الأموال
الأحد، 28 أبريل 2024 03:59 مـ
  • hdb
19 شوال 1445
28 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

رئيس جمعية مطورى القاهرة الجديدة يطالب الحكومة بمنح محفزات للقطاع...الماوي: تثبيت الفائدة الأقرب للواقع مع عودة الثقة للاقتصاد بوصول...تساهيل للتمويل تحصل على المستوى البرونزي لشهادة مايكروفيننزا العالمية MFR”اورنچ” تبرم شراكة استراتيجية مع ”هواوي” لإطلاق خدمات Huawei Cloud...”اتصال” و”رجال الأعمال المصريين” تدشنان شراكة جديدة مع الشركات الهنديةاحمد إسماعيل صبره: ٤ إجراءات إصلاحية عاجلة تساعد المصدرين...”الهوارى” تبني الدولة لاستراتيجية التصنيع يحقق رؤية الصادرات عند مستوي...آي صاغة: 155 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية...البحوث الزراعية ومصر الخير يطلقان حملة قوافل بيطرية لعلاج مواشي...كوالكوم تعلن عن الشركات الناشئة المرشحة في القائمة المختصرة لمبادرة...بنك التعمير والإسكان ومؤسسة السويدي يفتتحان أكاديمية بمدينة السادات الصناعيةغرفة صناعة الملابس الجاهزة تعقد جمعيتها العمومية لمناقشة استراتيجية الغرفة
كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : فوز بوتين الكبير.. دعم شعبى قوى لسياسته المتشددة

