الأموال
الأربعاء، 1 مايو 2024 04:08 مـ
  • hdb
22 شوال 1445
1 مايو 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

أردوغان يلهث خلف إسرائيل لتقبل إعادة التطبيع وتل آبيب تلتزم الصمت ؟!!

الأموال

مستشار أردوغان: (اذا تقدمت اسرائيل نحونا خطوة فسنتقدم نحوها خطوتين).

إسرائيل اليوم : تركيا عرضت على إسرائيل ترسيم الحدود البحرية و إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مارس 2021 .

  • سفير إسرائيل السابق بأنقرة : وضع أردوغان الاقتصادي والعقوبات الأمريكية والعزلة عن العالم هي كلمة السر في طلبه من إسرائيل إعادة التطبيع .
  • المعلق السياسي لصحيفة ( شالوم ) كارل فالنسيا : لم يعد في أوربا أحد يريد سماع أردوغان حتى لو كان على صواب .
  • مستشار أردوغان للعلاقات الدولية : (اذا تقدمت اسرائيل خطوة نحونا فسنقدم خطوتين نحوها، وسنقوم بشراء أسلحة جديدة منها وننتظر الضوء الأخضر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة وتحليل

إيهاب حسن عبد الجواد

صحفي وباحث في الشئون الإسرائيلية والقانون الدولي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أردوغان يطلب الصفح والغفران من إسرائيل :

 

خرج علينا الأسبوع الماضي الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) بلحن سياسي جديد عزفه في خطبة سياسية رنانة كعادته .. لكن هذه المرة كان اللحن مختلف تماما فلم يكن لحن على غرار فرقة ( المهتر العسكرية ) التي يعتبر قائدها في العصر الحديث وعازفها الأول. لم يكن لحن أردوغان أوتصريحه عبارة عن تهديد ووعيد كاذب كعادته لإسرائيلي ، أو مطالبة بتطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود أوالقضاء على الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرض فلسطين المغتصبة . لا . لا . كان غزل صريح لدولة الاحتلال الإسرائيلي يغازل فيه أردوغان الكيان طالبا الصفح والغفران والكشف عن العلاقات الخفية بشكل علني وعمل ( set up ـ تحديث ) لعملية التطبيع مع إسرائيل .

الصحف العبرية بدولة الاحتلال الإسرائيلي تلقفة الرسالة الصريحة وأبرزت على مدار أسبوع كامل تصريحات الرئيس التركي ( رجب طيب أردوغان) .. التي لم تعهدها مسامع المحتل الإسرائيلي المدني من قبل وإن كان قادة الكيان الصهيوني العسكريين والسياسيين يعهدونها ويعرفونها جيدا وتحت عنوان ( أردوغان يريد التطبيع مع إسرائيل ) نشرت صحيفة ( يسرائيل هيوم – إسرائيل اليوم ) تصريح أردوغان أوخر ديسمبرالماضي والذي قال فيه إن (سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين غير مقبولة ، لكن تركيا تريد تحسين علاقاتها مع إسرائيل) ، مضيفًا أن "علاقة تركيا الاستخباراتية مع إسرائيل مستمرة ؟!!

حركة حماس قد تكون عربون محبة بترحيل مكتبها من تركيا

إسرائيل الرسمية التزمت الصمت ولم ترد على رسالة ما أسمه الإعلام العبري بطلب المصالحة التركية. ومع ذلك ، قال وزير رفيع المستوى لم تذكر ''إسرائيل اليوم '' أسمه إن الحالة التركية تختلف اختلافًا جوهريًا عن حالة أربع دول عربية وقعت سلامًا مع إسرائيل وذلك ، بسبب دعم تركيا لحركة حماس. وقال المسؤول الإسرائيلي "إن مقر حماس في تركيا يمثل إشكالية كبيرة للغاية. إنها تجعل الأمر برمته صعبًا للغاية.

وقال طالما أنه لم يطرأ تغيير على الموقف التركي تجاه حماس ، فلن يكون هناك تحسن في العلاقات بين البلدين.وقال كارل فالنسيا ، المعلق السياسي لموقع T24 على الإنترنت وصحيفة "شالوم" لـ (لإسرائيل اليوم ) هذا تصريح إيجابي بلا شك. لم نسمع مثل هذا التصريح من قبل من الرئيس التركي "وأضاف "منذ الربيع انتشرت شائعات عن تطبيع بين تركيا وإسرائيل. لكن اللافت بشكل خاص هو التفسيرات في وسائل الإعلام التركية بخصوص احتمال التطبيع. علاوة على ذلك ، تؤكد المناقشات نفسها أن هذه خطوة إيجابية وضرورية. وأضاف ( إنها خطوة مهمة ).

ويضيف فالنسيا فيما يتعلق بالظروف التي أدت إلى هذا البيان غير المعتاد : (أعتقد أنه نتاج عزلة تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وفي المنطقة بأكملها).وبسبب ما أحدثته السياسة الخارجية لأردوغان في مشاكل كبيرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. حتى عندما يكون لدى تركيا الأسباب الصحيحة للتهديدات. فلم يعد أحد يريد أن يسمع من أنقرة أو يدعمهم ) وفقًا لفالنسيا ، هذه واحدة من عدة خطط في أنقرة. إن "تركيا تريد تحسين العلاقات مع إسرائيل ، كما هو الحال مع مصر والسعودية ،و المطلوب لتحقيق تسخين العلاقات بين إسرائيل هو إرادة سياسية تتأثر بدوافع دولية ومحلية ، فضلاً عن بناء الثقة بين البلدين).

من جانبه صرح لـ (إسرائيل اليوم ) السفير الإسرائيلي السابق في تركيا (بيني أفيفي ) ونائب المدير العام السابق لوزارة الخارجية والذي يعتبر من الإسرائيليين الذين يعرفون الرئيس التركي جيدا : فيما يتعلق بمعالجة أردوغان للمجال الاستخباري ، (لا أعرف ما الذي يتم فعله بشأن الاستخبارات اليوم ، لكن يمكنني أن أفهم أن الوضع الذي يعيشه أردوغان في سوريا يؤثر عليه. فهو ، مثل إسرائيل ، خائف جدًا من الإيرانيين – ومن المهم التنويه أنه منذ 300 عام لم تكن هناك حرب بين إيران وتركيا ، لكن هناك منافسة بينهما. ويخلص السفير السابق في تركيا إلى أن "أردوغان ينطق بمافي قلبه الآن دون كذب فهو يقصد ما يقول عن التطبيع . علاوة على ذلك أعتقد أن الدول العربية التي سارت في اتجاه التطبيع مع إسرائيل قد أثرت عليه ، وكذلك أثرت عليه العقوبات الأمريكية".وتضيف (إسرائيل اليوم ) لقد جاءت تصريحات أردوغان غير العادية بعد عامين ونصف العام من طرد وزارة الخارجية التركية للسفير الإسرائيلي آنذاك ،( إيتان نعيم ) ، على خلفية الاشتباكات مع حماس في "مسيرات العودة" في مايو 2018.

أصوات إسرائيلية تؤيد استعادة التطبيع مع أنقرة

ويوضح الدكتور (شاي إيتان كوهين إنروجيك )، الباحث في الشأن التركي بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن ومركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب. "بالنسبة لإسرائيل ، من المهم جدًا ليس فقط إعادة السفير إلى أنقرة ، ولكن أيضًا إعادة القنصل إلى اسطنبول ، وهي ليست العاصمة ، ولكنها عاصمة التجارة - واليوم الاقتصاد التركي ليس في السماء". ويضيف "إذا أراد أردوغان تقوية مركزه في السلطة - فهو بحاجة إلى الرخاء الاقتصادي. وفي ميزان الواردات والصادرات ، يصدر الأتراك أكثر إلى دولة إسرائيل ، وبالتالي فإن وصول قنصل إسرائيلي إلى اسطنبول سيعجل العلاقات الاقتصادية أكثر من ذلك على الأرجح. "عالم التجارة سيعطي " شهادة كوشير ـ شرعية " للعلاقات مع تركيا. غياب السفير في أنقرة والقنصل في اسطنبول يخلق وضعا يخشى فيه رجال الأعمال الإسرائيليون والأتراك تطور القطيعة بين الطرفين".

وتختتم إسرائيل اليوم تقريرها بالكشف عن مانشرته منذ شهر وهو اقتراحًا قدمه مساعد أردوغان ، الأدميرال (جهاد ييجي) ، بترسيم حدود بحرية مع إسرائيل . علاوة على ذلك ، أعلن مستشار أردوغان للعلاقات الدولية ، البروفيسور مسعود جاشين ، الأسبوع الماضي أن "العلاقات الدبلوماسية الكاملة قد تستأنف بحلول مارس المقبل 2021 .. وفقًا للصحيفة العبرية فإن مستشار أردوغان للعلاقات الدولية قال إن تركيا مهتمة بإعادة العلاقات (اذا تقدمت اسرائيل خطوة نحونا فسنقدم خطوتين نحوها) . اذا رأينا ضوءا اخضر ستعيد تركيا فتح السفارة وتعيد السفير اليوم ، تتولى القيادات الإسرائيلية العليا في أنقرة ونظرائهم الأتراك في تل أبيب إدارة العلاقات .

رجال أردوغان يقدمون فروض الولاء والطاعة

من جانبه شدد مستشار أردوغان (مسعود جاشين )على أن "الاهتمام بالسلام والأمن مهم جدا لكل من إسرائيل وتركيا" ، وفي إشارة إلى حادث أسطول (مرمرة) قال (لا نريد مزيدا من الحوادث مع اسرائيل" ) . وأشار جاشين إلى أن إسرائيل لديها الكثير لتكسبه من تطبيع العلاقاتمع تركيا قائلاً :"لقد اشترت تركيا الكثير من الأسلحة من إسرائيل ، ويمكننا فعل ذلك مرة أخرى، يمكن أن تعود صناعاتنا الدفاعية ونعمل معًا . صحيفة (واللا العبرية) كشفت أنه ليست فقط المحاولات التركية ولهث أردوغان وحكومته نحو إسرائيل لتقبل بالتطبيع من جديد ما تم خلال الشهر الماضية بل دخل على الخط كوسيط رئيس أذربيجان للتوسط بين إسرائيل وتركيا لإعادة العلاقات بينهما .

حيث كشف مسؤولون إسرائيليون كبار معنيون إن الرئيس الأذربيجاني (إلهام علييف) مهتم بالوساطة بين حليفتيه ، إسرائيل وتركيا ، من أجل إعادة العلاقات بينهما ، وقد بدأ في اتخاذ خطوات عملية.وكما هو معروف لعبت تركيا وإسرائيل دورًا مهمًا في انتصار أذربيجان على أرمينيا في المعارك في نزاع ناغورنو كاراباخ وساعدت الطائرات المصنوعة في إسرائيل وتركيا والأسلحة الأخرى التي قدمها البلدان لأذربيجان في تحقيق تفوق عسكري على أرمينيا. قال مسؤولون إسرائيليون إن الرئيس الأذربيجاني علييف تحدث هاتفيا مؤخرا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبحث معه العلاقات بين بلاده وإسرائيل.

