شريف عبد الفهيم يكتب : شكراً يا حكومة

لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن تكون السياسة التي تتبعها الحكومة في الزيادة الممنهجة للأسعار سبباً لأن أشكر الحكومة، فرغم أني مازلت أعيش حالة من الضرر المباشر وغير المباشر من زيادة الأسعار إلا أنني «هنا» يجب أن أشكر الحكومة.

و»هنا» هذه أقصد بها الزيادة التي فرضتها الحكومة على السجائر بكل أنواعها والتي تصاحبها دائماً شتى أنواع الضرائب، فانا أعترف أنني كنت أعشق التدخين ليس إدمانا له ولكن عشقا في السيجارة، فأنا كنت أتعامل مع السيجارة كشيء لا أستغني عنه في يدي، فهي كانت أنيسي في وحدتي التي كانت تطول أحيانا بسبب ظروف العمل أو ظروف خاصة، فكانت السيجارة هي جليسي وأنيسي في هذه الأوقات، رغم أنني كنت أنساها في أوقات كثيرة ولا تمتد لها يدي في أثناء تواجدي في مكتبي ومعي زميل من الزملاء لا يدخن ويكره رائحة التدخين، أو أكون متواجدا في البيت وحكمت الظروف أن أجلس وسط أبنائي فلا تمتد يدي إلى علبة السجائر، أو أكون سائراً في الطريق فلا أشعل سيجارة وأنا أسير مطلقاً، نعم كنت أعشق السيجارة إلى حد الجنون.. ولكن!.

في يوم من الأيام فوجئت بزيادة علبة السجائر حتى وصلت إلى ما يزيد على الـ30 جنيهاً- 33 جنيهاً بالضبط- وفي نفس الوقت وجدت أنني أشكو من الزيادة الرهيبة في الأسعار مع ثبات الدخل الذي أصبح لا يكفي ثلث الشهر فما كان مني إلا أن أقف مع نفسي لكي ألغي من حياتي بعض الأشياء التي يمكن الاستغناء عنها، فكان القرار بالاستغناء عن السيارة في أغلب الأيام التي لا أتأخر فيها في العمل لساعات الصباح الأولى والتي يمكن أن أجد مواصلات للمنزل بسهولة، وهو ما يعني توفير مبلغ من ترشيد استهلاك البنزين وإتاوات ركن السيارة، ثم كان القرار الثاني الحاسم وهو عدم شراء السجائر وتوفير ما قيمته ألف جنيه شهرياً وربما يزيد.

أعلم أن هناك زيادات أخرى ترتبها لنا الحكومة في الفترة القادمة لكن قرار منع التدخين لم يفدني مادياً فقط، لكن صحياً أيضاً ووضح الفرق الكبير في الحياة.

فشكراً لك يا حكومة علشان بطلت السجاير بسببك.. وربنا يسترها في اللي جاي بسببك برضو.