الأموال
الأربعاء، 17 أبريل 2024 01:10 صـ
  • hdb
7 شوال 1445
17 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : فى غيبة معلومات واضحة حول نهائية قريبة لوباء «كورونا»

الكاتب الصحفى أسامة أيوب
الكاتب الصحفى أسامة أيوب

لماذا أعاد المتحور الجديد «أوميكرون» الذعر في العالم
وفقا لنظرية المؤامرة فإن «كورونا» قد تكون حربا بيولوجية فى الصراع الاقتصادى بين أمريكا والصين


بالإعلان عن اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا «كوفيد١٩» فى دولة جنوب أفريقيا والذى يدخل معه العالم الموجة الخامسة لهذه الجائحة، والذى أعاد أجواء الهلع والرعب التي اجتاحت أرجاء المعمورة قبل نحو عامين بالنظر إلى التحذير من سرعة انتشاره وتفشيه في غيبة معلومات مؤكدة حتى الآن عن مدى خطورته، فإنه بدا واضحا أن البشرية سوف تظل أسيرة لهذا الفيروس وتحوراته لأجل غير مسمى.
من المعلوم في الأوساط العلمية العالمية أن هذا المتحوِّر الجديد الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم «أوميكرون» هو المتحور الحادى عشر للفيروس خلال عامين، وأن أربعة متحورات منها لم تكن ذات خطر، بينما كانت سبعة هى الأخطر والأكثر انتشارًا والتى كان آخرها متحور «دلتا»، ومن اللافت أن المنظمة اتجهت إلي الامتناع عن إطلاق اسم الدولة علي المتحور الذى ينطلق منها تجنبًا للحساسيات السياسية، ولذا لجأت إلي إطلاق أسماء من اللغة اليونانية القديمة، والتي كان آخرها «أوميكرون» والذى تصادف أنه يتشابه مع اسم الرئيس الفرنسي ماكرون الشعبى، وحيث كان ذلك مجالا للمزاح العالمي.
<<<
المثير للقلق بشأن استمرار توالى تحورات «كورونا» هو أن منظمة الصحة العالمية أعدّت أسماء أخرى لتكون جاهزة لإطلاقها على متحورات أخرى جديدة للفيروس في قادم الأيام والشهور، وهو الأمر الذى يشى بأن «كورونا» مستمر فى العالم حتى مع افتراض ضعف المتحورات المرتقبة! وذلك من شأنه أن يثير العديد من التساؤلات الملحة بحثا عن تفسيرات علمية بل غير علمية لهذه الجائحة التي هاجمت الكرة الأرضية بهذه الشراسة وبذلك التفشى والانتشار على نحو غير مسبوق في التاريخ الإنسانى، ولا يزال خطرها مستمرا ومتواصلا.
<<<
ولأنه من المعلوم أن منشأ هذا الفيروس كان في دولة الصين وتحديدا فى مدينة «يوهان» فى نوفمبر ٢٠١٩ حيث يوجد مختبر تجارب على الفيروسات، ومنها تفشى حول العالم، وكان ذلك مما دعا الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب لأن يُطلق عليه اسم «الفيروس الصينى» فى اتهام صريح للصين بأنها هى التى خلَّقته سواء كان ذلك عمدًا أو عن خطأ غير مقصود، فقد معه المختبر السيطرة على الفيروس، ولأن ثمة معلومات أخرى عن وجود باحثين أمريكيين فى ذلك المختبر، فإننا نكون أمام لغز كبير محيّر حول نشوء الفيروس.
<<<
ولأن الفيروس اللعين الذي أصاب عشرات الملايين وقتل ما يزيد على نصف المليون حول العالم قد عطّل وقيَّد حركة حياة الناس وألحق أضرارا فادحة بالاقتصاد في العالم كله.. الدول الغنية الكبرى والدول الفقيرة ذات الاقتصاديات الضعيفة على حد سواء بل إن الأخيرة كانت أضرارها أكثر فداحة ليس على المستوى الاقتصادى فحسب بل أيضا على المستوى الصحى بالنظر إلى ضعف وتهالك منظوماتها الصحية..
.. لذا ووفقًا لنظرية المؤامرة التى بدا ضروريًا التسليم بها والإقرار بصحتها حتى لغير المؤمنين بها، فإننا قد نكون بصدد حرب بيولوچية لأهداف ومصالح سياسية بين الدول الكبرى، حتى وإن طالت تداعيات هذه الحرب تلك الدول، باعتبار أن ثمة أخطاء في التقديرات أخرجت تفشى الفيروس عن السيطرة.
< <<
هذه الحرب البيولوچية تنطوى في حقيقتها على حرب اقتصادية عالمية بين الأقطاب العالمية الكبرى.. أمريكا والصين على وجه الخصوص، وهما الدولتان المتهمتان.. إحداهما أو كلتاهما بالمسئولية عن ظهور هذا الفيروس.
ثمة ملاحظة مهمة يمكن معها تفّهم أو ترجيح أن ظهور الفيروس يأتى في سياق حرب بيولوچية عالمية، وهى احتدام الصراع السياسى والاقتصادى بين أمريكا والصين، وحيث قررت الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن انتهاج سياسة خارجية جديدة.. دوليًا وإقليميًا ترتكز على التفرغ لمواجهة التفوق الصينى المتنامى والمتمدد والذى بات يمثل خطرًا على الولايات المتحدة والتوقف عن الانخراط فى المشكلات والصراعات الإقليمية الأخرى خاصة فى الشرق الأوسط والتى شغلتها عن تنامى قوة الصين.
< < <
ثم إنه بحسب نظرية المؤامرة أيضًا فإن ثمة اتهامات على درجة كبيرة من الأهمية ترجحها شرائح كبيرة في الرأى العام العالمى.. موجهة إلى شركات الأدوية واللقاحات العالمية الكبرى والمدعوة من أجهزة استخبارات باعتبار أنها المنتجة للقاحات المضادة للفيروس والتي تأخرت في تصنيعها ودفعها للأسواق بهدف بث الرعب لدى الشعوب والتلهف على إنتاجها، ومن ثم فإنها الضالعة في تفشى الفيروس بل في ظهور متحوراته المتتالية، أى أن «كورونا» تمثل «بيزنس» عالى الربحية لتلك الشركات الكبرى، خاصة مع التنافس الكبير فيما بينها والتشكيك المتبادل في فعالية اللقاحات، مع ملاحظة تشكيك الشركات الأمريكية والأوروبية في اللقاح الروسى الذى كان الأسبق فى الإنتاج والأقوى في الفعالية.
< < <
وفى هذا السياق تجدر الإشارة والتذكير بوباء «انفلونزا الخنازير» في تسعينيات القرن الماضي الذى تفشى في العالم، وحيث اتضح أن ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت كان يمتلك شركة لصناعة الدواء وهى التي أنتجت العقار المضاد لذلك الفيروس وحققت أرباحا طائلة، وهو الأمر الذي أشار بأصابع الاتهام إلى «تشينى» وشركته بالضلوع فى تخليق فيروس الخنازير، والذى سرعان ما انتهى من العالم علي العكس تمامًا من فيروس «كورونا» الأشد شراسة وتفشيًا ولا تبدو له نهاية قريبة.
> > >
حتى هذه اللقاحات المتعددة المتداولة التي أنتجتها تلك الشركات فإنها لا تقى تماما من الإصابة حسبما أكدت إصابات الذين تلقوها، أى أنها ليست حلا ناجعًا، حتى وإن كانت تقلل من الإصابة والوفيات.
< < <
أما المتحور الجديد «أوميكرون» والذى لايزال العلماء في مراكز الأبحاث العالمية يدرسون طفراته والتي بلغت أكثر من أربعين طفرة وهو ما قد يعنى أنه أخطر من سابقه «دلتا» الذى لم تزد طفراته على ١١ طفرة، فقد تباينت الآراء بشأن التعامل معه ما بين أنه مثير للقلق ولكنه ليس مدعاة للرعب رغم سرعة انتشاره وانتقال العدوى.
ومع غيبة المعلومات المؤكدة حتى الآن عن هذا المتحور، فقد تباينت الآراء العلمية حول فعالية اللقاحات الحالية للوقاية منه وأن الأمر يتطلب لقاحا آخر للتعامل مع البروتين الشوكى الذى يخترق الخلايا ويصيب بالمرض، مع ملاحظة أن إنتاج لقاح جديد خاص بهذا المتحور يتطلب الانتظار ثلاثة أسابيع علي الأقل وفي رأى آخر يتطلب شهورا.
وفى نفس الوقت فإن إعلان شركة «فايزر» عن إنتاج عقار لعلاج الإصابة بالفيروس تمهيدًا لتداوله على نطاق واسع في وقت قريب وحيث لم تحدد الشركة متى بالتحديد يتم طرح هذا العقار، فإن ذلك يزيد من ترجيح أن «كورونا» بيزنس كبير لشركات الدواء العالمية، سواء بالتربح من بيع اللقاحات أو تأخير طرح العقار الذى سيزيد من أرباحها إلى ما بعد نفاد كميات اللقاح التي تم تصنيعها بالفعل.
< <<
الأخطر فى جائحة «كورونا» هو غيبة العدالة الإنسانية فى توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة وذات الاقتصاديات الضعيفة، ومن ثم فإن «كورونا» حتى فى ضوء نظرية المؤامرة لن تنتهى من العالم بوجه عام ولا من الدول الكبري إلا بتلقيح كل الشعوب.. هذا إن صحت فعالية اللقاحات.
<<<
هذا الهلع الذى يجتاح العالم الآن بعد الإعلان عن المتحور الجديد «أوميكرون» والذى بدأ فى الانتشار فى كثير من دول العالم يُنذر بالعودة إلى بداية تفشي الجائحة قبل عامين بعد أن كانت بوادر انفراجة تلوح في الأفق، حيث لجأت كثير من دول العالم إلى العودة مجدداً إلى تشديد الإجراءات الاحترازية والإغلاق لمدة أسبوعين، بل وصل الأمر إلى إغلاق الحدود تماما ووقف كل الرحلات الجوية، بينما أوقفت بعض الدول الرحلات إلى جنوب أفريقيا منشأ المتحوِّر ومعها دول أفريقية أخرى.
غير أن منظمة الصحة العالمية التي أكدت أن المتحور الجديد وإن كان مثيرًا للقلق إلا أنه لا يستدعى الذعر لأن أعراضه أخف كثيرا بالمقارنة بالمتحورات السابقة.. جاء انتقادها للجوء الدول إلى إغلاق الحدود ووقف الرحلات مع جنوب أفريقيا باعتباره قرارا لا مبرر له إذ إنه لن يحول دون تفشي المتحور فى كل دول العالم.
ومع إقرار المنظمة العالمية بأن وقف الرحلات وإغلاق الحدود لن يحول دون تفشى المتحور جاء إعلان دولة جنوب افريقيا عن استيائها لممارسة ما وصفته بالتمييز ضدها والذى بدا عقابًا لها على شفافيتها بالمبادرة بالإعلان عن ظهور الفيروس بين مواطنيها.
< < <
وسط هذا الغموض الذى يكتنف تفشى وباء «كورونا» بتحوراته المتتابعة السابقة والراهنة والمحتملة لاحقًا دون رأى علمي واضح بشأن توقيت نهايته، وحيث تظل الحياة فوق الكوكب أسيرة لهذا الفيروس، فإن الاتهام يبقي قائمًا بأننا بصدد إما حرب بيولوجية عالمية أو حرب اقتصادية سياسية فى سياق الصراع الاقتصادى والسياسى بين الأقطاب العالمية.
< < <
وفى كل الأحوال فإن الأرجح بحسب كثير من الاجتهادات أن البشرية تواجه مؤامرة خفية سوف تتضح حقيقتها فى قادم الأيام أو السنين عندما تنتهى الجائحة إلى غير رجعة.

مصر للطيران
فيروس كورونا «كوفيد١٩» جنوب أفريقيا
بنك الاسكان
NBE