د. محمد فراج أبوالنور
د. محمد فراج أبوالنور

الفوز الكبير الذي حققه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة (١٥ - ١٧ مارس) حدث دولى مهم بالنظر إلى وزن روسيا الدولى الكبير وتأثيرها البارز فى مجرى الأحداث العالمية، وانخراطها فى صراع عسكرى محتدم على الأراضى الأوكرانية يشارك فيه حلف «الناتو» على أوسع نطاق بالإمدادات العسكرية والخبراء والمرتزقة والمساعدات المالية السخية، وفى مواجهة سياسية واقتصادية وإعلامية شاملة مع الغرب كله بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولاشك أن شخصية الرئيس الروسي وأسلوب قيادته ومستوى الدعم الشعبى الذى يتمتع به هى أمور لها انعكاساتها بالغة الأهمية على مجرى هذا الصراع على النفوذ ورسم خرائط القوة فى العالم بأسره، وعلى طبيعة النظام العالمى، وهل يكون أحادى القطب أم متعدد الأقطاب؟
بوتين حصل على أكثر من ٨٨٪ من نسبة الأصوات مقابل ١٢٪ تقاسمها منافسوه الثلاثة «ممثلو الحزب الشيوعى، وحزب الناس الجدد والحزب الليبرالى الديمقراطى»، وشارك فى الانتخابات أكثر من ٧٧٪ من لهم حق التصويت، وهى أرقام كبيرة تفسِّرها حالة الاستقطاب الدولي الشديدة، وإحساس الروس بأن بلادهم مستهدفة من جانب الغرب على مختلف المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية.. وبالتالى فإن إبداء الدعم لقيادة البلاد يبدو كأنه عمل من أعمال الدفاع عن الوطن، وليس مجرد أداء واجب انتخابى، خاصة وأن الجيش الروسى قد انتقل إلى حالة الهجوم مؤخرًا، بعد أن تمكَّن من احتواء «الهجوم المضاد» الأوكرانى المدعوم بقوة من جانب الولايات المتحدة وخلفها كل أعضاء الناتو.
وقد تمكَّن الروس خلال الشهور الأخيرة من إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الأوكرانية سواء فى القوى البشرية أو فى الأسلحة والعتاد العسكرى.
وذكر وزير الدفاع الروسى فى بيان أخير له أن القوات الأوكرانية تكبدت منذ بداية هذا العام خسائر فادحة بلغت أكثر من (٧١ ألف/ واحد وسبعين ألف فرد ــ و١١ ألف/ أحد عشر ألف آلية عسكرية وسلاح) بما فى ذلك دبابات «أبرامز» وعربات «رادلى» المدرعة الأمريكية، ودبابات «ليوبارو» الألمانية و(١١ منصة) لإطلاق صواريخ الدفاع الجوى من بينها ٥ من طراز «باتريوت» وراجمات صواريخ «هايمارس» وقطع مدفعية، فضلا عن تدمير مخازن السلاح والذخيرة.. إلخ (RT -٢٠ مارس).
وأصبح واضحًا ومحلاً للنقاش فى وسائل الإعلام الغربية أن أوكرانيا تعانى من نقص كبير فى أعداد الجنود والضباط وكذلك في الأسلحة والذخيرة، بالرغم من الإمدادات الغربية السخية، التى أدت إلى إفراغ مخازن السلاح والذخيرة لدى بلدان «الناتو»، وفى الوقت نفسه فإن مصانع السلاح والذخيرة الروسية قد أصبحت تعمل لثلاث ورديات يوميا، ونجحت في تحقيق فائض من إنتاج عديد من الأسلحة، وكل أنواع الذخيرة تقريبا.
وقبل الانتخابات الرئاسية بأيام من الاستيلاء علي مدينة «أفدييفكا» الحصينة والاستراتيجية، كما تمكَّن خلال الأيام القليلة الماضية من الاستيلاء على عدد من البلدات القريبة من «أفدييفكا» وفى مناطق أخرى من خطوط التماس.
وكان الجيش الروسى قد تمكَّن خلال الشهور الماضية من احتواء آثار تمرد «قوات فاجنر» الذى عقد عليه الغرب آمالاً واسعة وتمت إعادة إدماج «فاجنر» فى القوات المسلحة الروسية خلال فترة قصيرة.
صمود الاقتصاد الروسى
أما على الصعيد الاقتصادى فقد تمكنت روسيا من احتواء آثار العقوبات الغربية القاسية، وإعادة بناء علاقاتها الاقتصادية الدولية بالتركيز على العلاقة مع الصين والهند ودول «البريكس» وغيرها من الاقتصادات الناشئة، وخاصة فى شرق وجنوب شرق آسيا «إندونيسيا والنمور الآسيوية» واستفادت من ارتفاع أسعار الغاز والنفط فى زيادة عائداتها وتعزيز احتياطياتها الدولية «راجع بالتفصيل: الأموال - ٢٥/ ٢/ ٢٠٢٤ - مقال «بعد عامين من الحرب فى أوكرانيا.. كشف الأرباح والخسائر»).. وحسب صندوق النقد الدولى فقد حقق الاقتصاد الروسى نموا قدره ٢.٥٪ عام ٢٠٢٣// و٣.٥٪ حسب بيان لبوتين، بينما يتوقع صندو النقد نموا للاقتصاد الروسى عام ٢٠٢٤ بنسبة ٢.٦٪ (RT - ٣٠ يناير ٢٠٢٤) وانظر أيضا (سكاى نيوز عربية - ٨ فبراير ٢٠٢٤).
بينما تعرضت دول الاتحاد الأوروبى لخسائر كبيرة بسبب توقفها عن شراء الغاز والبترول الروسيين الرخيصين واشتعال الأسعار واضطرارها لاستيراد الغاز الأمريكى المسال بأضعاف سعر نظيره الروسى الوارد عبر خطوط الأنابيب، وتباطأ النمو فى دول الاتحاد الأوروبى ليدور حول الصفر٪ وأقل من أو ١٪ فى أغلب بلدانه الكبرى وخاصة ألمانيا.
قيادة قوية
وكان بديهيًا فى ظل هذه النجاحات العسكرية والاقتصادية أن تتعزز شعبية بوتين، القوية أصلا، علمًا بأن قراره هو والنخبة المحيطة بخوض الحرب في أوكرانيا لمنع ضمها إلى «الناتو» بما ينطوى عليه ذلك من تهديد خطير للأمن القومى الروسى، هو قرار يحظى بدعم شعبى واسع.
وعمومًا فإن بوتين يُنظر إليه فى روسيا باعتباره الزعيم الذي أخرجت قيادته البلاد من حالة التدهور الاقتصادى والسياسى الشديد الأشبه بـ«الغيبوبة التاريخية» التى عرفت فيها فى سنوات حكم يلتسين فى العقد الأخير من القرن العشرين، إلى شاطئ النجاة والأمل وإعادة تنظيم الاقتصاد والقوات المسلحة، واستعادة وضعها على الساحة الدولية كقوة عظمى التصدى لمحاولات أمريكا والناتو والاتحاد الأوروبى لحصار وتقزيم روسيا، ورفض الهيمنة الأمريكية والغربية والنظام العالمى أحادى القطبية والدعوة لبناء نظام عالمى متعدد الأقطاب بالتحالف مع الصين ــ المنافس الأول لأمريكا ــ وغيرها من الدول الصاعدة اقتصاديا وعسكريا.
والحقيقة أن كل هذه التطورات بالغة الأهمية التي شهدتها روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين قد أدت إلي تغيير وجه العلاقات الدولية وارتقت ببوتين إلى مرتبة زعامة تاريخية معترف بها لبلاده بحيث أصبح تقديم الغرب لشخصيات معارضة ضئيلة الأهمية مثل «نافالتا أو غيره» كمنافسين لبوتين أمرًا لا يمكن للشعب الروسى أو لأى مراقب متزن أخذه على محمل الجد. كما أن الطعن فى الانتخابات الأخيرة بأن منافس بوتين فيها غير معارضين للعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا (!!) هو أمر يكشف عن الجهل التام بالأمزجة الوطنية للشعب الروسى، لأن أى مرشح يعارض هذه العملية العسكرية يكون كمن ينتحر سياسيا، كما يجب أن يكون واضحًا أنه كلما ازداد الهجوم على بوتين فى الغرب أو توجيه الشتائم إليه كما يفعل بايدن لا يؤدى إلا إلى زيادة شعبية والتفاف الروس حوله.

استمرار خط بوتين
الأمر المؤكد أيضا هو أن الدعم الشعبى الكبير الذى حصل عليه بوتين فى الانتخابات الرئاسية سيؤدى إلى تعزيز نهجه القوى فى التعامل مع الغرب عمومًا، وفيما يتصل بأوكرانيا خصوصا.
وبديهى أنه لا بوتين ولا أى رئيس روسى سيفكر مجرد تفكير فى الانسحاب من شبه جزيرة القرم، أما المقاطعات الأربع التى احتلت القوات الروسية أجزاء كبيرة منها «دوينتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوروجيه» ستعمل علي استكمال السيطرة عليها، وكذلك على استكمال السيطرة على ساحل البحر الأسود حتى أوديسا ذات الأغلبية السكانية الروسية، والميناء الرئيسى فى أوكرانيا، وإعادة الأخيرة إلى وضعها القديم المعزول عن ساحل البحر الأسود، وليس من المستبعد أن تكون لديه خطط بشأن مناطق أخرى يراها ضرورية لحماية أراضى روسيا وأمنها القومى.
وخلاصة القول أن الدعم غير المسبوق الذى قدمه الناخبون الروس لبوتين هو دعم مباشر أيضًا لخطه المتشدد تجاه الغرب، وتحالف القوى مع الصين، وسعيه لتعزيز البريكس ومنظمة شنغهاى بسياسته النشيطة تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا، وبديهى أن هذا كله ليس مصدر سعادة لبايدن وغيره من الزعماء الغربيين، لكن بوتين هو رئيس روسيا المدعوم شعبيًا بقوة، وعليهم التعامل مع هذه الحقيقة مهما يكن شعورهم تجاهها!

مصر للطيران
فوز بوتين . دعم شعبى.سياسته المتشددة

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE