شريف عبد الفهيم يكتب : كلاكيت كل سنة

 

وبدأ شهر رمضان وبدأت معه كل الأمور التي تتسبب في وجع بطن الناس الغلابة

بسبب ما يفعله الناس اللي مش غلابة ليتكرر المشهد الموجع للقلب.

إعلانات بالملايين الإعلان الواحد فيها كفيل بأن ينهي أزمة مئات بل آلاف

الشباب في الشهر الكريم، محمد رمضان وفان دام يقدمان إعلاناً لإحدى شركات

الاتصالات قيل إن أجر الاثنين معً تخطى الخمسين مليون جنيه، نعم يا سادة

خمسين مليون جنيه نصفها على الأقل ذاهب إلى خارج مصر بالعملة الصعبة.

عمرو دياب يقدم إعلاناً لشركة اتصالات منافسة لكنه لا يكتفي بظهوره في

الإعلان فيحضر معه عدداً كبيراً من نجوم الصف الأول والنتيجة ملايين تهدر

على إعلان آخر.

أما الطامة الكبرى فكانت ظهور واحد من رموز التعليق الكروي في مصر ليقدم

إعلاناً أقل ما يوصف به أنه تافه وكان ينقصه أن يرتدي السيد المعلق

المحترم بدلة رقص ويمسك صاجات ويتمايل مع الفتيات اللاتي يتمايلن حوله.

ولأن المشهد لابد أن يكتمل كان لا بد أن تظهر حملات التسول الممنهجة

والتي أثبتت التقارير أن أغلب التبرعات التي تجمع لهذه الحملات تذهب في

جيوب بعض المنتفعين الذين استطاعوا أن يحولوا حملات التبرعات إلى جمعية

لا يقبضها إلا هُم.

ما ذنب طفل ولد في ظروف قاسية لأب يقضي يومه بالكاد حتى يستطيع أن يكفي

قوت أبنائه ليشاهد تلك الإعلانات عن الأطعمة المستفزة على موائد الطعام

الفاخرة التي يفترشها أناس المفروض أنهم يدعون إلى تكافل المواطنين

وحملات إطعام الفقراء ثم يهدرون الآلاف على وليمة واحدة يكون مصير أكثر

من نصفها في صناديق القمامة.

أليس من الأفضل لهذه الشركات أن توزع تلك المبالغ على شباب في احتياج لها

ولو بشكل مسابقات ووقتها سيكون مردود الإعلان أكبر بكثير من ظهور محمد

رمضان يقاتل فان دام وبالطبع لابد أن يفوز نمبر وان على البطل العالمي.

سيقول قائل هناك شيء يسمى الريموت كونترول يمكنك أن تغلق التلفاز أو تحول

القنوات وأنا أقول له المشكلة ليست في الكبار لأنهم يعرفون أنه لا فائدة

من كل ما يرونه لكن الطامة في بكاء طفل يشاهد أمامه شيئاً يريده ولا

يستطيع والده أن يشتريه له.