وقد أخبر مستشاري علييف زملائهم الإسرائيليين بذلك وقد تحدث وزير الخارجية الأذربايجاني (جيهون بيراموف) مع وزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي (جابي أشكنازي) عبر الهاتف وأثار مسألة العلاقات الإسرائيلية التركية.. قال مسؤولون إسرائيليون كبار إنه أبلغ أشكنازي أن أذربيجان تعتقد أن الوقت مناسب للمصالحة بين إسرائيل وتركيا.وقال مسؤولون إسرائيليون إن "الرئيس الأذربيجاني علييف وكبار مستشاريه نقلوا رسالة مفادها أنهم يريدون أن تعودا صديقتاهم العظيمان ( تركيا وإسرائيل) إلى العلاقات الطبيعية ، وأنهم على استعداد للمساعدة في تحقيق ذلك". من المعروف أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهورت منذ (عملية الرصاص المصبوب ) في غزة عام 2008. و كانت العلاقات بين البلدين مجمدة بالكامل تقريبًا بعد رحلة سفينة مرمرة إلى غزة عام 2010.

خلال زيارته لإسرائيل عام 2013 ، أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثة هاتفية مع أردوغان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبدء عملية مصالحة. وتعثرت المحادثات بين الطرفين حتى تم التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات في عام 2016. لكن في عام 2018 ، واجهت العلاقات أزمة أخرى بسبب الأحداث في الحرم القدسي ، حيث طردت تركيا السفير الإسرائيلي وابتعدت البلدان مرة أخرى.في الآونة الأخيرة ، أشار المسؤولون الأتراك علنًا إلى إسرائيل بأنهم على استعداد لتحسين العلاقات - خاصة في ضوء دخول جو بايدن الوشيك إلى البيت الأبيض.. حدد الأتراك بشكل أساسي قضية التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط ​​- حيث يوجد بينهم نزاع صعب مع اليونان وقبرص - كمنطقة يريدون التعاون فيها مع إسرائيل. الباحثون الإسرائيليون أدلوا بدلوهم فيما يتعلق بالشأن التركي وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط وخاصة إسرائيل . هناك دراسة هامة أعدها ثلاثة من الباحثين الإسرائيليين الكبار وهم البروفيسور إفرايم عنبار رئيس معهد القدس للإستراتيجيات والأمن ، العقيد (احتياط) الدكتور عيران ليرمان نائب رئيس المعهد و الدكتور شاي إيتان كوهين خبير في شؤون تركيا. نشرت الدراسة الأولى من نوعها في موقع معهد القدس للإستراتيجيات و الأمن (JISS) .

تقدم الدراسة للساسة في إسرائيل تقييم تركيا (سياسيا وإقتصاديا وإستراتيجيا وإقليميا) . فترى أن تركيا لا تزال قوة مهيمنة في المنطقة بأسرها وقوة عالمية من أكبر وأهم دول الشرق الأوسط. وموقعها الاستراتيجي في غرب آسيا ، في المداخل الجنوبية الشرقية لأوروبا ، على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ، وسيطرتها على مضيق البوسفور ، يعطيها أهمية إضافية ، وجيشها هو ثاني أكبر جيش في الناتو بعد الولايات المتحدة. يقول الباحثون لقد أعطت نهاية الحرب الباردة تركيا حرية أكبر لتصرف في سياستها الخارجية. دهم هذا الاتجاه رغبة الإدارة الأمريكية خلال رئاسة أوباما و ترامب تقليل التورط في الشرق الأوسط. هذا الواقع الدولي جاء موافق لتطلعات تركيا و تمجيد مكانتها الدولية. في عام 2002 ، وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ، والذي يعمل على إعادة البلاد إلى طابعها الإسلامي ومكانتها الإقليمية والدولية مع التوق إلى الإمبراطورية العثمانية.

  • تركيا على مستوى السياسة الخارجية 

في السنوات الأخيرة سعت تركيا إلى الهيمنة الإقليمية وتقويض النظام السياسي القائم في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وعلى الرغم من بقائها عضوًا في حلف الناتو فقد ابتعدت تدريجياً عن الغرب ، بعد محاولة فاشلة للاندماج في الاتحاد الأوروبي - استخدمها الحزب الحاكم كذريعة لتحييد السلطة السياسية للجيش - ولم يلتفت إلى تحذير مؤسس تركيا العلمانية مصطفى كمال (أتاتورك) من التدخل في الشرق الأوسط. ويحتفظ أردوغان بوجود عسكري في العراق وسوريا والخليج ( قاعدة عسكرية في قطر ) والصومال. وهي تتحدى سيادة اليونان في بحر إيجه ، وتسعى إلى ترسيخ نفوذها في المناطق التي كانت تسيطر عليها سابقاً الإمبراطورية العثمانية في شرق البحر المتوسط (لبنان وغزة وليبيا والبلقان).

زعيم تركيا بلا منازع منذ عام 2002 هو رجب طيب أردوغان ، رئيس حزب العدالة والتنمية. ويمكن وصف الحزب بأنه النسخة التركية من جماعة الإخوان المسلمين ، رغم وجود أصوات أكثر اعتدالاً في صفوفه. يكمن مصدر قوتها في المناطق التقليدية ، وكذلك في النمو الاقتصادي الذي نقل ملايين الأتراك إلى صفوف الطبقة الوسطى.

ومن هنا حذر أردوغان من الإجراءات التي يمكن أن تضر بالاقتصاد التركي ، الموجه للتصدير والمندمج في النظام الاقتصادي العالمي ، والذي يعتمد على صناعة السياحة. في بداية مسيرته ، نأى أردوغان بعناية عن التراث العلماني لأتاتورك ، الذي فرضه مؤسسو الجمهورية على تركيا منذ عام 1937.

وينعكس ذلك في السياسة الخارجية والأعمال الرمزية ، مثل تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد . هذه القومية ، التي أصبحت متطرفة تدريجياً على خلفية التغييرات في السياسة الداخلية ، تتضمن رسائل معادية للسامية ، وموقف معاد لإسرائيل ورؤية "تحرير الأقصى"في عهد أردوغان ، انضمت تركيا إلى القوة المالية القطرية لدعم الحركات الإسلامية (بما في ذلك حماس).

على الرغم من التنافس مع إيران في عدة مجالات ، والفجوة في تصور الإسلام بين الراديكالية الشيعية والسنية ، إلا أنها لم تتردد في استضافة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد (الذي يعتبر شخصًا غير مرغوب فيه في الغرب) ؛ ولا يزال يساعد بلاده ، لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى ، في الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.كان موقف تركيا من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) غامضًا في أحسن الأحوال ، لأن القوة الرئيسية التي حاربت في البداية الزخم التوسعي لداعش كانت الأكراد في شمال سوريا ، حيث ترهم عدوًا.

  • عداء أردوغان لمصر

على المستوى الإقليمي ، يهدف النظام التركي إلى تقويض استقرار مصر ، والذي يعتبره أردوغان ومنة هنا وجد نشطاء الإخوان المسلمين من مصر ملاذًا وقاعدة عمل في تركيا ، ويتجلى نشاطهم في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية ومنشورات "البحث" الرائجة في عام 2010 انضمت أنقرة إلى جامعة الدول العربية بصفة مراقب. اندلع التنافس مع مصر على رئاسة المنطقة ، منذ عهد مبارك ، وتحول إلى أكثر شراسة ضد الرئيس عبد الفتاح لسيسي ، مما أدى إلى دعمها الحرب الأهلية التي طال أمدها في ليبيا منذ عام 2014 ، بين حكومة الوفاق الوطني الموالية لتركيا ، والتي تسيطر على طرابلس والشمال الغربي وتتبع الإخوان المسلمون ضد "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر ، الذي يسيطر على شرق البلاد وتدعمه مصرحتى تم بضغط من مصر ودول أخرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار الذي أدى إلى إصلاح الوضع الحالي مؤقتًا في ليبيا .

