارية مهداة إليه من ملك مصر عندما زارها بصحبة زوجته الأولى السيدة سارة أم النبى إسحاق الأخ غير الشقيق للنبى إسماعيل ابن السيدة هاجر المصرية والذى يوصف بأنه أبو العرب، ومن ثم فإن المصريين يعدون أخوال العرب، مع ملاحظة أخرى مهمة وهى أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة مارية القبطية التى أهداها له المقوقس عظيم القبط بعد أن أعتقها وصارت حرة وأنجبت له آخر أبنائه إبراهيم الذى مات طفلًا صغيرًا.
...
وفى التاريخ الحديث جدا كانت مصر حاضرة فى الإسلام إذ يذكر أن أول من أضاء المسجد النبوى فى المدينة المنورة بالكهرباء على نفقته الخاصة كان مصريا يدعى حمزة باشا والذى كان يشغل منصب وزير التموين فى الحكومة المصرية فى أواخر أربعينيات القرن الماضى.
وفى التاريخ القديم كانت مصر هى البلد الذى نشأ على أرضه نبى الله يوسف الصديق، ابن نبى الله يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، وبحسب القصة المعروفة لعموم المسلمين كما وردت فى القرآن الكريم كاملة وفى سورة واحدة هى سورة يوسف فقد علا شأنه حتى صار عزيز مصر "رئيس الوزراء" وحاكمها الثانى بعد الملك.
....
أهمية مصر ومكانتها وخصوصيتها تبدت أيضًا فى عصر الفتوحات الإسلامية الأولى وحيث أطلق على الولايات الإسلامية اسم "أمصار" جمع مصر وهو أمر له دلالته التى تؤكد مكانة مصر وتاريخها العريق فى العصور السابقة.
...
وفى دلالة على قوة مصر الاقتصاية وازدهارها فإن بعض الشعوب العربية كانت تطلق ولاتزال على النقود اسم "المصارى" خاصة فى بلاد الشام حسبما نشاهد فى الأعمال الدرامية السورية واللبنانية على سبيل المثال، بينما لاتزال بعض الشعوب العربية تطلق نفس التسمية المصرية للأموال وهى "الفلوس" جمع "الفلس" وهو عملة مصرية قديمة جدا بالغة الضآلة بينما لايزال المصريون يسمون الأموال "فلوس" ومعهم الشعوب العربية.
وفى السودان يطلق السودانيون حتى الآن على الأموال اسم "القروش" وهى جمع قرش تلك العملة المصرية القديمة التى تمثل واحدًا من مائة من الجنيه المصرى الذى في طريقه للانقراض.
وفى الزمن المعاصر وفى امتداد تاريخى لمكانتها الحضارية التاريخية الثقافية ظلت مصر حاضرة بما امتلكته من قوى ناعمة ثقافية وأدبية وفنية، حيث كان لديها أول سينما وأول تليفزيون فى العالم، وفيها تألق الفنانون والأدباء والشعراء المصريون وفيها بزغت نجوم من سائر الأقطار العربية.. من سوريا ولبنان وتونس والجزائر.
فى الزمن المعاصر كان فى مصر العقاد وطه حسين والمازنى وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ أديب نوبل ويوسف إدريس وأحمد شوقى أمير الشعراء الذى بايعه أدباء الشعراء العرب جميعا بإمارة الشعر.
وفى مصر كان لدينا أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وبليغ حمدى والموجى وكمال الطويل.. وغيرهم الذين لا تكفى الصفحات الكثيرة للحديث عنه وذكرهم، وفى مصر كان لدينا العالم مصطفى مشرفة ومجدى يعقوب الطبيب العالمى وغيرهما كثيرون.
...
وعن الإسلام فى مصر فإنها كانت منذ أكثر من ألف عام وحتى الآن بلد الأزهر الشريف.. كعبة المسلمين الثانية جامعا وجامعة وإماما أكبر وعلماء أجلاء، وحيث كان الأزهر ولايزال منارة العلم الإسلامى الشرعى فى العالم، بل إنه وحسبما قال إمام الدعاة الراحل الشيخ الشعراوى هو الذى صدر علوم الإسلام للبلد الذى نزل فيه الإسلام، وحيث يواصل الأزهر بقيادة إمامه الأكبر الحالى الشيخ أحمد الطيب أداء هذا الدور الأزهرى المصرى فى العالم الإسلامى.
...
لكل ما سبق.. هذه هى مصر أم الحضارات الإنسانية فى التاريخ وفى الأديان.. إنها البلد الذى يتعايش به أهله فى نسيج واحد. لا يعرف الطائفية أو العنصرية، وهى مصر التى يتعين على الأجيال الحالية أن يستعيدوا تعرفها وتقرأ تاريخها القديم والحديث جيدًا، حتى مجدها القديم وهى مصر باسمها التاريخى الوطنى الصحيح الذى يعتز به كل المصريين.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى15 أكتوبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.4954 48.5954
يورو 52.8697 52.9836
جنيه إسترلينى 63.4466 63.5823
فرنك سويسرى 56.2592 56.3817
100 ين يابانى 32.4906 32.5598
ريال سعودى 12.9166 12.9446
دينار كويتى 158.0943 158.4720
درهم اماراتى 13.2021 13.2312
اليوان الصينى 6.8126 6.8281

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4126 جنيه 4114 جنيه $85.61
سعر ذهب 22 3782 جنيه 3771 جنيه $78.47
سعر ذهب 21 3610 جنيه 3600 جنيه $74.91
سعر ذهب 18 3094 جنيه 3086 جنيه $64.21
سعر ذهب 14 2407 جنيه 2400 جنيه $49.94
سعر ذهب 12 2063 جنيه 2057 جنيه $42.80
سعر الأونصة 128324 جنيه 127969 جنيه $2662.69
الجنيه الذهب 28880 جنيه 28800 جنيه $599.25
الأونصة بالدولار 2662.69 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى