محمد عبد المنصف يكتب : قطار التنمية في السودان يتحرك
استرد السودان عافيته الاقتصادية هذا الأسبوع بنجاحه في إعادة جدولة ديونه الخارجية التي وصلت إلى 60 مليار دولار،خلال مؤتمر باريس لدعم السودان، ليشق طريقه نحو نهضة تنموية حقيقية.. فأين الاستثمار المصري من تلك الصحوة..
لابد أولا من سرعة استكمال شبكات الربط الكهربائي، فغني عن القول بأن أزمة سد النهضة مرتبطة أساسا بتوليد الكهرباء، وسواء استكملت إثيوبيا بناء السد أم لا فإن شبكات الربط الكهربائي قد أصبحت مسألة حياة أو موت لتوفير الطاقة الكهربائية للقضاء على مبرر لتوليد الطاقة الكهرومائية من المساقط المائية، والتي قد تتسبب منع تدفق المياه لمصر.
يأتي بعد ذلك مشروعات الطرق التي تربط البلدين ببعض، وبخاصة خط النقل الملاحي الذي يستهدف ربط بحيرة فيكتوريا بالإسكندرية، ويعد الخط الواصل بين "أسوان والخرطوم" مرحلة أساسية منه، بل يجب أن نسعى لمدها إلي جوبا عاصمة جنوب السودان.
ونظرا لأن ميناء بورسودان الذي يبعد عن مدينة الخرطوم 765 كيلو مترا يعتبر المعبر الرئيسي للصادرات السودانية، و لا يربطه بالعاصمة سوي خط سكة حديد، فإن مشروع الربط النهري يكتسب أهمية خاصة لنقل بضائعها لأوروبا، وكذلك استكمال خط السكة الحديد الذي يربط بين الإسكندرية والخرطوم والذي يتوقع ان يصل إلى اثنتي عشرة ساعة فقط لتيسير عملية نقل البضائع والركاب.
ولعل موافقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إلغاء 5 مليارات دولار ديونا سودانية لفرنسا، بل وافق على تقديم دعم قدره 1.5 مليار دولار لسداد متأخرات السودان لصندوق النقد الدولي فرصة لن تتكرر، صاحب ذلك إعلان النرويج عن إلغاء ديونها على السودان وقدرها 4.5 مليار دولار.
وتأكيد المملكة العربية السعودية عن اتخاذها الخطوات اللازمة لإلغاء ديونها على السودان والمقدرة بنحو 5 مليارات دولار، وتخصيص البنك الدولي 2 مليار دولار للسودان للاستثمار في برامج الصحة والطاقة خلال الأشهر العشرة المقبلة، وتمويل بنك الاستيراد والتمويل الأفريقي مشاريع الطاقة والاتصالات بمبلغ 700 مليون دولار لتمويل في السودان، يخلق فرصة تاريخية للتعاون الاقتصادي بين البلدين، عسى أن يكون ذلك بداية تحقيق الحلم بوحدة المصالح بين شطري وادي النيل.