  • إسرائيل وتركيا والعلاقة البرجماتية

رغم مظاهر العداء لإسرائيل ، يجب على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية في تعاملها مع تركيا ، لأنه لا مصلحة لها في تحويل تركيا القوية إلى عدو فاعل. تجدر الإشارة إلى أنه حتى في ظل قيادة أردوغان ، تُظهر تركيا (لأسباب اقتصادية على وجه الخصوص) درجة معينة من البراجماتية تجاه إسرائيل. فلم تقطع علاقاتها الدبلوماسية تمامًا وتحافظ أيضًا على علاقات تجارية واسعة ، جنبًا إلى جنب مع العلاقات الجوية مع إسرائيل والتي تعتبر مهمة للسياحة والحفاظ على الوصول إلى القدس.في السلوك الإسرائيلي ، يجب التمييز بين القائد والمجتمع التركي ، من أجل الحفاظ على إمكانية تحسين العلاقات مع حكومة لا يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية في المستقبل ، أو حتى مع دوائر أكثر اعتدالًا في الحزب.

الأوساط العلمانية في المجتمع التركي (وكذلك أعضاء حركة الجولان) تريد علاقات جيدة مع إسرائيل. تركيا ليست إيران ، وموقعها في 20G وجهاً لوجه مع الولايات المتحدة مهم لها.في ضوء هذه الخلفية ، من المهم الاستمرار في التأكيد - في إعلانات منتدى EMGF وفي اجتماعات القمة الثلاثية لقادة (إسرائيل وقبرص واليونان) - على أن الغرض من النظام الإقليمي الجديد ليس استبعاد (تركيا) ، ولكن ترك خيار إذا اختارت قيادتها التعاون.في الوقت نفسه ، من المهم لإسرائيل تحديد أدوات النفوذ التي ستجعل من الممكن كبح طموح القيادة الحالية في تركيا ، أولاً وقبل كل شيء على المستوى الاقتصادي ، الذي كان مصدر قوة أردوغان وأصبح نقطة ضعفه. والهدف هو منعها من تشكيل تهديدات لمصالح إسرائيل الحيوية وشراكاتها في النظام الإقليمي (وخاصة مصر). يجب أن يركز النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي بشأن القضية التركية على واشنطن ، من أجل حمل الولايات المتحدة (الإدارة والكونجرس) على السعي بنشاط لكبح أردوغان.

تشير تجربة السنوات الأخيرة إلى أنه بالرغم من مظاهر الازدراء ، إلا أنه كان حذرًا من الوصول إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن. يجب فحص ما إذا كان من الممكن ، من خلال العوامل العربية التي تشاركنا وجهة نظرنا ، حشد جماعات الضغط النفطية في الولايات المتحدة لاستيعاب الجهود التركية (خاصة عندما يتم استثمارشركة (شيفرون) في ( إسرائيل وقبرص ومصر).

وفي الوقت نفسه ، يجب العمل مع (مصر واليونان والإمارات العربية المتحدة ) لتقوية المحور الذي يحاول (احتواء) تركيا ، فيما يتعلق بالتحركات الفرنسية الحالية ، التي تم حشدها لحملة سياسية وحتى للوجود العسكري في شرق البحر المتوسط . لا يمكن لإسرائيل أن تلتزم بعمل عسكري ضد تركيا ، ويجب شرح ذلك لشركائنا في شرق البحر المتوسط. ومع ذلك ، يجب إبلاغ الجميع بأن إسرائيل لن تتردد في استخدام قوتها ضد الأعمال التي تضر بشكل مباشر بمصالحها الحيوية. كما أن ، إسرائيل لا تنوي الإضرار بعلاقاتها مع اليونان وقبرص من أجل إعادة العلاقات مع تركيا.

مصر للطيران
تركيا إسرائيل أردوغان تطبيه

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE